شهدت مكتبة الإسكندرية الافتتاح الرسمي لمركز الإسكندرية للدراسات الهلينستية تحت رعاية السيد كارولوس بابولياس رئيس جمهورية اليونان, والسيدة الفاضلة سوزان مبارك قرينة الرئيس ورئيسة مجلس أمناء مكتبة الإسكندرية.
وقد عقد الدكتور إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية مؤتمرا صحفيا قبيل الافتتاح الرسمي للإجابة عن استفسارات الصحافة حول المركز الذي يمثل التعاون البناء بين مصر واليونان.حضر المؤتمر السيد تيودورس كاسيميس نائب وزير الخارجية اليوناني, والسيدة ماريانا فاردينويانيس سفيرة اليونسكو للنوايا الحسنة, ورئيسة مؤسسة فاردينويانيس والسيد أنطوني باباديمتريو رئيس مؤسسة ألكساندر أوناسيس الخيرية,كذلك حضره العديد من الإعلاميين اليونايين والمصريين.
وفي كلمته ذكر سراج الدين أن هذا المركز سيدرس حقبة مهمة من تاريخ الإسكندرية وهي الفترة التي أنشكت فيها الإسكندرية وتمتد حتي نهاية عصر البطالمة,أي نهاية عهد الملكة كليوباترا, وهي حقبة تاريخية مهمة لم تنل الاهتمام الكافي من البحث والدراسة,فهي تجسد أكثر من 700 سنة من التاريخ المصري – اليوناني.
أما تيودورس كاسيميس نائب وزير الخارجية اليوناني فأشار إلي الجذور المشتركة بين اليونانيين والمصريين والتي خلقت اليونان الحالي ومصر الحالية. وقال إن الشعوب هي التي تبني تاريخها وهذا المركز سيكون البذرة التي تنمي الثقافة اليونانية وسيقدم لمصر وللعالم أجمع الكثير من المعرفة. وأعلن أنه بدءا من العام المقبل 2009 ستمنح الحكومة اليونانية منحتين دراسيتين للطلبة المصريين للدراسة في اليونان.
وهنا أوضح سراج الدين أن المركز سيركز علي دراسة شتي المجالات العلمية والإنسانية في تلك الحقبة,وهو يمنح دبلومة لغير المتخصصين ودرجات الماجستير والدكتوراه للمتخصصين في الدراسات الكلاسيكية اليونانية. وسيمنح الطلبة المتفوقين امتيازات خاصة. متوقعا أن ينمو المركز بسرعة, حيث يشرف عليه مجلس استشاري يراقب أداء الطلبة والعملية الدراسية بالمركز.
حوار الثقافات
وأشار غبطة البطريرك ثيودوروس الثاني بطريرك الإسكندرية وسائر أفريقيا إلي أن مدينة الإسكندرية معروفة بتاريخها فهي تعيش في كل زمن, فهي مدينة العلم والفن والثقافة والعقل واليوم تفتح أبوابها للتاريخ وتحتضن المكتبة الجديدة معرضا للأيقونات التي تجسد أعمال كنسية فريدة من نوعها, وهي تعكس انصهار حضارة الإسكندرية القديمة والحضارة المصرية الفرعونية والفيوم والفن البيزنطي, فهذا المعرض يدمج كل هذه الثقافات التي تجسدت في أعمال فنية يتقرب بها الإنسان إلي الله.
وقالت ماريانا فاردينويانيس سفيرة اليونسكو للنوايا الحسنة,إن الفترة الهيلينية هي نتاج التعاون المثمر بين الشعبين والحكومتين وبوجود التقنيات الحديثة بمكتبة الإسكندرية فإن الأجيال القادمة ستتمكن من الاستفادة بكل هذه الثقافة وهذا سيفتح آفاق جديدة للمزيد من التعاون والفرصة لحماية هذا التاريخ الثري من الاندثار.
أوضح أنطوني باباديمتريو رئيس مؤسسة ألكساندر أوناسيس الخيرية,أن مركز الدراسات الهيلينية ليس مجرد مركزا لدراسة التاريخ,بل إنه يدرس فترة تاريخية تخص الإسكندرية وتصادف وجودها مع وجود مكتبة الإسكندرية القديمة,والآن تحتضن المكتبة الجديدة مركزا لدراسة هذه الحقبة,ونحن نريد من هذا المركز – والكلام مازال لأنطوني باباديمتريو – أن يتعامل مع العديد من القضايا التي تم تجاهلها في هذه الحقبة,فمثلا هناك الرحلات التي قام بها اليونانيون في تلك الفترة التي تمخضت عن أول جهود لتوحيد ثقافات مختلفة في العالم والتي صهرتها في بوتقة واحدة.
كما أكد الدكتور مصطفي الرزاز مستشار مدير المكتبة للفنون التشكيلية,أن الحضارة الهيلينية قد أضافت مدارس جديدة للفريسكو والموزاييك والمخطوطات,وقد أخذت الكثير من الأعمال المعاصرة وحيها من التراث الهيليني. لذا فمن المهم دراسة الحياة الفنية في تلك المرحلة المهمة من تاريخ مدينة الإسكندرية.
وعقب الافتتاح الرسمي توجه الحضور لافتتاح معرض النظر إلي السماء أيقونات من مجموعة فيليميزيس ومتحف بيناكي,وهو يضم أيقونات من العصر البيزنطي,وهي تعكس التأثير المتبادل بين الشرق واليونان.