حول القضية المهمة التي طرحها يوسف سيدهم في مقالته الافتتاحية فاروق حسني ظالما أم مظلوما؟والمنشورة بالعدد الماضي منوطنيأتفق مع التوصيف الذي سجله علي شخص فاروق حسني من امتلاكه معايير الوعي والتنوير والثقافة المصرية والثقافات العالمية علاوة علي سجل إنجازاته الكبير.
لكن ما أطرحه هنا هو التضارب الكبير الذي يصل إلي حد التناقض في بعض قرارات فاروق حسني والتي جعلت الضباب يخيم علي سياسة وزارة الثقافة المصرية.
وقف دعاة الليبرالية والحرية إلي جوار الوزير في موقفه عندما تصدي لطيور الظلام في هجمتهم ضد رواية حيدر حيدر وليمة لأعضاب البحرعندما أعادت الهيئة العامة لقصور الثقافة طبعها ولكن نفس هؤلاء الليبرالين الذين دعموا الوزير وهتفوا له أصيبوا بالفزع لاستجابته السريعة لمطلب أحد أعضاء الجماعة المحظورةبمصادرة ثلاث روايات طبعتها الهيئة العامة لقصور الثقافة وهي رواياتأبناء الخطأ الرومانسيوالحب الحراموقبل وبعد,فقد أسرع الوزير بقرار المصادرة وهو أمر غير مفهوم تكرر فيما بعد استجابة لضغط هذه الجماعة فتمت مصادرة ديوان أبو نواسوألف ليلة وليلةوالأعمال الكاملة للشاعر أنسي الحاجومجلة إبداع…بالإضافة إلي نحو18رواية وديوان شعر طبعتها الهيئة العامة للكتاب.
بعيدا عن قضية المصادرة,هناك قضية التطبيع وهي قضية محيرة ومتعددة الجوانب,ففي الوقت الذي وقع فيه فاروق حسني تحت ضغط جماعة التيار الأصولي المتشدد وانزلق إلي قوله بـحرق الكتب العبريةوالذي اعتذر عنه فيما بعد وحاول تصحيحه باستضافة الموسيقار الإسرائيلي بارنبيويمليقادة الأوركسترا في الأوبرا,وكذلك بإعلان المجلس الأعلي للترجمة بالمجلس الأعلي للثقافة أنه بصدد ترجمة مجموعة من الكتب العبرية إلا أنه عندما هاج التيار المتشدد أعلن مجلس الترجمة أن الترجمة سوف تتم عن طريق لغة أخري!!وحتي الآن لم تصدر أي كتب مما يوقعنا في الحيرة فعلا…هل الوزير مع التطبيع أم ضده أم أنه بين بين أم هو الخوف من الشارع؟إن الشخص المستنيريقود ولا يقادلكن الملموس أن وزارة الثقافة ترضخ للشارع الملتهب بالعداء لإسرائيل وترفض مشاركتها في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي وكذلك في معرض القاهرة الدولي للكتاب.
لذلك أري أن التساؤل عن:فاروق حسني..ظالما أم مظلوما؟تساؤل مازال مطروحا للمناقشة.