يجتمع مندوبون من 192 دولة في كوبنهاجن لبحث موضوع تغير المناخ, ولوضع خريطة لاستراتيجية تهدف إلي خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العالم. وهذا المؤتمر ليس الأول ولا الأخير الذي يجتمع خلاله ممثلون دوليون للتحدث حول مسائل المناخ. فقد قدم العلماء فرضيات حول ارتفاع درجة الحرارة العالمية للمرة الأولي منذ تاريخ يعود إلي أواخر القرن التاسع عشر, كما يعود تاريخ القلق السياسي الدولي بشأن هذا الموضوع إلي عدة عقود خلت. فيما يلي مجموعة من الأسئلة التي يتكرر طرحها من إعداد كارلين ريشل, حول المعالم التي قادت إلي مؤتمر الأطراف 15 COP-15 وما يأمل المجتمع الدولي بتحقيقه في مؤتمر كوبنهاجن.
* ما هو مؤتمر COP-15؟
** COP مختصر يشير إلي ##مؤتمر الأطراف##, وهو الاجتماع السنوي للدول الـ 192 الموقعة علي اتفاقية الأمم المتحدة لإطار العمل بشأن تغير المناخ (UNFCCC). وهذا المؤتمر المنعقد في كوبنهاجن هو الاجتماع الخامس عشر للتفاوض حول إيجاد حل دولي لمشكلة تغير المناخ منذ أن دخلت اتفاقية الأمم المتحدة لإطار العمل بشأن تغير المناخ حيز التنفيذ عام .1994
* ما الموضوعات التي ستناقش في كوبنهاجن؟
** يجب علي المفاوضين التعامل مع عدد من المسائل قبل وضع صيغة اتفاقية دولية لتغير المناخ تكون فعالة بيئيا, وذات جدوي سياسيا, ومستدامة اقتصاديا. تشمل هذه المسائل:
- تخفيف التأثير: تسعي البلدان المتطورة والدول النامية للتوصل إلي طرق لتخفيض كميات ثاني أكسيد الكربون التي يبثها البشر في الجو. يناقش المفاوضون مقاربة موحدة تخفض بموجبها الدول المتطورة المستوي الحالي للانبعاثات وتكبح الدول النامية نسبة النمو في الانبعاثات منها في ذات الوقت الذي تستمر فيه بالتوسع الاقتصادي.
- التكيف: يجب علي الدول أن تعمل أيضا علي تخفيض مستوي تعرض الناس إلي أسوأ تأثيرات تغير المناخ. كثيرا ما تعتبر الدول النامية أكثر الدول تعرضا لأخطار تغير المناخ كما أنها تملك أقل الموارد التي تساعدها في التكيف. وسوف تحتاج إلي المساعدة لدفع كلفة نشاطات التكيف مثل التخطيط الساحلي وبناء مساكن صامدة للفيضانات.
- إزالة الأحراج: بما أن الغابات تزيل غاز ثاني أكسيد الكربون من الجو, فإن إزالة الأحراج تؤثر علي تركيزات غازات الاحتباس الحراري الموجودة في الجو. سوف يشكل خفض الانبعاثات من خلال تجنب وعكس تأثير إزالة الأحراج نقطة محورية للمناقشة.
- نقل التكنولوجيا: تستطيع الدول المتطورة أن تساعد في تعزيز النمو الاقتصادي في الدول النامية من خلال اعتماد وسائل أكثر كفاءة في استخدام الطاقة تكون سليمة من الوجهة البيئية. نقل التكنولوجيا يشكل ناحية رئيسية في الاتفاقيات الدولية السابقة, ولكن الشكل الذي سوف تتخذه عملية النقل لا يزال غير مؤكد. هناك أيضا هواجس ذات شأن تتعلق بحقوق الملكية الفكرية.
- التمويل: كانت الدول المتطورة قد لوثت البيئة بحرية خلال فترات نموها الصناعي والاقتصادي. وهكذا, تستطيع الدول النامية أن تؤكد بأن الدول المتطورة مسئولة تاريخيا وأخلاقيا عن انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو. كما أن العالم المتطور يملك موارد أكثر لمعالجة تغير المناخ, ولكن كافة هذه التعديلات سوف تكون مكلفة. ولذلك, هناك نقاش مستمر حول من يدفع ولماذا وكم. يطالب العالم النامي بالحصول علي دعم مالي هام لتنفيذ جهود التكيف والتخفيف من انبعاثات الغازات وإعادة التحريج.
* ما هو بروتوكول كيوتو؟
** في مؤتمر الأطراف الثالث (COP-3) في عام 1997, تبنت الأطراف بروتوكول كيوتو كتعديل لاتفاقية الأمم المتحدة لإطار العمل بشأن تغير المناخ (UNFCCC). شمل بروتوكول كيوتو أهدافا ملزمة قانونيا للدول الصناعية لتخفيض انبعاثاتها من غازات الاحتباس الحراري ولا سيما انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون, ولكنه لم يفرض مثل هذه الالتزامات علي الدول النامية.
دخل بروتوكول كيوتو حيز التنفيذ في عام 2005 بعد تصديق 141 دولة عليه. ولكن من المقرر أن ينتهي مفعوله في عام .2012 صادقت حتي الآن أكثر من 180 دولة علي بروتوكول كيوتو. ورغم أن الولايات المتحدة موقعة رمزية عليه, لكن الكونجرس لم يصادق أبدا علي البروتوكول ورفض الرئيس السابق جورج دبليو بوش هذا البروتوكول جملة وتفصيلا.
شكل مؤتمر الأطراف الحادي عشر (COP-11) الذي انعقد في عام 2005 أيضا الاجتماع الأول للأطراف الموقعين علي بروتوكول كيوتو MOP-1: اجتمع ما يزيد علي 10 آلاف مندوب في مونتريال لوضع خارطة طريق لتطبيق أحكام بروتوكول كيوتو. كما أن مؤتمر الأطراف الخامس عشر (COP-15) هو أيضا الاجتماع الخامس للأطراف الموقعين علي بروتوكول كيوتو (MOP-5).
* هل يمكن أن ينتج عن مؤتمر الأطراف الخامس عشر (COP-15) اتفاقية ما بعد بروتوكول كيوتو؟
** ينتهي مفعول بروتوكول كيوتو عام .2012 وقد أشار قادة سياسيون عديدون إلي أن مؤتمر الأطراف الخامس عشر (COP-15) من غير المحتمل أن ينتج عنه توقيع اتفاقية تمهد الطريق أمام التوقيع علي معاهدة في السنة المقبلة. علاوة علي إلي ذلك, يقود حضور ما يزيد علي 100 قائد عالمي خلال آخر يومين للمؤتمر, ضمنهم الرئيس أوباما, إلي بروز تفاؤل متجدد في احتمال التوصل إلي نتيجة إيجابية في مؤتمر الأطراف الخامس عشر (COP-15).
من المحتمل أن تأخذ حصيلة المفاوضات الجارية في كوبنهاجن أحد الشكلين التاليين:
- اتفاقية تستند إلي المرحلة الأولي من التزامات تخفيض الانبعاثات للدول المتطورة التي نص عليها بروتوكول كيوتو مع إضافة اتفاقية ملحقة تغطي التزامات جديدة خاصة بتخفيف الآثار للدول النامية.
- اتفاقية شاملة جديدة بالكامل تشرف علي تنفيذ التزامات كافة الدول وتحل محل بروتوكول كيوتو بالكامل.
* ما بعض المعالم البارزة المهمة للتعاون الدولي حول تغير المناخ؟
** 1971- توصيات من الدراسة الدولية لتأثير الإنسان علي تغير المناخ أدت إلي إطلاق برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) الذي يضمن رسميا قضايا المناخ كجزء من الهواجس البيئية لمنظمة الأمم المتحدة.
1979- المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) والمجلس الدولي للعلوم نظما أول مؤتمر عالمي للمناخ (WCC) وأطلقا البرنامج العالمي لأبحاث المناخ من أجل تنسيق الأبحاث الدولية المستمرة.
1988- أنشأت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) اللجنة بين الحكومية حول تغير المناخ (IPCC) التي تضم خبراء في العلوم وممثلين حكوميين من أجل إعداد تقارير منتظمة حول وضع المناخ.
1990- نشرت اللجنة بين الحكومية حول تغير المناخ (IPCC) أول تقرير لها. أصدر ثاني مؤتمر عالمي للمناخ (WCC) نداء قويا لاتخاذ عمل سياسي دولي استجابة إلي تقرير اللجنة مما دفع الجمعية العامة للأمم المتحدة لأن تدعو إلي توقيع اتفاقية دولية تحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية.
1992- اجتمع قادة العالم في ريو دي جانيرو في ##مؤتمر الأرض الأول##, وهو مؤتمر الأمم المتحدة حول البيئة والتنمية. تبني المفاوضون في ريو معاهدة الأمم المتحدة لإطار العمل حول تغير المناخ (UNFCCC) التي صادقت عليها 192 دولة بضمنها الولايات المتحدة. المعاهدة غير ملزمة ولكنها تعترف بأن تغير المناخ حقيقي وتضع المبادئ الأساسية للتفاوض حولها لاحقا.
1997- تم تبني بروتوكول كيوتو في مؤتمر الأطراف الثالث (COP-3).
2007 – نشرت اللجنة بين الحكومية حول تغير المناخ تقييمها الرابع وتوصلت فيه إلي إجماع علمي ##لا يقبل التأويل## حول مصادر وأخطار ارتفاع درجة الحرارة العالمية التي يسببها الإنسان والتي نالت عليه جائزة نوبل للسلام. تبنت الدول خطة عمل بالي خلال مؤتمر الأطراف الثالث عشر (COP-13).
2009- اجتمع المؤتمر الثالث العالمي للمناخ (WCC) في جنيف. استضاف أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون قمة تغير المناخ في مبني الأمم المتحدة قبل انعقاد جلسات الجمعية العامة. يجتمع المفاوضون في كوبنهاجن حاليا في مؤتمر الأطراف الخامس عشر (COP-15).
* ما هي أنجح معاهدة بيئية دولية حتي اليوم؟
** يعتبر بروتوكول مونتريال الموقع عام 1987 الملحق باتفاقية فيينا لحماية طبقة الأوزون بصورة واسعة علي أنه أنجح اتفاق دولي حول المسائل البيئية.
أدي اكتشاف ثقب في طبقة الأوزون فوق القطب الجنوبي إلي تبني وتطبيق بروتوكول مونتريال من جانب كل دولة عضو في الأمم المتحدة.
يدعو البروتوكول إلي الإلغاء التدريجي لإنتاج واستهلاك المركبات التي تستنفد الأوزون من الطبقة العليا من الغلاف الجوي, مثل كربون الفلور والكلور (CFC), الهالون, رابع كلوريد الكربون, وكلوروفورم الميثيل. أصدرت الدول الفردية منذ ذلك الوقت القوانين وتبنت الأنظمة لتنفيذ واجباتها بموجب المعاهدة.
يو إس جورنال