جهود مصرية لتوقيع اتفاق هدنة طويل بين إسرائيل وحماس
تواصل مصر جهودها من أجل الوصول لاتفاق تهدئة طويل الأمد بين الإسرائيليين والفلسطينيين, وسط توقعات دبلوماسية بأن تبرم إسرائيل وحركة حماس الاتفاق الجديد خلال أيام, وتتركز الجهود المصرية علي تثبيت وقف إطلاق النار أولا, ثم إبرام اتفاق التهدئة, ويتبعه تشغيل المعابر وكسر الحصار, ثم يلي ذلك قضية إعمار قطاع غزة, وعلي جانب آخر تستضيف القاهرة الحوار الوطني الفلسطيني الشامل والذي تحدد موعده في 22 فبراير الجاري من أجل تحقيق المصالحة الفلسطينية.
وكشف نايف حواتمة الأمين العام لـ ##الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين## عن أنه تم الاتفاق مع مصر علي أن يكون السقف الزمني لاتفاق التهدئة بين الفصائل وإسرائيل في غزة لفترة تراوح بين عام ونصف العام وعامين, مضيفا أن هذا الاتفاق المبدئي وافقت عليه ##حماس## و ##الجبهة الديموقراطية##, ومن المرجح أن تتم الموافقة عليه من سائر الفصائل. كما أوضح أن مصر تبذل جهودا لدفع إسرائيل للقبول باتفاق التهدئة, مضيفا أن مصر دولة حدودية مع الأراضي الفلسطينية, وما يجري هناك له انعكاسه المباشر وتأثيره علي الأمن القومي المصري الذي يرتبط بقطاع غزة بشكل وثيق.
من جانبها ذكرت صحيفة لآرتس الإسرائيلية أنه وفقا للاقتراح المصري حول التهدئة, فإن علي الجانبين التراجع عن أي نشاط عسكري, في حين توافق إسرائيل علي فتح المعابر بشكل جزئي, بالإضافة إلي ذلك تتلقي حركة حماس ضمانات بفتح المعابر مستقبلا لإدخال البضائع إلي غزة دون تقييد أو شروط, وأجابت إسرائيل بأن فتح المعابر بشكل كامل يكون فقط بعد تحرير جلعاد شاليط, في حين ترفض مصر الربط بين تحرير شاليط وفتح المعابر وتطالب بإثارة القضية بعد اتفاق تهدئة, كما طالبت تل أبيب ببناء ##قطاع أمن## بمساحة 500 م مربع علي حدود قطاع غزة كي تتمكن إسرائيل من منع أية تحركات من الجانب الفلسطيني, في حين رفضت حركة حماس هذا المطلب.
وحول الحوار الفلسطيني الداخلي أعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السفير حسام زكي أن مصر تقوم بجهود كبيرة من أجل رأب الصدع الفلسطيني, وقال إنه ستتم مناقشة الورقة المصرية السابق إعدادها للحوار اعتبارا من يوم 22 فبراير الجاري, علي أن يعقب ذلك انطلاق عمل اللجان الفلسطينية والتي ستتناول الموضوعات المهمة والعالقة مثل حكومة الوفاق الوطني والانتخابات الرئاسية وإعادة هيكلة وإصلاح الأجهزة الأمنية وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية.
يذكر أن هذه الجهود تلقت ضربة بسبب تصريحات خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس والتي قال فيها إن منظمة التحرير في حالتها الراهنة لم تعد تمثل مرجعية الفلسطينيين.وكشف عن تحرك سوف تقوم به حماس لبناء مرجعية جديدة تمثل فلسطينيي الداخل والخارج.
من ناحية أخري أعلنت وزارة الخارجية المصرية أن المؤتمر الدولي لإعادة إعمار غزة سيعقد في مصر في الثاني من مارس المقبل. وستكون مشاركة الدول في هذا المؤتمر علي مستوي وزراء الخارجية ويجري التشاور حاليا مع أطراف دولية وإقليمية أخري للنظر في الإسهام الذي يمكنها أن تقدمه للمؤتمر.
ومن المنتظر أن يبحث المؤتمر عددا من الأمور ذات الطابع السياسي التي من شأنها أن تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر علي جهود إعادة الإعمار وتنفيذها علي الأرض أبرزها ضرورة الاتفاق علي الجهة الفلسطينية التي سيتم التعامل معها من أجل التنسيق بشأن إعادة الإعمار وفتح معابر القطاع من أجل إدخال المواد اللازمة لعمليات البناء.