اعتدنا أن نري ليالي رمضان وسهراته لوحات فنية ودينية,غير أن تلك الليلة غير كل الليالي,فكانت تلك الليلة يتخللها إطلاق الرصاص وكان ذلك في شارع بمصر الجديدة حيث استقل أحد الشبان وأطلق الرصاص علي النحاس باشا رئيس الوزراء وذلك عام 1937,ولم يصب النحاس باشا بشئ ولكن ما جعل الليلة ساخنة أكثر هو أن منظمة القمصان الزرقة التي كانت تتبع حزب رئيس الوزراء أوفدت جموعها المسلحة إلي بيت محمد محمود باشا زعيم المعارضة في شارع الفلكي وأطلق علي داره الرصاص والحجارة فما كان من الرجل إلا أن اختبأ في بيته حتي ينتهي إطلاق النار الذي أوقفه فعلا الحاكمدار رسل باشا وخرج محمد محمود باشا ليهنئ النحاس بالنجاة.
استطاع رجال النحاس القبض علي الفاعل الذي وجدوا في جيبه جريدة مصر الفتاة فاتجهوا إلي مقر الحزب ظنا منهم أن هذا الفاعل مسلط من مصر الفتاة فلم يجدوا أحدا في مقر الحزب ولكن وجدوا علي مكتب رئيس الحزب أسماء بعض الزائرين والمنتسبين للحزب فأخذوها وقاموا بالقبض علي جميع من فيها,وما يلفت الانتباه أن الورقة كانت تحتوي علي اسم شيخ أزهري ضرير وكان الحزب ورجاله يدعونه للسهرات الرمضانية حتي يزودهم بالأحاديث الدينية فقبض عليه ولما جاء دور الشيخ في التحقيق وسأله المحقق عن علاقته بشباب مصر الفتاة أجاب أنها علاقة المعلم بأبنائه…وسأله المحقق في سخرية وماذا كنت تعلمهم؟ قال الشيخ في سخرية ماذا ينتظر من شيخ ضرير مثلي أن يعلم أولئك الشباب لقد كنت أعلمهم الرماية.
الشريف منجود
مراجع
معارك سياسية
حافظ محمود