كثيرا ما يهدد الخلاف بين الزوجين استقرار الأسرة خاصة إذا زادت هوة هذا الشقاق بينهما لدرجة تدفع الزوجة إلي الغضب وترك منزل الزوجية إلي بيت والدها,وهو ما قد يزيد من حدة الخلاف بينهما والذي يصل لعدة شهور وربما لعدة سنوات.
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو هل يمكن أن يكون غضب الزوجات وسيلة للحد من المشكلات الزوجية,أم يزيد الأمر تعقيدا؟!
السطور التالية تكشف رأي بعض السيدات حول هذه القضية…
تقول سوزان ميخائيل -ربة منزل- عندما يحتد الخلاف بيني وبين زوجي أترك له البيت وأذهب وصغيرتي إلي منزل والدي,أجلس معه حتي يشعر زوجي بالذنب ويأتي لمصالحتي,وفي رأيي الشخصي أن هذه الطريقة لفض هذا الخلاف مناسبة علي الأقل بالنسبة لي وإن كان والدي دائما ينصحني بعدم ترك منزل الزوجية.
أما نيفين صدقي فتؤكد أنه يجب علي كل زوجة ألا تترك منزلها مطلقا بل الأفضل أن تتواجد فيه بجوار زوجها حتي عندما يكونا في حالة خصام فكما يقول المثل الشعبي ”البعد جفا” ومادام هناك أمر طرح للمناقشة فحتما سيأتي الوقت ويتم الوصول لأقرب وجهة نظر.
أخيرا تطرح سامية جورج خبرتها في هذا المجال وتقول: إن أفضل شئ أن يتناقش الزوجين معا حول الموضوع محل الخلاف حتي يصلا لحل لهذا الخلاف,وكما يقول الكتاب ”لا تغرب الشمس علي غيظكم” أي لابد أن يتصالحا سريعا,وأنصح كل سيدة أن تحرص علي هذه المصالحة حتي لو أخذت هي المبادرة كل مرة ولا تترك المنزل إطلاقا فهو أمر يزيد المشكلة تعقيدا.
وحول هذا الموضوع توجهنا بالسؤال إلي الدكتورة نسرين بغدادي أستاذة علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية والتي أكدت لنا أن الخلافات الزوجية قائمة وواردة في كل مكان وزمان نتيجة اختلاف الأفراد فيما بينهم وهو أمر طبيعي بين كل زوجين سواء كان هذا الخلاف علي مستوي البيت والأولاد أو العمل,ولكن مسألة ترك الزوجة للمنزل أمر مرفوض تماما,وذلك لأن التباعد يخلق فجوة تتزايد يوما بعد يوم ومن الممكن للزوجين أن يتجنبا بعضهما البعض لفترة,ولكن لا يجوز أن تطول هذه الفترة حتي لا يحدث شرخ في العلاقة بينهما.
وأشارت الدكتورة نسرين إلي ضرورة عدم مغادرة الزوجة منزل الزوجية لأن ذلك يسمح بتدخل أطراف أخري في الخلاف بين الزوجين الأمر الذي يشوه العلاقة بينهما ويخلق عراقيل أخري لا نهاية لها لذا يجب علي كل زوجين أن تظل أي خلافات بينهما داخل منزلهما وليس خارجه.