يطلق العالم علي هذه الظاهرة اسمن المجاعة الخضراءوهي تجتاح ولاية جالابا الجواتيمالية علي بعد 100 كيلو متر عن العاصمة حيث يموت السكان جوعا وسط نبات أرضهم.
وتسجل جواتيمالا التي يحصي عددها بـ14 مليون نسمة أعلي نسبة من الأطفال الذين يعانون سوء تغذية في أمريكا اللاتينية.حيث يعيش الكثير من العائلات بأقل من دولار واحد في اليوم وتصل هذه النسبة إلي90%.
وبحسب قياسات رونالد أستواردو نافاس العضو في منظمةالعمل علي مكافحة الجوعالإنسانية الذي يقيم الوضع الغذائي يبلغ محيط ذراع الصغير9.9 سنتمترات وهي نسبة صغيرة لمولود حديث وقد يؤدي هذا الوضع إلي الوفاة.
يطلق المراقبون الخارجيون علي هذه الظاهرة اسم المجاعة الخضراءلتمييزها عن المجاعة التي تجتاح المناطق الصحراوية مثل منطقة القرن الإفريقي حيث يتسبب الجفاف المستوطن بالجوع.
وتعتبر جواتيمالا خامس منتج علي الساحة العالمية للسكر والبن والموز.لكن حين تنفد محاصيل الكفاف يعجز آلاف العائلات عن شراء ما يكفي من القمح والفول والأرز.
وقد انخفضت المحاصيل خلال السنوات الأخيرة جراء موجات الجفاف والفيضانات ,وقد ألقي ارتفاع أسعار السلع الغذائية في الأسواق المحلية والدولية بظلاله علي القدرة الشرائية الضعيفة أساسا في المجتمعات الريفية.
وتوفي العام الماضي أكثر من 6500 شخص في جواتيمالا جراء مضاعفات لها صلة بسوء التغذية من بينهم 2175 طفلا دون الخامسة ,حسبما أشار لويس إنربكي مونتروسو المسئول عن الحق في الغذاء لدي مفوضية حقوق الإنسان في جواتيمالا,إن البرامج والأموال متوفرة لكن العزم السياسي هو الذي ينقص إذ أن الدولة غائبة بالنسبة إلي العائلات الأكثر هشاشة في البلد .
ووضعت الحكومة الكثير من البرامج الطموحة لمكافحة سوء التغذية عند الأطفال وآخر هذه البرامج هو بعنوان عائلتي تتقدمالذي يأتي تحت إشراف رئيس الجمهورية ألفارو كولوم ويقضي بتقديم مخصصات مشروطة بالالتحاق بالمدارس وبمراقبة طبية للأطفال.
ويشير نائب وزير الأمن الغذائي في جواتيمالابيلي استراداإلي أن البرامج متوفرة لكن ينبغي تعزيز المتابعة.
وتجتاح أيضا جنوب أثيوبيا تلك المنطقة المكتظة بالسكان جفاف أخضرففي حين أن الطبيعة تبدو خضراء لا توجد فيها محاصيل زراعية تقريبا في تكرار لما حصل سنة 2008 في هذا القسم من البلاد.
وتقدر الحكومة أكثر من250 ألفا عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلي مساعدة غذائية عاجلة في هذا القسم من جنوب أثيوبيا أي ثلاثة أضعافهم سابقا حسيب المنظمات الإنسانية الناشطة ميدانيا.
وقال جيتاشو ليما منسق الأمن الغذائي في المنطقة لفرانس برس إنأكبر أسباب انعدام الأمن الغذائي هو الجفاف المزمن والضغط الديموغرافي وتدهور نوعية الأراضي.
وأعلنت الأمم المتحدة أن حوالي 4.5 مليون أثيوبي في حاجة إلي مساعدة إنسانية بسبب الجفاف الذي يؤثر علي12 مليون شخص في شرق إفريقيا وفي شبدينو يزداد عددهم باستمرار.
وقال دنيال لجيسو الذي يعمل لحساب الحكومة في مجال الأمن الغذائي في جنوب أثيوبيا إننسبة سوء التغذية تزدادوأكد أن نسبتها لدي الأطفال ازدادت بـ5% منذ مايو ,وأضاف إن الوضع الحالي متوتر جدا مقارنة بالسنوات السابقة.
ويوافقه الرأي ملكامو تيلاهون المزارع المتواضع بعد أن جف حقل الذرة الذي يملكه بسبب تراجع الأمطار, بينما يعاني ثلاثة من أبنائه الأربعة من سوء التغذية.وباشرت الحكومة برنامجا يهدف إلي تعليم الأمهات لكشف أعراض سوء التغذية.
وبدأ برنامج الأغذية العالمي عملية طويلة خمس سنواتيتلقي المستفيدون منها مالا وغذاء مقابل عملهم في الحقول.
غير أن أحد مسئولي هذه الخطة يوهانس ديستا شدد علي ضرورة الاستثمار في مشاريع الري والمساعدة علي توفير الأسمدة لمساعدة المزارعين المحليين علي المدي الطويل.