قبل أن ابدأ هذه السطور احب أن أوضح أنه لا شماته في الموت، وان قلوبنا قد أصابها الحزن العميق بسبب ما جري في بوسطن من تفجيرات غادرة لهذا فنحن نقدم تعازينا القلبيه لكل اسره فقدت أحدا من أبنائها او أصيب احد منها من جراء هذا العمل الإرهابي الأثيم ، راجيين من الله ان يعطيهم الصبر والاحتمال وان يعزي نفوسهم وان يعينهم علي ما أصابهم
قبل أن ابدأ هذه السطور احب أن أوضح أنه لا شماته في الموت، وان قلوبنا قد أصابها الحزن العميق بسبب ما جري في بوسطن من تفجيرات غادرة لهذا فنحن نقدم تعازينا القلبيه لكل اسره فقدت أحدا من أبنائها او أصيب احد منها من جراء هذا العمل الإرهابي الأثيم ، راجيين من الله ان يعطيهم الصبر والاحتمال وان يعزي نفوسهم وان يعينهم علي ما أصابهم .
عقب احداث الكاتدرائيه مباشرة التقيت مجموعه من الاصدقاء الانجليز ، وكان الشأن المصري هو محور حديثنا كالمعتاد، و كانوا علي علم بالأحداث بعد ما قامت ال BBC بعمل تغطيه شامله للحدث مما جعل الإنجليز علي علم بكل كبيره وصغيره بما يدور في مصر ، وكانت الملاحظة من الجميع ان العنف تجاه أقباط مصر يزداد حجمه مع كل حدث جديد حتي وصل الي ذروته عندما هوجمت الكاتدرائيه ، وبات عليّ ان اشرح لهم ما استعصي علي فهمهم وهو كيف كانت هناك قوات للشرطه تقف وسط المعتدين ولا تفعل شيئا ثم بعد ذالك وجدناها بدلا من انها تقوم بالقبض علي المعتدين حملة السلاح الذين تسببوا في وقوع قتلي ومصابيين قامت هي الاخري بل هجوم علي الكاتدرائيه بقنابل الغاز ، ووجدت صعوبه في ان أقنعهم انه اذا انصفنا لابد ان نلوم من يقوم بإدارة الدوله أولا وإذا انصفنا اكثر واكثر فلابد ان نلوم ايضا من جاء بهذه الجماعه الي الحكم ومن ينصرها اذا كانت ظالمه او مظلومة، وقصدت الولايات المتحده الامريكيه وعلي رأسها باراك اوباما الذي لم يعلق ولم ينطق ببنت شفاه علي هذه الاحداث واختفت فجأة من قاموسه كلمات مثل الديموقراطيه و حقوق الإنسان وحرية التعبير بعد ما ظلت هذه الكلمات تتردد علي لسان الاداره الامريكيه ليل نهار ولمدة خمسة عشر عاما حينما كانت تتحدث الي القائمين علي الحكم في مصر آنذاك .
كان السؤال الذي يطرح نفسه علي المناقشة هو هل من الممكن ان تقوم في مصر حرب اهلية إذا استمر الحال كما هو عليه بالنسبه للأقباط ؟ فكان ردي أنني استبعد هذا فرغم من كل ما يحدث الا انه احتمال مستبعد بل استطيع ان اقول انه مستحيل ، ولكني قلت انه للاسف الشديد أتوقع انه لن يكون الحادث الأخير بالرغم من كل ردود الأفعال الغاضبة ، ومع ذالك فا الاقباط لديهم قناعه كامله وإيمان عميق ان الله معهم ويحميهم وأن من يعتدي عليهم وعلي حقوقهم سوف يناله الأذي ولو بعد حين ، وأخذت احكي لهم ماذا حدث لعبد الناصر في بداية حكمه ثم من بعده السادات ثم مبارك ، وعلي الفور وجدت من يسألني مبتسما هل تعتقد ان هذه مفارقه أم هي حقيقه !! فقلت انها حقيقه وقد كانت تحدث دائماً طوال تاريخ الاقباط الملئ بل ظلم والاضطهاد سواء من الرومان او من جاء بعدهم ، فلم يحدث منذ ان دخلت المسيحية مصر ان حكموا الاقباط بلدهم ولو لساعه واحده ، فقد كانوا طوال تاريخهم واقعيين تحت يد مستعمر ينكل بهم ويسلمهم لمستعمر اخر حين يرحل ، لهذا ترسخت عند الاقباط هذه العقيدة والتي نص عليها الكتاب المقدس وهي ان الله لن يتركهم مهما حدث وانه سوف يعوضهم عن ظلمهم خيرا وان من يظلمهم ويؤذيهم سوف تكون نهايته مؤسفه.
وحينئذٍ نظر لي احد الاصدقاء فاتحا عينيه الزرقاويتين منبهرا قائلا.. هل هذا له دخل بلعنة الفراعنة اذا ؟ ! فقلت له مازحا .. لعلها كذلك تسطيع ان تعتبرها شيئا من هذا القبيل فقط انتظر وسوف تري ماذا سوف يحدث لكل من ظلم الاقباط او حتي من تقاعس عن قول كلمة حق في صفهم حتي لو كان اوباما رئيس الولايات المتحده الامريكيه فهو يتحمل ذنب كل هذه الدماء التي سالت والكنائس التي هدمت وخربت .
وبالامس جائتني مكالمه متأخره ليلا من صديقي هذا ليقول لي منفعلا وبصوت كله جديه انت علي حق . انت علي حق انظر ماذا قد يحدث لأوباما بسبب احداث بوسطن خصوصا إذا ثبت ان من قام بهذه التفجيرات من الشرق الأوسط أو له علاقه بل المتطرفين الاسلاميين ان شعبه والكونجرس لن يسامحه بل من الممكن أن يقدمه للمحاكمة بسبب التفريط بأمن بلاده ودعمه للحركات الاسلامية في بلاد الربيع العربي.