حلوان مدينة الشمس والهواء.. كان هذا يطلق عليها قديما.. وكانت توصف للمرضي كمصحة علاجية يقضون فيها بعض الوقت لتحسين صحتهم إلا أنها تحولت الآن لمكان ينصح الأطباء مرضاهم بالابتعاد عنه خاصة مرضي الجهاز التنفسي بسبب وجود مصانع الأسمنت والحديد والصلب التي تبعث التلوث في المكان.
كبريتاج حلوان العلاجي الذي لا يوجد له مثيل في الشرق الأوسط لما يملكه من عيون كبريتية بها أعلي نسبة كبريت قادرة علي الشفاء من أمراض كثيرة ولكنه مع الأسف لا يحظي بالرعاية المناسبة التي تليق به لجذب السياح من مختلف أنحاء العالم فضلا عن وجود خطة واضحة لإعادة حلوان لمكانتها.
وطني تلقي الضوء علي هذا المكان الاستشفائي لانتشاله من براثن الإهمال.
منتجع صحي عالمي
صرح الدكتور عبد العظيم وزير محافظ القاهرة أنه آن الأوان لإعادة تطوير منطقة كبريتاج حلوان وعودتها لسابق عهدها نظرا لتميزها بجوها الصحي ومياهها الكبريتية الموجودة تحت أراضي حلوان والاستفادة بالطمي المترسب من تلك المياه لشفاء الأمراض المختلفة حيث إن معظم الأراضي الموجودة بحلوان مملوكة للدولة في صورة حدائق وأراضي فضاء, وأنه للحد من نسبة التلوث العالية بها لابد من نقل المصانع الكائنة بها من الكتل السكنية إلي أماكن أخري فضاء وذلك تحقيقا للتوازن البيئي والتنمية الصناعية حيث قامت المحافظة بإضافة العديد من الحدائق مؤخرا بحلوان منها حديقة 6أكتوبر والمستقبل وعين حلوان, وجاري تطوير مداخل حلوان الرئيسية وطريق الكورنيش والأتوستراد إضافة لاستكمال المحور من الكبريتاج إلي مدينة 15مايو للقضاء علي الاختناقات المرورية.
أضاف د.وزير أنه لابد من الحفاظ علي العناصر الموجودة مثل مركز العلاج الموجود حاليا والقائم داخل مبني شيد عام 1899 بحلوان ويحوي 38غرفة ويقوم بأداء خدماته لمريديه ويبلغ عددهم 100ألف سنويا مقابل أسعار رمزية,وإضافة عناصر أخري بإنشاء فنادق وملاعب ومسرح مكشوف ومبان حديثة ترفيهية وحدائق ومطاعم توافق جميع المستويات علي الصعيدين المحلي والدولي.
أشار اللواء أحمد حلمي السكرتير العام ومساعد محافظ القاهرة إلي أن حلوان كانت مقصدا لأعداد هائلة من الزوار من أوربا والدول الإسكندنافية تراجعت في الفترة الأخيرة ولكن من خلال التنسيق بين المحافظة ووزارتي الثقافة والسياحية والمجلس الأعلي للآثار ومكتب استشاري متخصص وضع التصور الأمثل لإنشاء مركز استشفاء علاجي عالمي لاستغلال هذا الموقع بعناصره النادرة التواجد في أماكن أخري مع ضرورة الحفاظ علي الأماكن الأثرية بجانب تطوير المناطق المحيطة بها وخلق فرص عمل لشباب حلوان.
استطرد اللواء حلمي أنه جار الآن وضع كراسة الشروط والمواصفات التي تم الاتفاق عليها استعدادا لطرحها علي المستويين المحلي والعالمي.
كما طالب اللواء زكي عبد الغني نائب المحافظ للمنطقة الجنوبية بأن يشمل المشروع استمال كافة احتياجات المترددين علي المركز للاستشفاء من خلال توفير أماكن للإقامة والعلاج الطبيعي وحمامات البخار والطب الرياضي بأكمله.
نظرة تاريخية وطبية
أوضح الدكتور حسين عبد المتعال القاضي – استشاري الطب الطبيعي والروماتيزم ومدير مركز حلوان الكبريتي بأن المنتجع الكائن بحلوان تم بناؤه في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني 1899 أي أن عمر الكبريتاج 110سنوات ومنذ إنشائه لم يتم إضافة أي أقسام له غير قسم الطمي والعلاج الطبيعي منذ الخمسينيات والستينيات, والمنتجع مبني علي الطراز العربي ولم تمتد له يد التطوير إلا في العامين الماضيين من خلال تطوير قسم الرجال فقط.
أضاف الدكتور القاضي, أن محافظة القاهرة أصدرت قرارا بتطوير المنتجع مؤخرا وذلك بإنشاء فندقين وملاعب ومسرح مكشوف…إلخ,حتي يضارع المراكز الموجودة في أوربا والأسعار الحالية بالمنتجع لا تزيد علي سبعة جنيهات للمصريين وعشرة جنيهات للأجانب وهناك اتجاه لرفع الأسعار بعد التطوير ولكن سوف تكون زيادة قليلة جدا, والمركز قائم علي علاج أمراض عديدة.
التطوير مطلوب
في نفس السياق أضاف الدكتور وحيد السيد – وكيل المركز العلاجي أن المنتجع هذا قائم علي العلاج بالمياه الكبريتية والطمي الكبريتي وذلك عن طريق خلطه بالماه الكبريتية حيث يعطي للمريض حمام طمي كليا أو جزئيا بجانب أن هناك قسما للتدليك وصالة للجمانيزيوم تحتوي علي أجهزة للعلاج الطبيعي, ولكن مع الأسف برغم خدمات وأهمية ذلك المركز إلا أنه لم تمتد يد التطوير له إلا بالقليل فالمنتجع يفتقر للملاعب والبساتين كما أنه لا يوجد به مكان لإقامة النزلاء غير عشرة شاليهات فقط وهي غير كافية علي الإطلاق.
طالب الدكتور السيد بضرورة بناء فندقين بطاقة 200نزيل وتوفير لهم كافة الخدمات والمرافق الحيوية والترفيهية بجانب ضم الكبريتاج السياحي للمنتجع وتطوير قسم السيدات والمنشآت والأجهزة العلاجية الأخري خاصة الأجهزة التشخصية والعمل علي تدريب الأطباء من خلال إرسالهم للمنتجعات الأوربية مثل كاربوفر بفرنسا من أجل زيادة عدد الزائرين للمنتجع بعد التطوير حيث إن أغلب المترددين علي المنتجع من اليمن والكويت والسعودية والإمارات والصين واليابان, ونعمل علي معرفة الناس للمنتجع أكثر من خلال وسائل الإعلام كالجرائد والمجلات وبرامج التليفزيون بجانب إرسال كتيبات للسفارات لتقديم الدعاية المطلوبة للمنتجع بالخارج مع السعي الآن لعمل موقع للمنتجع علي شبكة الإنترنت.
أكد كل من عبد الله محمد الهاشمي من اليمن وعبد الكريم عبد الرحمن مهندس ديكور مصري أنهمت جاءا للعلاج بالمنتجع من خلال أصدقائهما وذلك بعد معاناة طويلة مع آلام المفاصل والأكتاف والظهر ولكن بعد النزول في منتجع حلوان العلاجي واستعمال مياهه الكبريتية تم الشفاء والتحسن علي الفور من خلال انتهاء الإحساس بالألم.
كما انتقد الحاج دسوقي إبراهيم رئيس مجلس إحدي شركات التجارة والمقاولات الذي تم شفاؤه من آلام بالركبة والمفاصل افتقار المنتجع إلي المناظر الطبيعية المتمثلة في الحدائق بجانب عدم وجود موقع للمنتجع علي شبكة الإنترنت للمساهمة في شفاء الكثير من سكان العالم حيث إن المنتجع قادر علي علاج الكثيرين بفضل مياهه الكبريتية الطبيعية وطالب بضرورة اهتمام المسئولين به لأنه استثمار حقيقي للدولة في حالة استغلاله بطريقة صحيحة ووضعه علي خريطة العلاج الاستشفائي الذي يلهث العالم وراءه الآن بعد عجز العقاقير عن شفاء العديد من الأمراض.