تعددت الأسباب والموت واحد…شعار رفعه مستخدموا القطارات التي كانت يوما من الأيام أملا يبحث عنه الجميع للراحة والأمان,وتغيرت الأحوال من سيئ إلي أسوأ,فليس المقصود بالموت هنا هو مفارقة الحياة فقط رغم كم الحوادث التي نسمع عنها وراح ضحيتها الكثيرون من الأبرياء كان آخرها حادثة العياط الشهيرة وإنما هو العذاب المميت الذي يواجهه المواطنون يوميا سواء كان بسبب تأخير القطار لساعات أو تردي حالته مع تدني مستوي النظافة بشكل ملفت وانتشار الباعة الجائلين وغيرها من السلبيات التي تدل علي الإهمال والتسيب.
والمثير للدهشة كم الإعلانات التي تروج لتطوير هيئة السكة الحديدية وضرورة التزام المواطنين بسلوكيات إيجابية للمحافظة علي ذلك التطوير بحجة أنها ملكهم وفي خدمتهم لتكتشف من الوهلة الأولي أن هذا لا أساس له من الصحة وإنما السلبية واللامبالاة هما سمة قطار الغلابة المطحونين يوميا ذهابا وإيابا مع رحلة العذاب.
وطنيحاولت فتح الملف الشائك حول أوضاع القطارات داخل المحافظات لإلقاء الضوء علي السلبيات أملا في وصول صرخات هؤلاء المواطنين للمسئولين للتدخل سريعا فكانت هذه المتابعة.
خضت بنفسي التجربة فقمت باستقلال القطار المميز من بني سويف متجها لمحافظة المنيا والذي تأخر في رحلة العودة عن موعده لأكثر من45دقيقة مع ازدحام بشكل كبير مما دفع بعض الركاب لافتراش الأرض إلي جانب انتشار الباعة الجائلين, وغيرها من المظاهر العشوائية التي لم تجد لها حلا.
تحدثت مع بعض الركاب لمعرفة ما يعانونه علي أرض الواقع,فقال وائل زكي (طالب بكلية العلوم بني سويف):إن مواعيد القطارات غير منتظمة للغاية ففي بعض الأحيان يصل زمن التأخير لأكثر من ساعتين وهو ما يضع علينا حضور المحاضرات والخوف من أن يتسبب في تأخرنا عن الامتحانات في أوقاتها.
تضيف شيماء ربيع(طالبة)
إن القطارات مثال حي لعدم النظافة فالقمامة تنتشر بشكل كبير داخل القطارات, كما أن أغلبها شبابيك وإن وجد فهي ثابتة غير متحركة ولا زجاج والأبواب مفتوحة دائما علي مصراعيها مما يعرض حياة الركاب للخطر ودورات المياه شئ لا يوصف كما أن بعض العربات غير مضاءة مما يصيبنا بالرعب من السفر ليلا.
ويقول علي جنيدي(موظف)
إن قطارات الغلابة مزدحمة وتنتشر بها السرقات بشكل كبير وتعاني السيدات بداخلها من المضايقات ولاسيما التحرش, كما أن الباعة حولوا القطارات إليسويقةفلا تمر دقيقة إلا ويمر عليك أحد الباعة وهو ينادي علي بضاعته بصوت مزعج.
ويلقي هشام الحميلي-رئيس المجلس الشعبي المحلي بمركز ناصر الضوء علي مشكلة وجود العديد من محطات القري بالمحافظة بدون موظفين لحجز التذاكر مما يدفع الركاب إما التوجه للمدن لحجز التذاكر أو تحمل فارق السعر داخل القطار.
كما يشير المهندس أحمد عويس-عضو محلي محافظة بني سويف إلي شئ خطير داخل بعض محطات السكة الحديد ببني سويف حيث عدم وجود رصيف لنزول الركاب عليه ليدفع البعض إلي القفز من القطار لمسافة ليست بقليل قد تؤدي حوداث, لافتا إلي وجود مسافة بين القطارات ورصيف النزول مما يؤدي إلي سقوط بعض الركاب تحت عجلات القطارات لتحدث الكارثة.
ويضيف عاطف فوزي -أمين وحدة حزبية(وطني)
بمراجعة الحوداث الأخيرة للقطارات نجد أن أغلبها جاءت نتيجة لسوء حالة مزلقانات السكة الحديد والتي مازالت تعمل بطريقة بدائية معتمدة علي عامل المزلقان أبو صفارة بدلا من تحديثها بحيث تغلق أتوماتيكا عند مرور أحد القطارات وإنشاء كبار أمام القري لمنع مرور السيارات والمشاة علي قضبان السكة الحديد وتجديد دماء العاملين بالهيئة فأغلب العاملين بالهيئة من كبار السن, فلماذا لا يتم الاستعانة بالشباب؟!
ويري محمد سيد جمعة-عضو مجلس محلي محافظة بني سويف.
أن هيئة السكة الحديد ركزت علي تطوير محطات القطارات وغفلت عن عاملين أولهما العنصر البشري فلابد من إصقاله مهنيا مع تطبيق مبدأ الثواب والعقاب وتطوير القطارات والمزلقانات.
كفر الشيخ – أشرف مصباح
تؤكد هيام زين أن الانتظام في مواعيد القطارات حالات استثنائية مما يعطل الموظفين صباحا وتؤخر طلاب الكليات عن محاضراتهم وخاصة قطار كلية كفر الشيخويتم التعامل بطريقة غير آدمية مع المواطنين ولاسيما الفتيات منهم نظرا للتحرشات التي تحدث في مشهد شبه يومي…ويضيف محمد عبد المجيد, طالب جامعي, أن عربات قطار طنطا -كفر الشيخ وتحديدا قطار السابعة والنصف صباحا فهو يأتي مرة 4عربات ومرة 5عربات والوقوف علي الأقدام هو الحال اليومي.
هذا ما أكده محمد محمد الصفاوي(المحامي) من أن تطوير محطة سخا علي سبيل المثال أقدم محطات كفر الشيخ شكل جميل, ولكن فكر عقيم فهل يعقل وجود محطة بلا نفق للركاب ينقلهم من رصيف لآخر؟ومن ثم فمن يريد الانتقال فالوسيلة هي السير بعرض المحطة علي قضبان السكة الحديد ليعرض حياته للخطر.
ويتعجب عثمان طه(مدير مدرسة) من وسائل الأمان البدائية في مزلقانات كفر الشيخ والتي يطلقون عليها مزلقانات الموت وخاصة مزلقان الإنشاء والتعمير ومزلقان السلخانة وهما مجرد جنزير حديد وخفير عهدة صافرة.
وبسؤال السيد إبراهيم سعد(خفير المزلقان) قال, أعمل خفير للمزلقان وقد وعد المسئولون بتطوير المزلقان أكثر من مرة وتم بناء غرفة منذ سنوات لتحديث المزلقان لستعمل إلكترونيا وحتي الآن الوضع كما هو.
أن القطارات تفتقد إلي معدات السلامة وإذا وقع حادث أو مشكلة داخل القطار يكون السائق في وادي والركاب في واد آخر.
ويسخر خيري الكومي(إعلامي) من قطارات كفر الشيخ وكيفية تواجدها بهذه الصورة, فالنوافذ مكسورة وبلا زجاج والأبواب دائما مفتوحة ولا يوجد قطار واحد يليق بالآدمين,فلا يوجد قطار مكيف مباشر إلي القاهرة أو إلي الإسكندرية والقطارات الجديدة سيئة, بالإضافة إلي انتشار البلطجة والسرقات.
القليوبية-كلير صدقي
التقينا مع ميخائيل كامل-عضو مجلس محلي سابقا بأبي زعبل فقال, إن حالة القطارات بالقليوبية ميئوس منها حيث إن هناك خطين أحدهما من شبين القناطر لقليوب والآخر من شبين القناطر للمرج وكلاهما بنفس السلبيات التي مازالت قائمة دون تجديد أو إحلال فداخل القطارات الأبواب والشبابيك متهالكة تماما والكراسي فالقمامة متناثرة في كل مكان.
ويكمل ميخائيل, كما أن عمال الصيانة بحاجة لإعادة تأهيل في أي مشكلة في القاطرات مهما كانت يستغرق إصلاحها.
وعن مشاكل المحطة القمامة خاصة القطار القادم من شبين القناطر للمرج والاستراحة والرصيف في حالة سيئة.
بالإضافة إلي عدم وجود أعداد كافية من القطارات فإذا فاتك اللحاق بالقطار تضطر للانتظار بالساعات للحاق بآخر.
أحد الملاحظين رفض ذكر اسمه قال, إن مسألة النظافة مسئولية ملقاة علي الركاب إلي جانب التهرب من دفع تذكرة القطار واللجوء للتسطيح أعلي القطار ليعرضوا أنفسهم للخطر!!
ولماذا لا تتوفر درجات أولي وثانية خاصة وأن هناك عددا هائلا من القري تخرج منها طلاب يذهبون للجامعات يحتاجون لتوفير عناصر الأمان والراحة داخل القطارات.
يطالب الأهالي بتوافر عدد أكبر من القطارات في أوقات متقاربة,كذلك تحسين مستوي الخدمات داخل القطارات وتوفير وسائل الحماية والأمن تفاديا للحوادث المتكررة, علي الجانب الآخر يطالب العاملون بالسكك الحديدية بتوفير مرتبات أفضل لهم وتوفير ملاحظين وغفير محطة وناظر محطة ومحصلين من أجيال الشباب ليكونوا أكثر قدرة وتأهيل علي خدمة الركاب.