وقع يوم الجمعة قبل الماضية أقباط ومسلمو عزبة باسيليوس ببني مزار بالمنيا محضر صلح علي أثر الحريق الذي شب في كنيسة أبسخيرون القليني بالعزبة وأدي إلي انهيارها وسبب حالة من الاحتقان الطائفي ووضع العزبة تحت حصار أمني منذ شهر يوليو الماضي لمنع تجدد أي أحداث أو اشتباكات طائفية حيث جاء محضر الصلح الذي وقع بمنزل أحد الأعيان المسلمين بقرية البهنسا يؤكد علي المحبة والسلام وحرية ممارسة الشعائر الدينية لجميع الأطراف بعد موافقة الأمن,ووقع علي المحضر ممثلون من الطرفين وشهود جهات ونواح مختلفة… وعقب التوقيع تم تقديمه للجهات الأمنية لتوثيقه في الوقت الذي توقفت فيه تحقيقات النيابة بشأن حادث حرق الكنيسة المتهم فيه مسيحي ومسلمان نظرا لتأخر وصول تقرير المعمل الجنائي حتي هذه اللحظة.
3بنود
القمص أنجيلوس بطرس كاهن كنيسة أشروبة صرح لـوطني: تم توقيع محضر الصلح بين مسلمي ومسيحيي عزبة باسيليوس يوم 11 سبتمبر, وأقيم داخل منزل أحمد ذكي دربلة بقرية البهنسا المجاورة لأشروبة بحضور الدكتور محمد عبد العظيم أستاذ بجامعة الأزهر والقمص فيلبس إبراهيم كاهن كنيسة دير السنقورية والشيخ محمود عبد الحفيظ وكيل هيئة أوقاف المنيا وبعض ممثلي الأمن وبحضور ممثلين عن القرية حيث سبقت هذه الجلسة محاولات متعددة للوصول لاتفاق بشأن صياغة ترضي جميع الأطراف… وبعد جلسات متعددة تقرر إقامة هذه الجلسة علي إفطار يجمع الطرفان حيث أقسم الطرفين علي القرآن والإنجيل بترديد عبارات السلام والحفاظ علي العهد ثم وقع الطرفين علي عقد الصلح الذي ضم ثلاثة بنود :
أولا: أبدي المجتمعون حبهم وإخلاصهم لبعضهم البعض وأكدوا علي جسور المحبة والعشرة ولا يضمر أحد للآخر إلا كل خير ومحبة كما هو معهود بيننا.
ثانيا: أقر الجميع حق كل طرف في إقامة شعائرهم بحرية تامة وأن يتعاون الجميع في مساعدة وإقامة دور العبادة لكل طرف طالما كان ذلك بموافقة الجهات الأمنية وبمشروعية كاملة دون إبطاء أوتراخ.
ثالثا: يثق الجميع الآن في عدالة وحيادية جهاز الشرطة في معالجة هذا الأمر دون أن يتهم طرف منا الآخر وذلك حرصا علي سلامة ووحدة عزبة باسيليوس مسيحيين ومسلمين في حياة يسودها الحب والتسامح.
ووقع من الطرف المسلم كل من عبد الوهاب سنوسي , فاروق سيد , نصر سعد , عاطف موسي , محمد حلمي محمد .
ومن الطرف المسيحي: سامي أنور صادق , رضا جمال ذكي , د. نادر ميخائيل , نجاح نجيب , فرح جيد , سليمان فايز .
ومن الشهود أحمد ذكي دربلة , د. محمد عبد العظيم , القمص فيلبس إبراهيم , القمص أنجيلوس بطرس , ياسين أحمد طه , سمير رجب الشرقاوي , العمدة شاكر حنضل , د. نخلة جرجس .
أين بناء الكنيسة؟!
أشار القمص أنجيلوس: محضر الصلح لا يلزم ببناء الكنيسه لأن الأمر يقع في يد الأمن الذي قام بمنع دخول أي كاهن إلي عزبة باسيليوس وعزبة سيوة المجاورة منذ أحداث حرق الكنيسة حتي لافتقاد المرضي ويضطر أهالي العزبتين للذهاب لقرية أشروبة أودير السنقورية للممارسة الشعائر الدينية لحين صدور قرار ببناء الكنيسة التي انهارت من آثار الحريق لاسيما أن مسلمي العزبة قاموا بالتوقيع علي المحضر الذي يقر بموافقة أي طرف علي إقامة الشعائر أو دور للعبادة… وأضاف أن موقف رضا جمال جرجس وفلة رمزي المتهمين في حرق الكنيسة من قبل مسلمي القرية لم يتحدد بعد داخل النيابة ولكن ربما يساعد محضر الصلح المحامين علي إنهاء القضية لاسيما أن هناك مسلمين متهمين بالحرق أيضا وربما محضر الصلح يحفظ القضية .
مصادرة حرية الاعتقاد لا تجوز
وقال د. محمد عبد العظيم أستاذ بجامعة الأزهر وأحد من بذل مساعي كبيرة لإتمام الصلح إن الصلح تم دون أي ضغوط وبرضاء جميع الأطراف مع حفظ كل طرف والتأكيد علي حق كل طرف ممارسة الشعائر الدينية دون تدخل أو اعتراض من الجانب الآخر طالما هناك موافقة أمنية ولا يجوز حق مصادرة حرية الاعتقاد بل أكد المحضر علي ضرورة المساهمة في بناء دور العبادة بعد الحصول علي الوضع الرسمي للموافقة لأن هذا يعزز من التقارب ويعلي من قيم قبول الآخر وهذا ما أكده فضيلة الإمام الأكبر محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر الذي يجوز فيه للمسلم التبرع من ماله الخاص لبناء كنيسة, وأن الكنيسة دار للعبادة والتسامح وهذه رسالة واضحة للتسامح يجب علي أئمة المساجد ورجال الكنيسة التأكيد عليها في الخطاب الديني, وعلي المسلم أن يعلم أنه لا يوجد ضرر من بناء كنيسه لعبادة الله أو الصلاة علي الموتي , لأن صحيح الدين يرسخ من هذه المفاهيم السامية.
الصلح رسالة للجهاز الأمني
أشار د. عبد العظيم: الصلح كان خطوة أولي نحو إعادة السلام لعزبة باسيليوس وأن عملية إعادة بناء الكنيسة التي احترقت تنتظر قرار أمني لاسيما أن الأمن كتب تقريرا مسبقا بالموافقة علي إقامة المكان وحضر أسقف بني مزار للصلاة فيه لذا فإن جلسة الصلح التي عقدت هي بمثابة رسالة إلي الجهاز الأمني نقول فيها ##إنه لا توجد مشكلة بين المواطنين المسيحيين والمسلمين بالقرية ونحن لا نعترض علي إقامة الكنيسة ولا يوجد أي تخوف بشأن الحالة الأمنية بالقرية وهذا توقيع من أهالي القرية ليصبح الأمر في يد الأمن بشأن وضع الكنيسة##.
وأضاف أنه حان الوقت لتصفية جميع الاحتقانات لخلق بيئة صحية مستنيرة تخرج عليها الأجيال القادمة تستند علي مباديء المحبة والتسامح دون تمييز أو حدوث أي مواجهات دينية وهذا ما يلتزم تكثيف الجهود علي جميع المستويات لنشر الوعي بهذه المباديء.
أما القبطي رضا جمال زكي المتهم بحرق الكنيسة من قبل شهود مسلمين قال: قمت بالتوقيع علي محضر الصلح من أجل تحقيق السلام حيث إن رفض الصلح لن يكون ذو فائدة, ولم تحدد لي جلسة حتي الآن نظرا لعدم ورود تقرير المعمل الجنائي للنيابة كما أن جلسة الصلح التي عقدت لم تتناول وضعي ولكن ربما تأخذ الجهات الأمنية بمحضر الصلح ويتم حفظ المحضر عن طريق تقرير المعمل الجنائي الذي هو المخرج لي وللمتهمين الآخرين أو يتم العدول في الأقوال من جانب الشهود من الطرفين .
اتهامي بحرق الكنيسة غير منطقي
أكد رضا: ما وجه لي من اتهام بحرق الكنيسه غير منطقي ولا يعقل قائلا ## كيف احرق بيتي وكنيستي التي نصلي فيها؟! وما حدث أنهم لم يجدوا غيري لتوجيه الاتهام حيث لم يكن أحد من الشباب المسيحي بالقرية فكنت كبش الفداء رغم أني وصلت بعد الحريق حيث كنت في نهاية القرية لإصلاح طبق ##دش## ولكني فوجئت بوجود شهود ضدي رغم معرفة من قام بهذا العمل وتم توجيه الاتهام إلي فلة رمزي التي شاهدت الجناة حتي يتم إبطال شهادتها , ولكن ما نريده الآن السلام وبناء الكنيسة إحنا مش عايزين غير الكنيسة وأننا نصلي مثل أي شخص وهذا أبسط حقوقنا##.
عدول الشهود عن أقوالهم أو…!
أما عادل شحاتة محامي الكنيسة قال: ##جلسنا مع الأجهزة الأمنية لإيجاد حلول ومخرج للقضية لإزالة الاحتقان وهناك محاولات لبحث عدول الشهود عن أقوالهم ضد رضا لمعرفة الجميع ببراءته والوضع قد يصبح مهيئا بعد عقد جلسة الصلح مشيرا إلي أن النيابة لا تستطيع الأخذ بمحضر الصلح ولكن يجب أن تحفظ المحضر بأدلة مادية مثل عدول الشهود أو تقرير المعمل الجنائي الذي لم يصل حتي الآن للنيابة بأن يصب لصالح رضا وأيضا المسلمين المتهمين أيضا بحرق الكنيسة بشهادة المسيحيين,لذا أصبح الأمر الآن متوقفا علي تقرير المعمل الجنائي الذي ربما يثبت الحريق بماس كهربائي أو الحفظ علي ضوء عدول الشهود من الطرفين .
الشرطة تمنع دخول الكهنة
شنودة جيد ذكي -أحد أبناء القرية قال: إن الصلح لم يزل الاحتقان بشكل كبير ولكن والأوضاع عادت للهدوء بشكل أفضل ولكن مازالت هناك بعض قوات الأمن علي مدخل القرية فضلا عن وجود حراسة علي مبني الكنيسة المحترق والشرطة قامت بمنع الكهنة من الدخول إلي القرية لافتقاد الأقباط ومازالوا يمارسون الصلاة خارج قريتهم لحين صدور قرار بإعادة بناء الكنيسة ونأمل أن يكون هذا الصلح حافزا لسرعة صدور القرار وبراءة رضا وفلة من التهم الموجهة لهما.
كانت النيابة العامة بمركز بني مزار وجهت اتهاما لثلاثة منهم اثنان من المسلمين ##ربيع طه قطاوي## (27 سنة), ##أحمد فولي حلمي## ( 25 سنة), والمسيحي ##رضا جمال زكي## (29 سنة) بتهمة حرق الكنيسة ووجهت اتهاما آخر إلي فلة رمزي أسعد ## 28 عاما ## بالمشاركة في الحادث وإخلاء سبيل الجميع لحين ورود تقرير المعمل الجنائي الذي لم يصل بعد.
الكنيسة دشنت ثم أغلقت ثم أحرقت:
تعود قصة كنيسة ##القديس أبسخيرون القليني## إلي عام 1979 عندما سعي الأقباط لبنائها وبسبب ##دواع أمنية## توقف البناء حتي عام 2001 . ونظرا للتعنت الأمني بالمنطقة تم شراء مبني قديم مقابل المبني المتوقف , وتم الحصول علي ترخيص أمني للكنيسة وافتتاح الكنيسة وتدشينها يوم 7 مارس 2009 , بيد صاحب النيافة الأنبا أثناسيوس أسقف بني مزار وفي نفس يوم تدشين مذبح الكنيسة قام الأمن بغلقها بحجة دواع أمنية حتي 11 يوليو حيث احترقت الكنيسة وإنهار سقفها ومازال رجال الكنيسة في انتظار تصريح الأمن بعد عدة وعود لإعادة بنائها.