في مجتمع لا يبالي بالحقوق الأساسية لذوي الاحتياجات الخاصة. من الطبيعي أن يتجاهل هذا المجتمع الجوانب الترفيهية لهؤلاء الأفراد.
من هنا يأتي الدور الإيجابي للمؤسسات والجمعيات الأهلية التي ترعي هؤلاء الأفراد في جوانب عديدة تعليمية وترفيهية وتأتي المصايف علي قائمة أنشطة هذه الجمعيات, حيث تنظم رحلات اليوم الواحد للشواطئ القريبة, هذا فضلا عن المصيف السنوي الذي قد يصل إلي أسبوع كامل.
ومن أفضل المصايف التي استمتعت بها أنا شخصيا. تلك التي تنظمها أسرة الأنبا إبرآم لرعاية الذين ليس لهم أحد يذكرهم برعاية القمص أنسطاسي الصموئيلي. ونذكر لهذه الأسرة أنها ترعي كل فئات الإعاقة من كل الطبقات, وهذا تطبيقا فعليا لجملة الذين ليس لهم أحد يذكرهم حيث إن الخدمة تقدم بمحبة لفئات مهمشة كليا ومتروكة بلا رعاية ولا حنو. حتي من قبل ذويهم, الذين يظن بعضهم أنهم ليسوا في حاجة – أو استحقاق – لأي شكل من أشكال الترفيه, والكثيرون منهم لا يخرجون للشارع إلا في صحبة خدام هذه الأسرة. بالإضافة إلي الرحلات الترفيهية التي تنظمها الخدمة لكل إعاقة وفقا لرغبتهم واحتياجهم.
ويقول القمص أنسطاسي: إن فكرة تنظيم مصيف لعدة أيام لذوي الاحتياجات الخاصة جاءت عندما رأي بعينيه في إحدي رحلات اليوم الواحد كيف يتلهف هولاء المعاقون إلي النزول للمياه تاركين كل أجهزتهم التعويضية وكأنهم يصالحون الحياة ويشعرون بأنه لا يوجد شيء ينقصهم وهم يلهون بالأمواج. بعدها قررت أن يكون المصيف لمدة أسبوع لكل فئة من فئات المعاقين سنويا. كما نظم مصيفا لأسر المعاقين وعائلاتهم.
ومن أطرف ما أتذكر أنه في إحدي المرات حين كنت في المصيف مع زملائي من المكفوفين وكنا نلقي بالكرة ونحن في الماء وإذ بها تذهب بعيدا وإذ بأحد الخدام يقفز مندفعا من علي الشاطئ للإمساك بالكرة خوفا من تعرض أحد المكفوفين للأذي, وعند سؤاله عن سبب فزعه قال: لكي أنقذ الكرة من الغرق!!
كما لا أنسي الأوقات السعيدة التي كنت أقضيها مع الفتيات المعاقات حركيا ونحن نساعد بعضنا بالماء, فكن يحرصن علي الإمساك بي كي لا أنجرف مع التيار, في الوقت الذي كنت أساعدهن علي القفز فوق الماء بديلا لأجهزتهن التعويضية.
ولا تخلو هذه المصايف من حفلات السمر التي يبدع فيها هؤلاء ويقدمون أفضل ما لديهم من مواهب وطاقات.
فالمصايف والاستمتاع بها حق لكل إنسان مهما كانت إعاقته أو ظروفه لذلك لابد من تسليط الضوء علي أهميتها وضرورة الانتظام في القيام بها.