مع تزايد معدلات التحرش بالفتيات والميل للعدوانية الذي بات ملحوظا في الشارع المصري…ومع تكدس الشوارع بالشباب العاطل,والساخط…ومع غياب الانضباط الحقيقي شوارعنا…بدأت الكثير من الفتيات والسيدات في إعداد العدة للدفاع عن أنفسهن فيحرب الشوارعأو علي الأقل لمجرد الشعور بالأمان وأصبحت حقائب يد الكثيرات,لا تخلو منوسيلة لاستخدامها وقت الحاجة…أو هكذا يعتقدون …حاولنا نفهم تلك الظاهرة في هذا التحقيق:
دينا24سنة:محاسبة حديثة التخرج قالت إن أهم شئ في حقيبتها هو هذا وأخرجتسكيناأو ما يسمي خنجرا جميل الشكل وحاد في نفس الوقت..وقالت إن هذا الخنجر لا يفارق حقيبتها أبدا,فمنذ حوالي خمسة شهور ركبت سيارة تاكسي وكان معي ركاب آخرين,ولكن لسوء الحظ نزلوا قبلي وبقيت وحدي مع السائق وشعرت بنظراته المريبة,فقررت أن أنزل عندما يقف عند أقرب إشارة,أو أبقي في التاكسي وإذا حاول أن يتعرض لي سأدافع عن نفسي بهذا الخنجر,ولكن فضلت النزول عند أقرب إشارة.
ولفت نظري سيدة ترتدي النقاب,فماذا سيكون في حقيبتها؟وعندما سألتها:قالت إنها متزوجة حديثا ولا تعمل,وهناك أشياء لا تفارق حقيبتها مثل:مصحف صغير وإبرة,فالإبرة لكي تدافع عن نفسها إذا حاول أحد الاحتكاك بها.
إيمان شكري35سنة خريجة وتعمل مدرسة:حقيبتها مليئة بالمكياج وفتاحة مظاريف تشبه سكينا صغيرا…وتقول إنها لا تفارق حقيبتها سواء في ذهبها لعملها أو أي مكان آخر.
لأنها يمكن أن تستخدمها لدفاع عن نفسها إذا تعرضت لأية مضايقة وتضيف أنها لا تؤذي بها أحد وإنما لحمايتها إذا حدث أي شئ.
تحكي(منال)21سنة:كلية حقوق-أنها تحرص علي شيئين أن تحمل مبلغا من المال يكفيها طول اليوم والثاني أن تحتفظ بحقيبتها بدبوس إبرة حتي إذا تعرضت لأية مضايقة من أي شاب عديم الأخلاق,فأخرج الدبوس في هدوء وأمثكه به,حتي يفهم أني فهمت مقصده الخبيث فيبتعد عني.
تقول بسمة20سنة كلية آداب أنها تقود سيارة فاخرة,أشتراها لها والدها وسألتها عن حقيبتها وما محتوياتها,فابتسمت,وقالت بها كل شئ مثل:الماكياج,فرشاه شعر,زجاجة عطر,وزجاجة أخري حتي الآن لم أستخدمها وأتمني ألا أستخدمها,فهي نوع من الإسبراي يجعل من يرش عليه يفقد الوعي وهذا الإسبراي احضره أبي معه من الخارج وأعطاه لي لأن ممكن أحد يعترض طريقي….
ومن قبل قالت الدكتورة(سامية الساعاتي) أستاذ علم الاجتماع بعين شمس إن الأشياء الخاصة التي تحرص الفتاة علي حملها في حقيبتها تعكس تفصيلاتها وعاداتها وجانبا من شخصيتها…والآن ….وبعدما طرأ علي الشارع المصري من متغيرات سلبية …وبعد أن اقتربنا من حقائب اليد الخاصة بالآنسات والسيدات ورأينا بدبوس إبرة أو آلة حادة مثل خنجر أو فتاحة مظاريف أو حتي إسبراي مخدر..ماذا تقول الدكتورة سامية الساعاتي؟
تقول:كل هذه الأشياء تعكس زيادة التهديد الذي تتعرض له الفتيات,فالعنف يزداد.والسبب هو تفاقم المشاكل الاقتصادية والاجتماعية,ومن حق أية فتاة أن تحمي نفسها بالطريقة المناسبة لها…ولكن الحل الجذري لهذه المأساة …يمكن في إعادة الهيئة والاحترام للشارع والتصدي الجاد لكل مظاهر الانحراف والتحرش والبلطجة.