لعل ذلك المبني العتيق هو القصر الأثري الذي يرجع تاريخه إلي عام 1812 ليصبح من العلامات المميزة لمحافظة السويس, لكونه يذكرنا بالأحداث التي كانت تمر بالسويس خلال تاريخها الحافل حينما شيده محمد علي باشا مقرا له عند حضوره للسويس لمتابعة تركيب الأسطول الذي ينقل جنوده وعتاده الحربي إلي الحجاز لمحاربة الوهابيين عام 1811-1818 وشيد القصر علي الطراز التركي, واستقبلت فيه الملكة أوجين زوجة الإمبراطور نابليون, وفي عام 1886 استخدم الجناح الجنوبي الغربي منه كمقر لمحكمة السويس الشرعية, وفي عام 1930 استخدم كمقر لحاكم السويس وأسرته, وفي عام 1960 تم تخصيص القصر بأكمله مقرا لمديرية أمن السويس, حتي تم مؤخرا إخلاؤه وتسليمه لهيئة الآثار,كل هذا التاريخ لم يكن له شفيعا ووقع قصر محمد علي في أيدي الإهمال الذي تسبب في طمس معالمه وتحول إلي مقلب للقمامة وماوي للحشرات بدلا من أن يصبح مزارا سياحيا, ورغم تصريحات الوزير فاروق حسني باتخاذ خطة لترميم القصر مازال القصر ينعي حظه العاثر, والذي استخدمه محمود سعيد باشا مقرا له خلال حفر قناة السويس رغم صدور قرار من وزير الثقافة عام 2005 باتخاذ خطة لترميمه وخاصة بعد أن أدرجت القبة الأثرية للقصر كأثر بالقرار الوزاري رقم 38 بتاريخ 1990 وهذه القبة بحالة سيئة وتسكنها الخفافيش, وفي حاجة ماسة إلي سرعة الترميم إلا إنه حتي الآن لم يتم التدخل من المسئولين لإنقاذ هذا الأثر والحفاظ عليه.