تعد الفيضانات التي تعرضت لها باكستان مؤخرا من أسوأ الكوارث الطبيعية في تاريخ باكستان منذ نشأتها وتأسيسها بل والأخطر منذ 80 عاما. حيث دمرت تلك الفيضانات كل شيء في طريقها وخلفت وراءها خسائر جسيمة جدا في الأرواح والممتلكات والزراعات مما دفع باكستان لأن تطلب رسميا من المجتمع الدولي سرعة التدخل لإنقاذ البلاد من كارثة كبري علي كافة المستويات.
التقديرات الأولية والتي كشفت عنها المؤسسات العالمية سوء الاقتصادية أو العاملة في حقل الإغاثة أن فيضانات باكستان حصدت أرواح 1600 مواطن وشردت نحو 20 مليون آخرين باتوا بلا مأوي وفي حاجة ملحة للإعاشة اليومية إلي جانب الدمار الذي أصاب البني التحتية في كافة المناطق المنكوبة وإتلاف المحاصيل الزراعية سواء المخزنة أو المزروعة وكانت في طريقها للحصاد بالإضافة لخسائر كبيرة للأراضي الزراعية وفي رؤوس الماشية التي نفقت من جراء تلك الفيضانات ويقدر إجمالي الخسائر المالية التي تكبدتها باكستان بنحو 43 مليار دولار!!.
منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة فاوذكرت في تقرير لها أن موسم زراعة القمح المقبل في باكستان يواجه أخطارا بعدما دمرت الفيضانات العارمة أكثر من نصف مليون طن من البذور ونصف مليون طن من القمح المخزن في بلد يعد ثالث أكبر منتج للقمح في آسيا وأوضحت فاوفي تقريرها أن الفيضانات دمرت 3.6 مليون هكتار من الأراضي المزروعة بالذرة والأرز والقطن وقصب السكر إلي جانب نفوق نحو 1.2 مليون رأس ماشية و6 ملايين دجاجة.
من جهته حذر موزيزيو جوليانو المتحدث الرسمي باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية أوشا من أن 305 ملايين طفل باكستاني معرضين للإصابة بأخطار صحية قاتلة قد تودي بحياتهم من جراء ندرة مياه الشرب النظيفة وانعدام كافة وسائل الرعاية الصحية في بيئة غير آمنة صحيا ومعيشيا وكانت الأمم المتحدة قد وجهت نداء للمجتمع الدولي لتقديم مساعدات عاجلة لمواجهة كارثة الفيضانات وهو ما ترجمه المجتمع الدولي بسرعة غير مسبوقة إذ أمكن جمع 460 مليون دولار وكان للولايات المتحدة الأمريكية النصيب الأكبر فيها بل ووعدت بتقديم مساعدات لوجوستية عاجلة للمتضررين في باكستان إلي جانب تعهدها بتقديم المزيد من الدعم المالي لتخفيف وطأة الأضرار التي أصابت باكستان.