يعاني فلاحو كفر الشيخ الأمرين بعد تدني أسعار المحاصيل الزراعية وارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج الزراعي وبالرغم من زيادة إنتاجية المحاصيل العام الماضي إلا أن بخس الأسعار جعل هناك ركودا في التداول وانتكاسة حقيقية للفلاح وتراكم الديون عليه الأمر الذي انعكس علي دخل صغار الملاك والمزارعين والمستأجرين وتعد أكثر المحاصيل تضررا هذا العام الفول والقمح لقلة هطول الأمطار خاصة دلتا مصر الأكثر تأثرا. والغريب في الأمر أن سعر أردب القمح العام الماضي بلغ 450 جنيها وتدني السعر هذا العام ليصبح 250 جنيها وبنجر السكر كان سعره العام الماضي 400 جنيه تدني السعر إلي 300 جنيه في المقابل تجد زيادة في سعر السكر من 3 جنيهات إلي 5 جنيهات ونفس الحال في محصول الأرز والذي تتميز به أرض كفر الشيخ لكونها تربة طينية تحتفظ بالماء وتعتمد علي المياه المخلوطة بمياه الصرف الزراعي ولكن أتت الرياح بما لاتشتهي السفن فجفت الترع من الماء وتوقف الفلاحون عن زراعة الأرز وتركوا الأرض بوارا خوفا من الزراعة المخالفة بعد تحرير محاضر للمخالفين علاوة علي انخفاض سعره من 1400 جنيه إلي 750 جنيها وتكاليف الزراعة في ارتفاع مستمر حيث بلغ سعر شيكارة الكيماوي اليوريا 77 جنيها والنترات 67 جنيها والفدان الواحد يحتاج إلي 4 شيكارة يوريا وتقاوي وتجهيز أرض للزراعة وتكلفة حصاد وجني للمحصول ومبيدات حشرية وري للأرض كل هذه التكلفة لم تشهد أي انخفاض في الأسعار مثلما شهدت المحاصيل الزراعية انخفاضا وتدنيا في الأسعار وركودا في التداول ولم يعد الفلاح يعرف ماذا يزرع؟وهل يترك الأرض بوارا ومن أين يجد المأوي لسد احتياجات أسرته؟وأي المهن يمتهن والعمر تقدم به وخبراته في الحياة تلاقاها في أحضان الأرض؟
والعجيب في المبيدات الزراعية هو قيام الفلاح برش حقله أكثر من ثلاث مرات ولايقوم المبيد الحشري بأي جديد لأنه طالته يد الغش ولا أحد يحرك ساكنا مادام الأمر خاصا بالفلاح إضافة إلي ارتفاع أسعار الأسمدة الكيماوية بصورة مبالغ فيها مع انخفاض سعر منتج الفلاح بطريقة غريبة كل هذا يحدث علي مرأي ومسمع من الكل ولكن الأمر أصبح معتادا وعاديا لكوننا لا نسمع عن نقابة للفلاح تحمي حقوقه وترعي شئونه وكلنا نعلم أن مجلس الشعب نصف أعضائه من فئة العمال والفلاحين لكنهم يعيشون في وادي الأحلام الوردية بعيدا عن آلام وآهات من يعبرون عن مصالحهم!!