يسعي الباحثون لطرق جميع الأبواب التي قد تسهم بشكل أو بآخر في القضاء علي الأمراض من أجل توفير العقاقير التي قد تحول دون تفاقمها,وفي هذا الصدد توصل علماء أمريكيون إلي أن مستخلصات دواء صيني تقليدي مستخرج من سم الضفادع يمكن أن يكون مفيدا في مكافحة الأورام السرطانية.
ووجد الباحثون في مركز السرطان بجامعة تكساس إم.دي.أندرسون,أن دواءهواتشانسو وهو علاج صيني تقليدي مستخرج من سموم الضفادع وبالإمكان الحصول عليه من الغدد الجلدية التي تفرزها هذه الحيوانات البرمائية قد يكون مفيدا في مكافحة الخلايا السرطانية ومنع انتشارها في الجسم.
أشار الباحثون إلي أن هذه الدراسة تعد أول تجربة هدفها معرفة العلاقة بين دواء هواتشانسووالمركبات السمية واحتمال استخدام سم الضفادع في محاربة الأورام السرطانية في المستقبل,ويستخدم دواء هواتشانسو في الصين لمعالجة الذين يعانون من أمراض الكبد والرئتين والقولون وسرطان البنكرياس.
مضاد للفطريات
كما توصل باحثون من جامعة ميتشيجن الأمريكية إلي تقنية جديدة ستمكنهم من الاستفادة من جلود الضفادع, من خلال استخلاص مواد علاجية مضادة للميكروبات واستهدف الباحثون في تجاربهم ببتيداتAMPsالتي أنتجتها أجسام الكائنات من البشر والحيوانات,والتي تشكل الخط الدفاعي الأول في الجهاز المناعي للجسم إذ تهاجم البكتيريا التي تحاول اختراق الجلد والأغشية المخاطية عند الكائن,ولا تقتصر قدرة هذه الببتيدات علي محاربة البكتيريا,فهي تهاجم كذلك الفيروسات والفطريات وحتي الخلايا السرطانية.
تنتجببتيداتAMPs بوفرة عند الضفادع لدي التهاب جلودها أو إصابتها بالجروح,كما أنها تفرز عند البشر من الأغشية المبطنة للجهاز التنفسي والهضمي,وذلك لدي تعرضها للمهاجمة من قبل مسببات الأمراض كالميكروبات,وكانت ببتيداتAMPs قد أثارت في السابق فضول العلماء لاستكشافها,والعمل علي استغلال خصائصها المضادة للميكروبات,إلا أنه قد واجهتهم بعض الصعوبات في هذا المجال والتي تمثلت في سهولة تحطم تلك الببتيدات بواسطة أنزيماتالبروتييز الموجودة في البكتيريا وجسم الإنسان,والتي تعمل علي تكسير البروتينات.
حاول المختصون اللجوء إلي زيادة التراكيز المستخدمة لتحقيق الفائدة العلاجية من تلك المواد,إلا أن ذلك كان يهدد بإحداث سمية في جسم المريض,خصوصا وأن هذه الببتيدات تمتلك أجزاء يمكنها أن تلتصق بأغشية خلايا كرات الدم الحمراء الضرورية لنقل الأكسجين إلي أنسجة الجسم لذا ابتكر الباحثون من جامعةميتشجين تقنية تجعل هذه الأجزاء من الببتيدات غير لاصقة باللجوء إلي مكونات مادةالتيلفونالتي تغطي أسطح أواني الطهي المضادة لالتصاق الأطمعة.
تعتمد التقنية الجديدة علي إحاطة الببتيدات المستهدفة بذراتالفلور التي تمنع التصاقها,كما تجعلها غير قابلة للتفاعل مع المواد الكيميائية الأخري,بما في ذلك أنزيماتالبروتييز وأوضح الباحثون أن التجارب التي قاموا بها علي هذا النوع من المواد علي مقاومة الببتيدات المفلورةالتي أضيف إليها ذرات الفلور لأنزيمات تحطيم البروتينات لمدة وصل إلي عشر ساعات,في حين لم تصمد الببتيدات غير المفلورة لأكثر من30دقيقة,مؤكدين أن التجارب نجحت في إثبات أن الببتيدات المعدلة تمتلك كفاءة مشابهة لنظيراتها غير المعدلة,وذلك من جهة قدرتها علي مهاجمة البكتيريا,إلا أنهم يسعون مستقبلا لتقييم ما إذا كانت سمية الأولي أقل مقارنة مع الببتيدات غير المفلورة,مما قد يبشر بالاستفادة منها كعلاجات مضادة للجراثيم.
علاج للصرع
كما يعكف مجموعة من العلماء الأمريكيين علي استخدام الضفادع وبويضاتها وتعديلها بحيث تتصرف كخلايا الأعصاب البشرية,وذلك بهدف دراسة الدماغ رغبة في تطوير عقاقير للأمراض الدماغية كالكآبة والصرع.
يعتقد العلماء أن استخدام بويضات الضفادع بعد تعديلها وراثيا يساعد في التغلب علي مشكلة صعوبة دراسة الدماغ البشرية ووضعها تحت الاختبار,مما يساهم في إنتاج جيل جديد من الأدوية أكثر فاعلية.
ويمكن استخدام أدمغة الضفادع في دراسة الآلية التي يتم بها انتقال الأدوية المضادة للاكتئاب عبر النواقل العصبية.
تمزق الركبة
وأيضا أعلن فريق من العلماء الأستراليين أن المادة اللزجة التي توجد في جلد الضفادع,يمكن أن تستخدم لعلاج تمزق أربطة الركبة عند الإنسان.
تستخدم الضفادع هذه المادة اللزجة لاصطياد الحشرات,إلا أنها نجحت في علاج تمزق أربطة الركبة في الأغنام وأن الخطوة القادمة هي تجربة هذه المادة علي الإنسان,ويتم إفراز هذه المادة من قبل نوعين من الضفادع الأسترالية التي تعيش في الأنفاق والمستنقعات,وتعمل كدرع واق لحمايتها من هجوم الحشرات,حيث تعمل هذه المادة علي لصق فكي الحشرة والتصاقها بجلد الضفدع الذي يتخذها وجبة بعد ذلك.
جدير بالذكر أن العلماء ظلوا يعتقدون أن هذه المادة سامة ولكنهم اكتشفوا أنها غير سامة,كما أنها تتجمد خلال ثواني وتلتصق بشدة حتي في البيئة الرطبة,ويجري حاليا دراسة هذه المادة لتوفيرها في صورة اسبراي أو مرهم لعلاج تمزق الركبة.
البيض أيضا
وتوصل فريق من العلماء إلي أن بيض الضفادع غير الناضج يمكن أن يعيد الشباب إلي الخلايا البشرية البالغة,وعملت الجزيئات الموجودة في نواة خلايا الضفادع علي إعادة تكييف خلايا الإنسان والفئرات الناضجة لتصبح في وضع مشابه لحالة الخلايا الجذعية,ويأمل جون جوردون وزملاؤه بجامعة كامبريدج البريطانية في أن يتم فصل المواد المسئولة عن هذه العملية,ليتم استخدامها في إعادة برمجة خلايا الجلد أو الدم البالغة العادية.
عن:ميدل إيست-B.B.C