قدر لبعض الناس أن يعيشوا حياتهم في ظلمة المعاناة لمرضالإيدزووسط هذه الظلمة تنبثق شمعة تحمل معها بصيص ضوء لتنير حياتهم وتخفف عنهم معاناتهم وتشعرهم بكيانهم ولهم الحق في الحياة هذه الشمعة في جمعية مكافحة مرض الإيدز بالإسكندرية وكان لـوطنيهذا الحوار مع سوسن الشيخ مدير عام الجمعية في ضوء الاحتفال باليوم العالمي للإيدز .
*هل يقتصر نشاط الجمعية علي تدريب الكوادر علي التعامل مع مرضي الإيدز أم يمتد إلي ما هو بعد من ذلك؟
**لايقتصر دور ونشاط الجمعية علي التدريب وكيف يتعاملون مع مرضي الإيدز بل نعايش مرضي الإيدز ونكسبهم الثقة في أنفسهم حتي يتمكنوا من التعايش والتعامل مع الآخرين في المجتمع لأنه من الصعب عليهم أن يشعروا بالوحدة في ظل نظرة من حولهم إليهم,ولذا يأتي دورنا حتي نشعرهم بأنهم أسوياء من خلال تعاطفنا معهم وإحساسنا بأنهم لايقلوا عنا شيء وأن ظروفهم التي هم فيها لم يختاروها وأن أي إنسان معرض أن يكون في نفس وضعهم,كما أننا نقف بجانبهم في الظروف التي تسوء فيها حالتهم النفسية والمعنوية عندما يتعرضون لضغوط خارجية من المجتمع,وفي سبيل مساعدة كل من يحتاج إلينا فإننا نقوم بذلك من خلال طريقتين:الخط الساخن الذي يوجد علي الموقع الإلكتروني للجمعية وهو تليفوني الشخصي واستقبل المكالمات في أي وقت وأساعد من يلجأ إلي في المواقف المختلفة بتقديم الإرشاد والمشورة,كذلك مساعدة المرضي في الأماكن التي تقدم لهم الخدمات والعناية الأماكن الحكوميةالمتمثلة في وزارة الصحة التي تقدم لهم الأدوية.
*هل تقدم الجمعية الدعم المادي لمرضي الإيدز مثل الإعانات الشهرية أو إنشاء بعض المشروعات لهم ؟
**أود أن أوضح أن دواء مريض الإيدز يتكلف 4000 آلاف جنيه شهريا تتحملها وزارة الصحة كاملة بما تشمله من جرعات أو تحاليل مختلفة ولذا فإن المريض لايتحمل تكاليف العلاج ومن ثم يحتاج أكثر إلي الناحية النفسية والمعنوية التي تساعده علي التعايش والتعامل في المجتمع ولذا فإننا نقدم لبعض الحالات مساعدات مالية في بعض المواقف والظروف الصعبة ولكن لانقدم مثلا راتبا شهريا أو ننشيء مشاريع لهم حتي لا يعتمدون علي التواكل,بل يجب علي المريض أن يتعايش ويعيش حياته طبيعي ويبحث عن عمل مناسب له وقد نساعده في ذلك أو نساعد بعض الأشخاص في حالات اجتماعية مثل الزواجوهي مساعدة وقتيةلاتستمر بل في الموقف أو الظروف الطاريء فقط,وفي هذا اشتكي بعض المرضي في الإسكندرية من عدم قدرتهم علي السفر إلي وزارة الصحة في القاهرة كل شهر نتيجة لعدم توفر تكاليف السفر فخاطبنا وزارة الصحة التي استجابت ووفرت الجرعات في مستشفي حميات الإسكندرية لهؤلاء المرضي غير القادرين علي تكاليف السفر,وهكذا تكون مساعدتنا لهم.
*ذكرت أنه تتم مساعدة بعض الأفراد في الزواج مثلا,فهل حدث هذا بالفعل؟وهل تقوم الجمعية بتزويج بعض المرضي؟
**فيما يتعلق بمساعدة بعض الحالات في ظروف الزواج فإننا فعلنا هذا في بعض الحالات,منها فردان تزوجا منذ فترة وقمنا بمساعدتهما ماديا ولكن لم نتدخل في الزواج ولانتدخل في هذا نهائيا بل إن الاثنين تعرفا علي بعضهما وتم الاتفاق علي الزواج ولذا ساهمنا في ذلك ماديا فقط فلا نتدخل مطلقا في هذه الأمور.
*بما أننا تحدثنا عن الزواج فما مصير الأطفال في حالة الإنجاب من اثنين مرضي بالإيدز؟وكم هو عدد مرضي الإيدز الفعلي في مصر؟
**في حالة زواج اثنين مرضي بالإيدز فإن وزارة الصحة تقوم بصرف أدوية للزوجة الحاملأثناء حملهاوالتي تقلل الإصابة لدي الطفل بمرض الإيدز من 30% إلي2% وهناك حالة اثنين تزوجا وأنجبا طفلا سليما رغم أصابتهما هما بالإيدز.
أما عن العدد الفعلي لمرضي الإيدز فحسب الأرقام الرسمية لمنظمة الصحة العالمية هناك 1600 مريض مسجلين بوزارة الصحة,ولكن ربما يكون العدد الواقعي للمرضي 10 آلاف مريض منهم من توفي ومنهم من مازال علي قيد الحياة.
*توجد الجمعية في الإسكندرية,فهل يقتصر دوركم وأنشطتكم داخل الإسكندرية أم لكم فروع في المحافظات المختلفة؟
**نحن نرفض العمل بمبدأ الفروع والذي يستهلك معه مصاريف إدارية وغيرها,الأولي توفيرها لمساعدة المرضي الذين هم في أمس الحاجة إليها وليس معني هذا أن عملنا يقتصر علي الإسكندرية بل إننا نعمل في كل محافظات مصر,ولكن ليس من خلال فروع ولكن نقوم بعملنا في كل محافظة من خلال اثنين منها يقومون بأنشطتنا دون الحاجة لمقرفرع,كذلك تساعدنا وزارة الصحة من خلال مديرياتها في كل محافظة والتي نجد تعاون كبير منها تجاه المرضي في كل محافظة.
*كيف يتم التواصل مع المرضي ومتابعتهم ومتابعة كل ما هو جديد بالنسبة لهم؟
**يتم التواصل مع المرضي من خلال اجتماع شهري تقوم الجمعية بتنظيمه بشكل شهري يحضره بعض الأطباء من مستشفيات الحميات وبعض الأطباء من وزارة الصحة,وكذلك بعض المرضي وبعض الجمهور للاستماع والاستفادة من المناقشة التي ربما تفيدهم في التعامل مع المرضي أو مساعدة مرضي لديهم غير قادرين علي الإفصاح عن مرضهم ,كذلك يتم مساعدة من تسرب عن البرنامج العلاجي وإعادته مرة أخري لأخذ الجرعات وتبادل وجهات النظر والآراء حتي يستفيد كل طرف ويتم تعديل برنامج الجمعية حتي يتوافق مع ظروف المرضي.
*كيف يتم الوصول للفئات المستهدفة والتواصل معهم؟
**نقوم بإعداد دورات تدريبية لكافة الشرائح العمرية المختلفة بالمجتمع ولاسيما طلبة المدارس والجامعات علي مستوي المحافظات للتوعية بطبيعة الفيروس علي يد خبراء ومتخصصين,ومن خلالها يتم التواصل مع الفئات المستهدفة عند معرفتهم بنشاط الجمعية ودور وزارة الصحة سواء بالاتصال بالخط الساخن الخاص بالوزارة رقم 08007008000 أو رقم الجمعية 0123684517,مع التأكيد علي السرية ويتم التواصل من خلال عقد اجتماع شهري يحضره مجموعة من الأطباء.
*العمل التطوعي أساس التنمية,ماذا عن التطوع داخل الجمعية؟
**لدينا العديد من الكوادر المؤهلة من الشباب التطوعي الذي يشاركنا مهمة تخفيف آلام الشخص المتعايش مع الفيروس بل ويشارك بعض المتعايشين في تلك الأنشطة لمساندة من يعيشون في مثل ظروفهم وهو ما يكون أكثر إقناعا ومصداقية.