في كل قلب وجيعة وفي كل بيت شهيد… وفي الأعين حبات دمع لم تنفرط بعد فوق الوجه المصري… إذ اختارت المقاومة قبل الحزن… وإذا كانت المنيا أرملة الجنوب كما أسماها البعض عقب تفشي العنف فيها علي أيادي الجماعات الإسلامية
– العمل في سيناء سيستغرق وقتا… والجيش أسقط 10% من الإرهابيين
– لا صحة لادعاء الشاباك أن له وحدة مقاومة إرهاب في سيناء
– خسائر الإرهاب في سيناء تكشف الجنسيات الأخري المتورطة في اختراق الأمن المصري
– الإرهاب الآن ذئب جريح سيضرب ويختفي بين آن وآخر في عودة لسيناريو التسعينيات
– المقاومة الإسلامية تتاجر بالقضية والفلسطينيون تحت نيرين إسرائيل وحماس
في كل قلب وجيعة وفي كل بيت شهيد… وفي الأعين حبات دمع لم تنفرط بعد فوق الوجه المصري… إذ اختارت المقاومة قبل الحزن… وإذا كانت المنيا أرملة الجنوب كما أسماها البعض عقب تفشي العنف فيها علي أيادي الجماعات الإسلامية التي هي الذراع العسكرية للإخوان… فسيناء صارت أرملة الحدود… بعد أن راح الإرهاب يضربها بعنف كل يوم… فلا يمضي يوم إلا ونسمع عن تفجيرات برفح أو العريش أو غيرهما من الأراضي السيناوية… ونتابع استشهاد أبناء مصر من الضباط والجنود… لم تكن واقعة الضباط الذين تم إنزالهم عنوة من سيارة الترحيلات وتقييدهم ثم إطلاق النار عليهم بمنتهي الخسة والغدر هي آخرها… لكن تتوالي الاستهدافات لأبناء الجيش المصري في سيناء… عن الوضع في سيناء وتحليله عسكريا واستراتيجيا كان لنا هذا الحوار مع اللواء حمدي بخيت المحلل, العسكري والاستراتيجي:
* بعد القبض علي قيادات الإخوان مازال الوضع في سيناء خطرا… ما رؤيتك في تحليل المشهد العام الآن هناك؟
* * الوضع الحالي في سيناء ذو علاقة بالتنظيمات الإرهابية الدولية بشكل أكبر… لأنها مخترقة استخباراتيا, وبالتالي لا أحد يستطيع أن يقول إن العمليات الإرهابية يمكن أن تتوقف في سيناء بمجرد القبض علي القيادات هنا… فجزء من تلك التنظيمات من اليمين المتطرف في مصر والجهاد الإسلامي وكتائب القدس وغيرها… وجزء منها من تنظيمات أخري قادمة من الخارج… ومثبت بالخسائر التي مني بها الإرهاب في الثلاثة أسابيع الأخيرة أن الدعم موجود من أجهزة الاستخبارات المعادية لمصر من دول أخري.
في كل الأحوال هناك عمل ميداني نشط للقضاء علي التنظيمات الإرهابية… يجب أن نعلم أنه سيستغرق وقتا وستستمر العمليات ولكن وفقا لتوافر المعلومات حتي نجابهها… وكذلك وعي المواطن ودعمه وتعاونه مع العناصر الأمنية هو الذي يصنع الفارق لأن تلك العناصر من خستها تتمركز حاليا داخل الشريط الساحلي إذ كانت متمركزة في مناطق الشمال جبل الحلال وعنيزة والجفجافة وبير ليحفن تم تمشيط المناطق السابقة فهربت العناصر لتختبئ بين المدنيين واحتمت بهم وتمركزت داخلهم فأصبح النيل منها يحدث خسائر فادحة.. فالضربات يجب أن تكون جراحية أي أنه يتم توجيه الضربات إلي نقاط مدروسة لتجنب إصابة الأبرياء من المدنيين.
* ما تقديرك لأعداد الإرهابيين بسيناء؟
* * التقدير من ثلاثة إلي خمسة آلاف عنصر تحيا في جماعات صغيرة منتشرة من بير العبد وحتي رفح المصرية علي الحدود.
* قلت إن هناك خسائر مني بها الإرهاب فعل لديك حصر لها؟
* * نعم… فنتائج أعمال القوات المسلحة خلال الفترة من 30 يوليو وحتي 19 أغسطس الجاري تمثل من 7% إلي 10% من القدرة البشرية للإرهابيين بين مقبوض عليه ومصاب وقتيل وهي كالآتي:
160 معتقلا منهم 36 فلسطينيا, و124 مصريا من مختلف التنظيمات بالإضافة إلي الإخوان, فمن يقود العمل الإرهابي هناك عادل قطامش المنسق بين الرئاسة في عهد مرسي… كان نائب محافظة شمال سيناء… إذ أننا كنا تحت حكم نظام عميل إرهابي لديه استعداد للتفريط في أي جزء من مصر.
المصابون 116 فردا و54 من جنسيات أخري منهم 50 فلسطينيا و4 أفارقة و62 مصريا.
78 قتيلا 32 منهم من حماس و46 مصريا منهم 14 عنصرا تكفيريا.
إجمالي الأنفاق التي تم اكتشافها وتدميرها منذ بدء العمل هناك 337 نفقا منها 229 تم إغراقها بالمياه عموما.
ما تم ضبطه من 30 يوليو إلي 19 أغسطس الجاري 46 نفقا خلال الفترة الأخيرة فقط.
تم تدمير 56 بيارة وقود في إجمالي التخزين الخاص بها 3 ملايين و230 ألف لتر وقود سولار وبنزين وتم الاستيلاء علي 46 سيارة دفع رباعي وستة دراجات بخارية.
* لم يكن التركيز فقط علي سيناء إنما طال الصعيد خاصة المنيا حتي أسماها الكتاب أرملة الجنوب من كثرة ما لحق بها من خسائر واستهداف للمسيحيين فما السبب؟
* * بعد انهيار الإخوان تفرقت التنظيمات اليمينية المتطرفة إلي ثلاث مناطق الأولي في الصعيد يقودها القيادي بالجماعة الإسلامية عاصم عبد الماجد.
المنطقة الثانية هي الدلتا والوجه البحري بقيادة الإخوان وسوف تقوم بتوجيه ضربات من وقت لآخر رغم وهنهم ثم يختبئون… والمنطقة الثالثة هي سيناء ولا يحكمها ولا يعمل فيها تنظيم واحد ولكن عدة تنظيمات تصل إلي 15 تنظيما بعضهم سلفي جهادي وجهاد إسلامي وبعضهم ما يسمي بكتائب القدس وكتائب الأقصري.. فالأمر يأتي في السياق العام للأحداث.
الاستهداف لا يفرق بين مسلم ومسيحي… ولكن له مغزي سياسي في محاولة بث رسائل للضغط علي الداخل والخارج… في الداخل بأن يجعله في موقف حرج أمام الحكومات الأجنبية وعلي الخارج ليدفعه لاتخاذ إجراءات ضد الحكومة المصرية ولكن كل هذا هراء لأن مصر حكومة وشعبا لا تنظر للبعد الطائفي ولا أصحاب القضية أنفسهم فالأنبا تواضروس قال عبارة ذهبية هي: الإخوة المسلمين لا تضحوا بأنفسكم لحماية الكنائس فهي يمكن استعادتها لكن الأرواح غالية.
والصعيد والمنيا الوضع مختلف لأن هناك تمركزا مسيحيا كبيرا يظهر الاستهداف فيه واضحا.
* هل التركيز علي قتل الجنود في رفح ومنذ أيام وفي الإسماعيلية له معني أم مجرد عمل انتقامي؟
* * الإرهاب يلعب علي الأهداف الأكثر سهولة… لأنه يلعب بلا قيم ولا دين ولا مبادئ فلا ينظر لتصنيف الهدف الذي أمامه… هو فقط يزهق روحا ليهدد بها بقية الأرواح… ورغم ذلك لن ننكر أنه توجد ضربات نوعية… الغرض منها خفض الروح المعنوية للقوات المسلحة لكن باللقاء مع كل الجنود في المستشفيات من المصابين وسؤالهم: هل ستعودو مرة أخري لموقع العمليات في الحرب علي الإرهاب؟ كانت الإجابة نعم… فالتركيبة النفسية والمعنوية أعلي وأقوي من ضربات الإرهاب… لكن للأسف الأدمغة المغسولة تعيد تكرار عملياتها.
* وما الحل من وجهة نظرك؟
* * الأساس هو تصفية هذه العناصر ومحوها إما بالقبض عليها أو قتلها… مع توفير ما يتيح إصلاح المنظومة الذهنية لمن تم القبض عليهم.
* هل يمكن تطبيق ذلك علي جماعة الإخوان وقواعدها؟؟
* * أي حديث عن التصالح يجب أن يكون مع الشخص الوطني… فلا تصالح مع من ارتكب جريمة أو تلوثت يده بالدماء أو اتخذ موقفا عدوانيا وتخابريا أو باع قيم الدولة أو أخل بالأمن القومي أو حرض بالقول والفعل أو دعم من حرضوا أو تستر عليهم… فالقانون معروف فمرتكب الجريمة والمتستر عليه لهما نفس العقاب.
ولكن أيضا هناك من يؤدون أعمالا دون أن يدروا لأن الاختراق الاستخباراتي ممنهج ومخطط ولا يفصح عن نفسه في كثير من الأحيان لكن يجند بعض مغسولي الأدمغة دون أن يعلموا أنهم مجندون.
* هل ما يحدث الآن في سيناء يعني أن الإرهاب نجح في الفصل الأول من مؤامرة التقسيم؟
* * سيناريو التقسيم بدأ في الولايات المتحدة بنشر تعبير الشرق الأوسط الكبير والغرض منه تقسيم المقسم أصلا في العالم العربي… لكن مصر منذ بدء التاريخ ذابت فيها كل الإمبراطوريات… بل وضربت فيها الإمبراطورية الفرنسية والإنجليزية, وها هي الإمبراطورية الأمريكية تضرب فلا يمكن تطبيق التقسيم علي مصر أبدا.
* أثناء حكم مرسي تناثرت أقوال أن العملية نسر كانت صناعة إعلامية ولم يستطع أحد الإفصاح فماذا عنها؟
* * لم يكن هناك ما يسمي بالعملية نسر أصلا إذ لم تكن هناك إرادة سياسية لذلك وكان هناك رئيس يزرع الإرهاب ويغل يد القوات المسلحة, ويقوض عملها في مقاومة الإرهاب أما الآن فها نحن نري القتال الدائر في سيناء معلنا.
* وماذا عن اتفاقية كامب ديفيد في ظل الإرهاب علي الحدود؟
* * لا غبار علي اتفاقية كامب ديفيد أنها اتفاقية سياسية بالدرجة الأولي… ماضية وتعمل في كل الظروف وتعمل في مناخ يتفق مع الحالة الأمنية العسكرية الموجودة علي الحدود الآن.
الشاباك اخترق سيناء
* وهل من السلام أن تخترق إسرائيل سيناء؟ إذ كشف محلل الشئون المخابراتية والاستراتيجية في صحيفة هاآرتس الإسرائيلية, يوسي ميلمان, النقاب عن أن جهاز الأمن العام (الشاباك) أسس مؤخرا وحدة خاصة باسم وحدة سيناء يقودها عميد وتعمل في إطار المنطقة الجنوبية, وتركز عملها في شبه جزيرة سيناء بهدف إحباط العمليات الإرهابية.. فما صحة ذلك؟
* * لا توجد دولة في العالم فيها مناخ فوضي وعدم وفاق وطني وعدم وعي شعبي ورئيس عميل وحكومة ضعيفة وأحزاب سياسية هشة إلا وكانت مسرحا مناسبا لانتشار عناصر استخبارات الأجنبية في أي صورة من الصور أيا كانوا عملاء أو جواسيس أو خلايا.
* لكن ليس وحدة لمقاومة الإرهاب؟
* * التعبير الذي أطلقوه علي الاختراق يفتقر إلي البعد الفني… كل هذا كلام غير سليم فهذا لا يوجد في الدول لا يمكن أن يكون هناك دولة عاجزة لهذا الحد.
* ثورة يونية ضربت مشروع الوطن البديل للفلسطينيين والذي كان يتم الإعداد له فماذا كانت ملامح هذا المشروع؟
* * تم ضرب مشروع الوطن البديل لأن أمريكا كانت ترتب لحسم القضية الفلسطينية بمبادلة أجزاء من النقب الشرقي بأجزاء من النقب الغربي وأجزاء من المساحة الملاصقة للحدود المصرية مع غزة بأجزاء من غزة… وكل هذا في النهاية يؤدي إلي إزاحة الفلسطينيين إلي سجن أوسع أو وطن أوسع حسب رغبتهم في الاستقرار وليس حسب المساحة التي يقطنون فيها… فهل هم كانوا سيرضون بالاستقرار في منطقة أخري؟
الأمر كله جريمة منظمة اشترك فيها الجميع الإخوان والفلسطينيون والأمريكان والدليل علي ذلك أن بندا تم إعداده للإضافة في الدستور وتم رفضه من معظم اللجان بأن للرئيس الحق في تغيير حدود الدولة بعد موافقة مجلس الشعب.. مصر أمام مؤامرة كبيرة لحل القضية الفلسطينية علي حساب الأراضي المصرية وإرضاء البشير في السودان بشلاتين وحلايب ليتساهل في فصل أراض أخري هناك.
سيناريو التسعينيات
* البعض يقول إن القادم أسوأ, ومن المتوقع تكرار سيناريو تسعينيات وثمانينيات القرن الماضي؟
* * جزء من هذا التوقع صحيح فنحن أمام تنظيم منهار تتساقط قياداته وتتشتت أعماله لكنه في النهاية منهار.. يخرج ليضرب مرة هنا ومرة هناك ثم يختبئ إذ أنه يواجه وفاقا وطنيا قويا لم يحدث في مصر منذ الخمسينيات وهناك توافق بين أجهزة الدولة والشعب ورغبة أكيدة لعبور هذه المرحلة التي كادت تنشر الفوضي في كل مكان إلي رحاب أوسع ومجتمع ديموقراطي ودولة قانون… من خلال خارطة الطريق التي تم المضي فيها بتشكيل وزارة مؤقتة وإعداد الدستور واللجان المختلفة التي ستضعه في شكله النهائي… ولكن الدعم الدولي لتنظيم الإخوان ليس لأنهم مقتنعون بالتنظيم لكن يستخدمونهم كأداة… فالموقف الأوربي مخترق والأمريكي متأرجح ومهزوز وهناك قوي أخري مستعدة لدعم مصر مثل الصين وروسيا فالإرهاب سيكون في الوقت الحالي مثل ذئب جريح يضرب هنا وهناك ثم يجري مثلما حدث في الماضي.
حماس تتاجر بفلسطين
* حماس ابن شرعي لجماعة الإخوان وجزء أصيل من التنظيم الدولي كيف ترون هذا؟
* * نحن لا نتعامل مع حماس ولكن نتعامل مع ممثل السلطة الفلسطينية الحقيقية… كنا نتعامل لتحقيق المصالحة لخلق مناخ أفضل لحل القضية الفلسطينية لكن حماس لا تحبذ حل القضية لأنها منتفعة بها… ولكن غزة فهي ليست فقط حماس هناك تنظيمات أخري تتصارع مع حماس فيها… من الظلم أن نحصر غزة في حماس.. تلك القيادة المتطرفة الإرهابية التي تتعاون مع تنظيم إرهابي دولي في مصر يدعي الإخوان المتأسلمين وعلينا الآن أن نعلم أن الفلسطينيين تحت نيرين… نير الاحتلال الإسرائيلي ونير الفصائل المتحاربة.
* ماذا لو كانت سيناء تقع علي حدود أمريكا أو دولة من دول الاتحاد الأوربي؟
* * سنعلم إذا حللنا ماذا تفعل أمريكا علي حدود المكسيك… فأي هارب علي الحدود يتم القبض عليه بعنف ويخضع للسحل والقتل… ولنري ماذا فعل البيت الأبيض حينما وجه أحد المتطرفين رصاصا نحوه حينها تم احتلال أسطح المباني الحكومية من القناصة للدفاع عن هيبة الدولة… فلماذا يطلبون منا التفريط في أمن الدولة المصرية… وماذا فعلت أمريكا في تفجيرات 11 سبتمبر؟ كانت النتيجة معتقل جوانتانامو… ماذا حدث في سجن أبو غريب باعتراف الأمريكان أنفسهم؟ شئ تجاوز كل قوانين الحرب… دعمهم للإخوان ليس لإيمانهم بمشروع الإخوان إنما لدعم المؤامرة ضد مصر.
اختناق المرحلين
* استخدام القوة المفرطة ضد المحتجزين من الإخوان في واقعة اختناق 38 مسجونا في سيارة الترحيلات لا يتفق مع سلوك الدولة فأي فارق بين الدولة وبينهم حينما يتعاملون هكذا معهم؟
* * أي خروقات للقانون ولقيم الدولة تفقدنا الكثير… في نفس الوقت لا نستطيع أن نهمل الحالة النفسية والمعنوية نتيجة ما تعرض له زملاؤهم في كرداسة وأسوان.. وهناك قيم يجب التمسك بها تحت أسوأ الظروف لأنها هي الفارق بين العناصر الإرهابية وقوات الجيش والشرطة التي لها القدرة علي ضبط النفس والسيطرة وإعلاء قيم الدولة بعكس ما لدي العناصر الإرهابية.
* كيف تري تأثير خروج مبارك علي المشهد الحالي؟
* * أولا إذا كنا نعلي دولة القانون ونعطي القضاء استقلاليته… يجب أن نترك القانون يأخذ مجراه دون تدخل… لكن يجب أن يراعي الآتي أن هناك رئيسا أهمل في حق الأمن المصري في فترة معينة ولم يلتفت لمطالب الشعب في الحرية والعيش والديموقراطية لمدة طويلة… وشجع وجود الفساد مما أدي لإحباطات كثيرة وانهيارات قيمية واقتصادية… كما قلص من النفوذ السياسي وجعل من مصر مطية للقوي الخارجية لتستغل قدرتها الاستراتيجية في كافة المجالات سياسيا واقتصاديا وأمنيا… كما يجب أن نبتعد عن ثقافة مقارنة السئ بالأسوأ فلا يجب أن نقول إن نظام مبارك كان أفضل من مرسي يجب أن نتعلم ثقافة البحث عن الأفضل.
* أنت متهم من قبل بعض النشطاء أن فكرك تعلب عليه المؤامراتية في تحليلك فبماذا ترد؟
* * كيف كتب التاريخ؟! كتب بالمؤامرة كل حدث له خيوط ومؤامرة وفاعلين ومصالح… ومن يدير المصالح؟ الذي يديرها مباشرة أو علنا لكن بأفكار مختلفة وعن طريق شركة متعددة الجنسيات والمنظمات الدولية وعلاقات متشابكة… فقط أنا أبعد عن الأفكار الرومانسية لأنها لا تقدم ولا تؤخر فالقراءة الصحيحة للمشهد هي التي تؤدي للوصول للحقيقة… الرومانسيون هم من يتهمونني بذلك وعليهم التنحي عن المشهد الذي يحتاج إلي الواقعية وليست الرومانسية فمصلحة مصر أبقي من أي شخص وأبقي من أي فكرة وأبقي من أي حزب أو تنظيم وأعلي من كل شئ… هل ينكر أحد أن مصر تتعرض لمؤامرة كبري… من لديه اختلاف يواجهني… قد تأتي الأدوات من خلال عميل أو تنظيم كالإخوان وتنظيمات أخري تابعة له أو من شخصيات ذات تأثير في الرأي العام.
البرادعي وقلادة النيل
* طالبت بسحب قلادة النيل من الدكتور البرادعي ألا تري أنك تحاملت علي الرجل؟ هو عبر عن موقفه طبقا لثقافته الغربية؟
* * قلادة النيل لا تمنح من مصر إلا لشخصيات متميزة تعمل لصالح مصر وقد انتفي الغرض منها إذ أنه لم يعمل لصالح مصر عندما قدم استقالته بل كان من شأن فعله كسر جبهة الصمود المصرية.
* ألا تري أنك متحامل عليه؟
* * لم أتحامل عليه إنما هو من انسحب من المشهد في وقت حرج كالعادة كما كان يسافر للخارج حينما تشتد الأزمة, ومن دفع بالبرادعي للمنصب هم من الشباب والآن يقولون كانت غلطة.
* هل تصدق أن له علاقة بتنظيم الإخوان؟
لم أدع أبدا أنه علي علاقة بالإخوان لكنني أري أنه شخص انسحابي… وأنا كشخص من خلفية عسكرية ثقافتي أن المسئول يضحي للنفس الأخير من أجل الوطن ولا يمكن لأحد أن يمحو هذه الثقافة لدي برومانسية مزعومة تدفع مصر ثمنها من أمنها وأرواح بنيها فالمشهد واضح… مصر تقاتل الإرهاب وأمام مؤامرة كبري أي رومانسية نتحدث عنها؟!!.