عندما نتحدث عن الثقافة,فنحن لانقصد فقط أدوات العلم والمعرفة وكيفية إعمال العقل وبنائه..بل نتجاوز هذا وذاك ليتسع مفهوم الثقافة فيتضمن لغة التخاطب… الوجدان ..السلوك..أدوات الحوار..التواصل بين البشر..التأثر والتأثير..من هنا فإن ما يحدث علي الساحة اليوم يعود بدلالاته إلي الأمس ,حيث غياب الثقافة التي يقع علي عاتقها تشكيل الفكر والوجدان,أيضا انعزال المثقفين عن قضايا مجتمعنا,إما قهرا من السلطة والنظام السالف أو اختيارا حيث الالتفاف حول الذات..
ومن هذا المنبر الإعلامي وفي ظل المرحلة الفارقة التي تمر بها البلاد,نبعث بهذه الرسالة إلي المثقفين علي اختلاف تياراتهم الفكرية:متي وكيف يصل صناع الفكر للجمهور؟ماذا عن الأدوات التي تستقطب الشباب وتجندهم للعمل سعيا للنهوض؟هل من حلقات تأثير ليصبح هؤلاء الشباب سفراء للشارع المصري؟هل من إمكانية حوار مع التيار الديني وايجاد مساحات مشتركة لكسر الحاجز وتبديد الوهم المسيطر أن الارتباط بهذا التيار ليس من الصواب في شيء..؟ثمة تساولات عديدة نطرحها في محاولة لأن نصل إلي حقيقة مفادها أن التحام المثقفين بالشارع أصبح ضرورة ملحة للغاية.