إحدي المشكلات المزمنة التي تعاني منها القاهرة الكبري:الجيزة,القاهرة القليوبية, وسائر المحافظات المصرية تتمثل في مشكلة النقل الجماعي,التي تزداد تعقيدا بمرور الوقت,الأمر الذي يؤثر علي العديد من المجالات الأخري ,فساعات العمل الحقيقية تتأثر ,استنزاف الوقود يزداد ,بالإضافة إلي التلوث والضوضاء الذي يصيبنا جميعا يوميا بسبب الزحام الشديد.
سوء حالة المواصلات العامة دفعت مئات الآلاف إلي اقتناء سيارات خاصة تقيهم من المهانة اليومية,وأصبح من المعتاد في الكثير من الأسر أن يمتلك أفرادها سيارة خاصة لكل منهم.
ولأن الغالبية العظمي من الشعب لا تحترم القوانين ,ولأن الحكومات المتعاقبة منذ عقود طويلة غير حريصة علي إعمال القانون وتنفيذه ومتابعة الالتزام به,لم يلتزم ملاك العمارات والأبراج السكنية ببناء جراجات فأصبحت الشوارع جراجات للسيارات ,علي الرغم من ضيقها.
وبسبب عجز الدولة عن توفير وسائل مواصلات عامة محترمة ,ازداد الاعتماد علي الميكروباص الذي انتشر وتوغل في كل الأحياء,وأصبح له السطوة والسيطرة وفرض سائقوه قانونهم الخاص علي الجميع: الركاب , إدارات المرور,المحليات ,وغيرها..فعمت الفوضي والارتباك والاستغلال .وعلي الرغم من أن محاولات عديدة تسعي لإيقاف منح تراخيص جديدة للميكروباص منذ سنوات إلا أن عددها يقدر بمئات الآلاف.
وتزداد المشكلة تعقيدا بسبب التراخيص الجديدة للسيارات فمحافظة القاهرة بمفردها تم الترخيص فيها لــ 80 ألف سيارة خلال الشهور العشرة الأولي من هذا العام .
فإذا أضفنا إلي ما سبق, السلوكيات التي تحكم المرور في الشارع المصري سواء من السائقين أو الركاب أو رجال المرور أو المشاه,وأقل ما يقال فيها أنها غير منضبطة وفوضوية وعنيفة وغير حضارية ,بدليل تحرير عشرات الآلاف من المخالفات شهريا..هل أدركنا عمق الأزمة التي تحتاج إلي مواجهة صريحة؟.
وطني…