كيف ومتي أتخذ قرار الارتباط؟ما هي طبيعة شريك حياتي؟كيف يفهمني وكيف أفهمه؟وكيف سنربي أولادنا؟…جميعها تساؤلات تحير كل خطيبين أو زوجين في بداية حياتهما الزوجية,لذلك يقدم معهد المشورة بالمعادي هذا العام تجربة رائدة للتوعية المشورية,وذلك من خلال دورتين خلال شهر فبراير الحالي الأولي بعنوانالاستعداد للارتباطوهي للمقبلين علي الزواج والمخطوبين والمتزوجين حديثا حتي ثلاث سنوات وتبدأ من17 الشهر الجاري,أما الدورة الثانية فهي عن تربية الأبناء ويحضرها الآباء والأمهات وخدام التربية الكنسية والمعنيون بتربية الأطفال,وتبدأ من الجمعة 20فبراير الحالي وسيحصل المشاركون علي شهادة من قبل المعهد باجتياز الدورة.
عن هذه الدورات تحدثتنا إلي الدكتور إميل جوزيف استشاري الطب النفسي,ومدير معهد المشورة الأرثوذكسية بالمعادي,فقال:لقد بدأ معهد المشورة بإعداد خدام متخصصين بالكنيسة لتقديم المشورة المسيحية,وذلك في دراسة متخصصة لمدة عامين.ثم بدأنا نفكر في خدمة من هم خارج المعهد والمجتمع الكنسي بشكل عام فقدمنا مؤتمرات مشورة الأسرة التي نقوم بتنظيمها أكثر من مرة علي مدار العام,وهي مؤتمرات للمتزوجين نحاول من خلالها أن يكتسب الزوجان مهارات الحوار,وكيف نتشاجر ونزداد قربابدلا من أن تزداد الحواجز بيننا؟بالإضافة إلي مناقشة موضوعات أخري مثل ما هي الاختلافات النفسية بين الرجل والمرأة وكيف تؤثر في المشاكل والخلافات؟وكيف تكون سببا في إثراء الأسرة بدلا من تفككها؟.
أما الدورات المتخصصة المقبلة نبعت فكرتها من أن المشاكل الزوجية عادة تنشأ من عدم الاستعداد الجيد,فالاستعداد المسبق يجعلنا نتفادي الكثير من المشاكل التي قد تؤدي لانهيار الأسرة.وكذلك الحال بالنسبة لدورة تربية الأبناء فهي تساعدنا كثيرا علي تفهم أبنائنا والتعامل معهم بشكل أفضل للوصول لشخصية سوية في المستقبل تستطيع مواجهة التحديات المعاصرة.وكلا الدورتين سيقوم بتقديمها مجموعة من المتخصصين في الطب النفسي والمشورة الأسرية والتربويين سواء من أساتذة معهد المشورة بالمعادي أو خارجه,بالإضافة إلي مجموعة من خريجي المعهد.
ولكن هل سيكون اجتياز هذه الدورات شرطا أساسيا لعقد الزواج في الكنيسة؟يجيب عن هذا التساؤل نيافة الأنبا دانيال أسقف إيبارشية المعادي وتوابعها,فيقول:في الوقت الحالي اجتياز هذه الدورات ليس شرطا أساسيا قبل الارتباط,ولكننا نسعي في المرحلة الحالية إلي توعية الناس وهذا هو هدفنا الرئيسي الذي نحاول تحقيقه علي مستوي الإيبارشية ليس بالنسبة لمعهد المشورة بالمعادي فقط,فهناك اجتماع بدأ منذ عدة سنوات بكنيسة مارمرقس بالمعادي لإعداد الشباب والشابات المقبلين علي الاتباط والمخطوبين للزواج.
أخيرا أود أن أوجه رسالة للمقبلين علي الزواج وأقول لهم إن كثيرا من المشاكل العائلية الآن كان من الممكن تلافيها بنسبة كبيرة إذا كان الخطيبان قد تلقيا بعض المعلومات البسيطة قبل الزواج عن طبيعة كل من الرجل والمرأة والاختلاف بينهما,وكيف يمكنهم الحفاظ علي أسرتهم فالأمر كان سيختلف كثيرا,وبالتالي عليهم أن يهتموا بأن يلتحقوا بمثل هذه الدورات التي تقدم لهم توعية مشورية تؤثر بشكل إيجابي في حياتهم الزوجية في المستقبل.