ضمن مسلسل الكوارث الذي تتعرض له مصر,تعرضت منطقة جبل المقطم صباح السبت الأسبق لكارثة انهيار كتلة صخرية وزنها مائة طن فوق منطقة عزبة بخيت بمنشأة ناصر لتدفن تحتها عشرات المنازل والقتلي والمصابين.
كالعادة ارتبكت جميع الأجهزة المسئولة وعجزت الأوناش العملاقة وأدوات الرفع والإنقاد عن الوصول الفوري إلي موقع الحادث بسبب وعورة المكان وموانع الصخور!!
في اليوم التالي وبعد خراب مالطة نجحت أجهزة القوات المسلحة في شق طريق للوصول إلي موقع الكارثة!
يقطن منشأة ناصر أكثر من نصف مليون نسمة,عاشوا وتعايشوا مع الثعابين والعقارب والحشرات والحيوانات المختلفة بعضهم يأكل من القمامة…يتحكم فيهم البلطجية وأرباب السوابق في غياب الدولة!
سبق أن أعطي الرئيس حسني مبارك تعليماته بإزالة المنطقة بالكامل وبنائها من جديد بعد حادثة وقعت في تسعينيات القرن الماضي…ولكن تعليمات الرئيس لم تنفذ!
توالت الإنذارات بالكوارث والحوادث العديدة منذ سنوات بسقوط حجارة وصخور الجبل علي السكان الأبرياء…ولكن لم يتحرك أحد!…والغريب أن الحكومة قدمت خدماتها لرجال الأعمال وباعت لهم ملايين الأمتار من الأراضي بسعر رمزي من أجل البسطاء…فأقيمت المنتجعات والقري الفاخرة والقصور والأبراج ومعظم شققها مغلقة بينما أغفلت أبرز الملفات التي تمثل خطورة علي الأمن الاجتماعي وهي العشوائيات وسكان المقابر والعشش الصفيح!
هل تتذكرون زلزال 91 وتصريحات القيادات السياسية والتنفيذية بحصر المساكن الآيلة للسقوط والاهتمام بالعشوائيات والخطط والمشروعات الوهمية ومراجعة المساكن المخالفة,ثم فساد الحكومة والمحليات في توزيع الشقق لمن لا يستحقها!!
تكرر نفس السيناريو مع كارثة 5سبتمبر فلم يتردد رئيس الوزراء وهو يعلن عن خطة شاملة للتعامل مع العشوائيات والمنازل المخالفة,وكأن أرواح المواطنين أرخص من الحيوانات النافقة علي الأرصفة!
كنا نتصور بعد هذه الكارثة استقالة جميع المسئولين الذين دفنوا تصريحاتهم في مقابر النسيان وأهدروا كرامة المواطنين الأبرياء!
هل فكر السيد رئيس مجلس الوزراء والوزراء المعنيون ومحافظ القاهرة علي امتداد عشرين عاما في زيارة هذه المنطقة,وإعداد خطة لإنقاذ نصف مليون مواطن من الخطر؟
ولي عهد بلجيكا قدم منحا عديدة لإنقاذ أطفال هذه المنطقة وشاهدته يزور منطقة منشأة ناصر أكثر من مرة خلال السنوات الأخيرة…بل أن إحدي الجمعيات القبطية أقامت مدرسة جبل المقطم الخاصة وزودتها بأحدث الأجهزة والمعدات لانتشال الأطفال الأبرياء الذين يأكلون وينامون في جبال القمامة مع الخنازير!
سبق أن أمر حاكم أبو ظبي بدولة الإمارات بمنح 180مليون دولار صادرة من صندوق أبو ظبي لبناء ألف وحدة لقاطني المنطقة ومع ذلك لم تنفذ!!
أيهما أسهل وأرحم أن ترحل الحكومة…أم يرحل ملايين المصريين الغلابة إلي الجحيم؟