إعلان بعض الشخصيات العامة والنواب المعارضين عن نيتهم في الترشح لرئاسة الجمهورية, وبدأت الحملات الخاصة بهم, بالرغم من الإعلان عن موعد إجراء الانتخابات الرئاسية, ولكن مشاركة عدد كبير من الشباب في هذه الحملات وإدارتها أمر كان ملاحظا, وهو ما حاولنا رصده عبر متابعة مسئولي حملات كل من عمرو موسي, الدكتور محمد البرادعي, حمدين صباحي والدكتور أحمد جويلي, والتعرف علي ما تعتمد عليه هذه الحملات من أدوات ووسائل لإقناع الشباب وكل فئات المجتمع ببرامجهم.
قال كريم السقا عضو مجلس إدارة حملة الدكتور محمد البرادعي: نهدف عبر حملتنا التواصل مع كل فئات المجتمع وتصحيح الصورة التي رسمها الإعلام الحكومي للدكتور محمد البرادعي ولذلك يقوم فريق عمل الحملة بنشر المعلومات وتوضيح مواقف الدكتور البرادعي في مختلف القضايا الوطنية والإقليمية والدولية, ويتم الاستعانة بالشباب واستغلال حماسهم وطاقاتهم نحو التغيير.
أوضح السقا أن المشكلات الموجودة في المجتمع المصري التي يرصدها فريق الحملة تكون عبر جمع المعلومات من مختلف المحافظات خاصة القري والنجوع, ويقوم الشباب بجمع هذه المشكلات تمهيدا لوضع حلول لهذه المشكلات في البرنامج الانتخابي الخاص بالمرشح الدكتور البرادعي قبل طرحه علي المجتمع, منوها إلي تقسيم الحملة إلي مجموعات للحشد والتعبئة من 26 محافظة, وكذلك تنظيم القوافل الطبية التي تقدم خدماتها للمواطنين, باعتبارها أحد أشكال الدعاية الانتخابية.
أشار السقا إلي أن الشباب محور الحملة الانتخابية ويعتمدون علي بعض الأفكار المبتكرة من أجل جذب مزيد من الأنصار والمتطوعين, وإرسال آخر الأخبار عن الدكتور البرادعي والجولات التي يقوم بها في مختلف المحافظات, وحتي لو لم يحالفه الحظ, تكون هذه الحملة فرصة لصقل الشباب وزيادة خبراتهم في التعامل مع مثل هذه الظروف وإتاحة الفرصة لهم في ترشيح آخرين في أي انتخابات رئاسية مقبلة.
الشباب والشخصيات العامة
من جانبه قال حسام مؤنس مدير الحملة الانتخابية لحمدين صباحي عضو مجلس الشعب الأسبق: نعتمد في حملتنا علي الشباب في جمع مشكلات المجتمع, علي أن يتم صياغة الحلول المناسبة لهذه المشكلات في البرنامج الانتخابي بالتعاون مع الشخصيات العامة وأساتذة القانون من أجل تحقيق أفضل استفادة ممكنة.
أوضح مؤنس أن أشكال الدعاية تختلف ما بين الاعتماد علي شبكة الإنترنت واستخدام مواقع الفيس بوك أو تويتر وبين تأسيس موقع إلكتروني خاص بالحملة, وبين مؤتمرات جماهيرية في المدن والمحافظات وحتي القري والنجوع, واستغلال اللغة البسيطة التي يستخدمها حمدين صباحي في التواصل مع المواطنين.
نوه مؤنس إلي أن الحملة تجمع الآن معلومات وبيانات كاملة عن المواطنين المؤيدين لحمدين صباحي تمهيدا لأخذ توقيعاتهم, وبمجرد الإعلان عن صيغة التوقيعات وكيفية تقديمها سيتم الذهاب لهؤلاء من أجل الحصول علي توقيعاتهم, وبالرغم من أن الشروط تتطلب 30 ألف توقيع مواطن, إلا أن الحملة تأمل في الوصول إلي أكثر من 50 ألف مواطن.
شدد علي أن الشباب هم من فجروا ثورة 25 يناير, والحملة معظمها من الشباب, وحل مشكلات المجتمع لصالح مستقبل الوطن, والشباب يريد أن يطمئن علي مستقبله, ولذلك عليه عبء كبير في التواجد والحشد وجذب الأنصار والسعي نحو إيجاد دور حقيقي لهم في المناصب المهمة خلال السنوات المقبلة.
لقاءات جماهيرية
وفي هذا الإطار أوضح محمود الليثي مدير حملة عمرو موسي: لأول مرة يشهد المجتمع انتخابات رئاسية حقيقية, ولذلك هذه فرصة مهمة كي يختار المجتمع من هو جدير بإدارة البلاد والعبور بها للمستقبل, والحملة الانتخابية لعمرو موسي تعتمد علي سيرته الذاتية وموقفه من القضايا الوطنية والعربية ولقاءاته المختلفة مع الشباب وأهل سيناء وقريبا سيتم الإعلان عن جولاته في الصعيد والوجه البحري.
أشار الليثي إلي أن مشاركة الشباب في التغيير وإسقاط النظام من أسباب تواجدهم علي الساحة الآن وتأثيرهم الكبير في الحملات الانتخابية الخاصة بالمرشحين لرئاسة الجمهورية, ولذلك سيكون الرهان علي الشباب ومدي تحفيزهم لقوي المجتمع المختلفة, وكل مرشح يبحث عن الوسائل الجديدة التي من شأنها تحقيق أفضل دعاية ممكنة, وحملة عمرو موسي ستقدم مفاجآت يشهدها المجتمع لأول مرة, وتستغل اسم المرشح وتاريخه السياسي وقبول الشارع له, إلي جانب استخدام كل أدوات التكنولوجيا والإعلام, واللقاءات الجماهيرية.
الشباب.. وقود التغيير
كشف الدكتور أحمد جويلي وزير التموين السابق والأمين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية سابقا, عن إمكانية ترشحه لمنصب رئيس الجمهورية.
قال الدكتور أحمد خيري مؤسس حزب الريادة تحت التأسيس المسئول ومعه قيادات شابة أخري عن الحملة الرئاسية للدكتور أحمد جويلي وأكد أن أكثر من 93% من كواد الحزب من القيادات هم من الشباب, والرائع في ذلك الأمر أن الأكبر منهم سنا اقتنعوا بذلك لما للشباب من حماس امتزج بالخبرة خاصة في المجال السياسي في الآونة الأخيرة, نوه أن الحزب برنامجه يهدف للتنمية البشرية وبناء الإنسان المصري من جديد, ولابد من التطلع للمستقبل بجدية بأفعال حقيقية لصالح المصريين ونأخذ من روح الثورة, فالثورات التي غيرت في خريطة العالم السياسية لم تكن ثورات أماكن فقط إنما ترجمة الثورة إلي أفعال.
أراد الدكتور أحمد خيري أن يغير من فكرة أو كلمة الترويج للحملات الرئاسية لتكون بناء قاعدة سياسية جديدة من فئات المجتمع المختلفة, وقال إن حزب الريادة الذي أعلن عن مرشحه الأساسي حتي الآن وهو الدكتور الجويلي من الممكن أن يفرز بطريقة ديموقراطية ومرنة أسماء أخري للترشح للرئاسة.
من المنتظر أيضا أن ينظم هذا الحزب مؤتمرا موسعا ليضم كل أطراف المجتمع تحت عنوان الحقيقة.. الحوار والمصالحة سيضم مفكرين وسياسيين, مثقفين وأيضا إسلاميين سواء إخوان, سلفيين, صوفيين, وأيضا مسيحيين علمانيين وغيرهم, برنامج الحزب يؤكد علي تولي الأقباط نسبة من القطاعات بالدولة.
أين شباب الثورة؟!
أوضح المستشار أمير رمزي أن المرشح الوحيد الذي استغل طاقة الشباب قبل وبعد الثورة بالشكل الإيجابي هو الدكتور البرادعي, علي عكس البعض الآخر الذي لم يكن لهم اتصال قوي ومطلوب مع فئة الشباب والتي كانت بمثابة الوقود الثوري لتلك الثورة الشعبية, وأي مرشح يستطيع التواصل باللغة والفكر مع الشعب البسيط والقاعدة العريضة عن طريق الشباب. وأعلن المحامي إيهاب رمزي ومجموعة كبيرة من المثقفين سواء مسلمين أو مسيحيين ليبراليين ومعهم مجموعة من الحركات مثل حركة حماية التفكير في إنشاء حزب جديد تحت اسم المصريين وقد يتم التفكير لاحقا في ترشيح مرشح للرئاسة بعد تأسيس الحزب.
من جانبه أعرب الدكتور سيف الدين عبدالفتاح الأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة عن استيائه من تهميش الشباب حتي بعد قيامهم بهذه الثورة النبيلة, فضلا عن الحفاظ علي المادة الدستورية التي تنص للترشح للبرلمان 50% عمال وفلاحين كان من الأولي ترك تلك المساحة للشباب الذين هم نصف المجتمع, مندهشا من التغييرات التي أصابت الكراسي, فأحالوا مكانا لوزير الذي له 80 عاما وزيرا آخر 85 عاما, إذن فأين الشباب؟
من جهة أخري قال الدكتور سيف الدين عبدالفتاح إنه لا يتوقع لتلك الأسماء علي السطح المرشحة للرئاسة, أن يبرز منها رئيس للجمهورية, وذلك لتسرعهم واستعجالهم إعلان ترشحهم للرئاسة في الوقت الذي لم يتم الإعلان عن موعد انتخابات الرئاسة, وبالتالي فطوال الوقت سيقعون في سقطات إعلامية خطيرة, وكان من الأفضل أن يعلنوا ترشحهم قبل موعد تلك الانتخابات بأربعة أو خمسة أشهر فقط.