أكد الدكتور حامد سماحة رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية أنه يجري الآن العمل بحديقة الأسماك لتطويرها وإعادة رونقها السابق من خلال إصلاح أحواض السمك بالجبلاية وتزويدها بالأسماك المختلفة بعد جلبها من وزارة الزراعة كما سيتم استخدام الإضاءة لإعادة تجميل الحديقة بالإضافة إلي صيانة الجبلاية الصناعية والتي تم اهمالها منذ فترة طويلة ويقوم الآن مسئولو الحديقة بإعداد خطة كاملة لتطوير الحديقة لتعود حديقة للأسماك بعدما أصبحت اسم علي غير مسمي.
خطة كاملة لتطوير الحديقة
قال الدكتور نبيل محمود صدقي رئيس الإدارة المركزية لحدائق الحيوان والأسماك بوزارة الزراعة,إن حديقة الأسماك تحتاج لجهود كبيرة لتطويرها والنهوض بها لتعود كعهدها السابق أيام الخديوي إسماعيل لذا تم وضع خطة واضحة للتجديد تشتمل علي تطوير البنية الأساسية من خلال شركة متخصصة في هذا المجال لضمان الصيانة الدورية بعد انتهاء التجديد بالإضافة إلي استحضار عدد 98 سمكة من الأنواع النادرة كدفعة أولي للحديقة وبعد ذلك تتوالي الدفعات السمكية كما تضمن الهيئة العامة للخدمات البيطرية تذليل كل العقبات وتقديم كل مساعدة ممكنة سواء مالية أو عمالية بجانب أنه قريبا سوف تدخل الحديقة في مشروع عالمي ولكن بعد اكتمال الخطة الموضوعة لها واستكمالها.
أوضح الدكتور محسن جمال المشرف العام علي حديقة الأسماك أنه لاخوف الآن نهائيا من كهف الجبلاية الذي أغلق لمدة 18 عاما كاملة منذ عام 1965 بسبب شروخ في الجدار حتي عام 1983 فقد قام مكتب استشاري هندسي متبرعا بعمل مجسات رفع ومعاينة ثم ترميم لكل الشروخ وافتتحته السيدة سوزان مبارك في مايو 1983 ومنذ ذلك الحين وحتي اليوم والكهف في صيانة دورية ومستمرة والحديقة تستقبل الزوار.
أضاف أنه هناك تقصير في نظافة دورات المياه والممرات وذلك بسبب قلة العمالة الخاصة بالنظافة وأيضا عدد أفراد الأمن في الممرات المظلمة لذلك تحدث مناظر غير لائقة تعكر صفو العائلات بالإضافة إلي عدم صيانة الأشجار والنافورة ومنذ تولي منصب الحديقة في نوفمبر الماضي من العام الحالي قمت بزيادة أعداد أفراد الأمن من 2-6 أفراد بخلاف طقم أمن للحراسة الليلية والذي لم يكن موجودا كما تم التعاقد مع الهيئة العامة لنظافة القاهرة لكي تمر الحديقة أربع مرات أسبوعيا لتولي مهمة النظافة والتجميل وتهذيب الأشجار النادرة بالحديقة بجانب تطوير دورات المياه والبنية التحتية للصرف الصحي ككل للحديقة مع وضع عامل وعاملة بهم لضمان نظافة المكان بالإضافة إلي تطوير النافورة حيث تم ردمها ووضع طمي بها لزراعتها لتعود أجمل مما كانت.
أشجار نادرة وثروة قومية
أشار د. أحمد جلال أستاذ التشجير بكلية الزراعة جامعة القاهرة أن حديقة الأسماك بها أشجار نادرة يجب المحافظة عليها والعناية بها بأسلوب علمي حديث وسليم نظرا لأنها بلغت المائة عام ومن هذه الأشجار النادرة النخيل الملوكي والكازورينا وفوانكس البلدي والأفرنجي وكازمر وكوكس والتين لذا فهي تحتاج إلي التقليم والإشراف الدائم عليها وعلي التربة الموجودة بها من قبل متخصصين بعلم النبات لحماية هذه الثروة القومية النادرة.
شكاوي المواطنين
قالت سوسن جلال محاسبة إن حديقة الأسماك كانت كنزا تاريخيا وأثريا ولكنها للأسف أصبحت وكرا لأفعال المراهقين المؤذية لعين الكبار والصغار لذلك فهي ليست متنفس أو منتزة للأسرة بسبب غياب الرقابة الأمنية بها لضبط هذه الأفعال فضلا عن عدم نظافتها بسبب الإهمال وقلة العمالة بها.
اتفقت المهندسة فاطمة حسين مع الرأي السابق مؤكدة أن منزلها يقع بجوار الحديقة بالزمالك وأنها كثيرا ما كانت تأخذ أولادها للحديقة للترويح عنهم ولكن نظرا للاهمال وقلة النظافة والمشاجرات التي تحدث بين الشباب بسبب الفتيات وعدم توفر المأكولات والمشروبات بالكافيتريا قررت عدم المجيء لها مرة أخري لأنها لاتليق بالعائلات بالإضافة إلي تحول نافورتها الجميلة إلي بركة قذرة في وسط الحديقة مما شوه منظرها نهائيا.
نبذة تاريخية
تم إنشاء حديقة الأسماك في عهد الخديوي إسماعيل عام 1867 بالزمالك علي ضفة النيل لتكون تحفة فنية حيث عهد بها إسماعيل للخبيرين كومبار ودوبليو البلجيكيين اللذين اشتهرا بإنشاء ذلك النوع من الحدائق خاصة في بلجيكا وإيطاليا والحديقة تعرف بحديقة الجبلاية لأنها تشبه جبلا اصطناعيا حفرت في أسفله ممرات وعلي جانبيه ليسير فيها الناس والحديقة تم بناؤها علي شكل سمكة كبيرة ويوجد بها بانوراما كاملة من الصناديق الزجاجية تعيش فيها الأسماك وتنعكس عليها أشعة الشمس بخلاف نافورة كبيرة تتوسط الحديقة بالإضافة إلي بحيرة للبط وملعب للأطفال وتم تسليم حديقة الأسماك إلي حديقة الحيوان بالجيزة عام 1903 ومنذ ذلك الحين فتحت الحديقة أبوابها للجمهور بعد أن كانت حديقة ملكية خاصة.