أكد الدكتور عبدالعظيم وزير محافظ القاهرة أنه في إطار التعاون المشترك بين المحافظة ومنظمة أغاخان الثقافية تم وضع حجر الأساس لإنشاء مجمع ثقافي وتجاري في نوفمبر الماضي علي أطراف الحديقة يشتمل علي 70 محلا يخصص لبيع التذكارات السياحية ومنتجات خان الخليلي والحرف التراثية التي تم إنتاجها من خلال مشروعات التدريب علي الحرف الخاص بأهالي حي الدرب الأحمر فضلا عن إقامة جراح متعدد الطوابق يسع 630 سيارة أسفل الأرض بتكلفة إجمالية 163 مليون جنيه علي مساحة 4800 متر مربع علاوة علي إقامة متحف القاهرة التاريخية المكون من ثلاثة طوابق علي مساحة 350 مترا مربعا وهو متحف فريد من نوعه يحكي تاريخ ونشأة القاهرة علي امتداد تاريخها حتي العصر الحديث ومن المتوقع بدء العمل به خلال شهر ديسمبر الحالي ليتم افتتاحه علي 2010.
أضاف أن مشروع الحديقة وجميع المشروعات المرتبطة بها والتي بدأت فيها مؤسسة أغاخان منذ عام 1990 كان من المفترض أن تتسلمها المحافظة للإشراف الكامل عليها بنهاية عام 2007 ولكن نظرا لمجهودات المؤسسة ونجاحها الملموس في مجالي الإنشاء وإدارة المشروعات سوف يكون هذا المشروع بنظام حق الانتفاع الـ BOT لمدة 25 عاما تجدد كل خمس سنوات ثم تتولي ملكيتها المحافظة بعد انتهاء المدة المتفق عليها في البروتوكول المبرم.
أوضح اللواء أحمد حلمي السكرتير العام المساعد والمنسق العام للمشروعات بالمحافظة أن هناك لجنة عليا من مسئولي المحافظة ومنظمة أغاخان للتخطيط والإشراف علي المشروعات التي تقوم بها المنظمة داخل القاهرة ينبثق منها لجان فرعية لإدارة كل مشروع والتنسيق مع الجهات والهيئات الأخري المشاركة مثل وزارة الثقافة وصندوق التضامن الاجتماعي ووزارة الأوقاف والمرور وجهاز التنسيق الحضاري والمجلس الأعلي للآثار لإزالة أي معوقات تواجه المنظمة أثناء استكمال وإدارة المشروعات لتسهيل عملية الاتصال بين المنظمة وأية جهة أخري لها علاقة بما تقوم به من مشروعات.
خطة التطوير
قال المهندس محمود عسيوي المدير التنفيذي لحديقة الأزهر ولمنظمة أغاخان الثقافية إنه في عام 1984 أعلن سمو الأمير كريم أغاخان عن قراره بتمويل حديقة لسكان القاهرة وكان الموقع الملائم منطقة مهجورة تجمع فيها النفايات علي الطرف الشرقي للقاهرة الفاطمية ترتفع قمتها لـ 40 مترا وهي منطقة غنية بالآثار ولكن ينتشر الفقر في الأحياء المجاورة مما مثل تحديا كبيرا أمام المؤسسة لإنعاش المنطقة من خلال ترميم الآثار ومحاولة تنميتها عبر ردم وحفر وتسوية 70 فدانا حيث تم إزالة أكثر من 1.5 مليون متر مكعب من التربة ثم تم تغيير خصائصها بخلطها بنوع من الرمال والتربة السطحية لتكون جيدة للزراعة ويتراوح سمك التربة ما بين نصف متر ومترين كما تم وضع طبقة من الطمي سمكها نصف متر لمنع تسرب مياه الري بجانب عمل مشاتل لمعرفة أفضل النباتات والأشجار التي تستخدم في الحديقة ونظامها في الري ويبلغ طول خطوط الري الرئيسية والفرعية 10كم لتتحول بعد ذلك منطقة الدرب الأحمر لحديقة جميلة ومساكن مرممة بطريقة رائعة وفي مقابل هذا تحملت المحافظة 30% من التكلفة والباقي تحملته المؤسسة.
أضاف المهندس عسيوي أنه تم تدريب العديد من سكان حي الدرب الأحمر للعمل في مشروع الحديقة أثناء فترة ذروة العمل 400 عامل يوميا كما تم توفير 250 فرصة عمل دائمة ومن ذلك نجد أن منظمة أغاخان الثقافية تهتم بالبعد الثقافي للتنمية من خلال دعم برنامج المدن التاريخية حيث تهدف إلي إحياء التجمعات الحضرية التاريخية في العالم الإسلامي لتجعلها مواقع جاذبة للعمل والعيش معا ويتمثل الهدف من إنشاء حديقة الأزهر في استغلال السياق المميز للمكان بموقعه الملهم والفريد تاريخيا كما يهدف إلي التفاعل والحوار بين جميع هذه العناصر الحيوية.
معوقات حديقة الأزهر
أوضح شريف عريان مدير عام حديقة الأزهر أن فكرة الحديقة بدأت عام 1984 ليتم افتتاحها في 2004/3/25 وأكثر المعوقات التي واجهت المشروع ارتفاع نسبة الملوحة في التربة وتم التغلب عليها بواسطة التعمير والغسيل وإزالة أكثر من 1.5 مليون متر مكعب من القمامة أي ما يعادل حمولة 80 ألف عربة وأيضا ارتفاع الحرارة وانخفاض درجة الرطوبة والرياح الصحراوية التي أدت إلي صعوبة اختيار النباتات والأشجار ولكننا تغلبنا علي ذلك أيضا بواسطة زرع أكثر من 2 مليون نوع من النباتات والأشجار لبناء الغطاء النباتي بالحديقة تستخدم بها شبكة من الري بالتنقيط والرش لتوفير المياه وتخصص الحديقة يوما مجانيا وهو الثلاثاء من كل أسبوع لذوي الاحتياجات الخاصة والأيتام وتبدأ الحديقة عملها من الساعة 9 صباحا حتي 12 مساء وتستقبل الحديقة ألف زائر يوميا منهم 17% أجانب وتكلف المشروع حوالي 50 مليون دولار وبالرغم من إعجاب المواطنين بها إلا أن سلوكياتهم مازالت تعوق تقدم المكان من إهمال وشغب وعبث وبالرغم من ذلك شهدت الحديقة زيارة الأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا ونال المكان إعجابه جماليا ومعماريا وأثريا نظرا لوجود جدار مدينة الآيوبيين الذي يعود للقرن الـ 12 الميلادي والذي شيده صلاح الدين الأيوبي علي الحافة الشرقية من الحديقة بالإضافة إلي استعداد المؤسسة الآن لإنشاء مجمع ثقافي يشتمل علي متحف ومول وجراج متعدد الطوابق تحت الأرض.
آثار مجيدة وتحديات عديدة
أشار المهندس محمد البلتاجي المهندس التنفيذي المسئول عن متابعة وصيانة نظام الري بالحديقة إلي أن أحدا لا يصدق ما أخفته تراكمات القمامة من الآثار الإسلامية المجيدة والتي اعتقدنا أنها تلاشت حيث تم اكتشاف سور المدينة الأيوبية وتطلب العثور عليه الحفر لعمق 15 مترا بجانب اكتشاف العديد من الأحجار التي حملت كتابات هيروغليفية استخدمت في بناء السور كما صممت الحديقة فوق تلة عالية جعلت منها منصة بانورامية تطل بشموخ علي مدينة القاهرة الفاطمية القديمة بما تشمله من مساجد كمسجد السلطان حسن والأزهر وجامع الحسين والعديد من الأضرحة ذات المآذن العالية المميزة الشكل وصولا لقلعة صلاح الدين ونظرا لصعوبة تربة المكان يتم الري في الحديقة وفقا لأحدث الطرز العالمية الحديثة.
أضاف أن تصميم الحديقة يعتمد علي تنسيق هندسي إسلامي فتوجد بالحديقة شلالات ومجري للمياه وبساتين وحقل للعب وموقع للمشاهدة من أعلي الهضبة يطل علي المدينة الفاطمية التاريخية بالإضافة لممرات للتنزه ومطاعم ومقهي ومسرح يقدم عروضا للزائرين يوميا ومكتبة وقاعة كمبيوتر خاصة بالأطفال إلي جانب مساحة مخصصة لألعاب الأطفال فقط ولضمان سلامة الجميع لا يسمح بدخول الأواني والسكاكين والكور أو أي شئ حاد أو يسبب الإزعاج للجمهور.
مشروعات مريحة
اتفق كل من أيمن إبراهيم مدير أحد المشروعات الترفيهية بالحديقة ودينا محمود العاملة بمطعم الحديقة أن هذا المكان كان يسمي هضبة الباطنية وكان وكرا لتجارة المخدرات بجانب أنه كان مقلبا للزبالة منذ زمن بعيد ولكن بإنشاء الحديقة تغير الأمر مما خلق فرص عمل مربحة سواء في الحديقة أو خارجها وبفضل هذه المشاريع تقدم ونهض حي أهالي الدرب الأحمر من خلال القروض لفتح آفاق جديدة للعمل وتحسين المنازل والساحات العامة والمرافق التحتية وواجهات المحال ومداخل ومخارج الحي مما ساهم في تغيير المنطقة ككل بفضل حديقة الأزهر.
أضاف شريف حسين عامل بحديقة الأزهر أن معظم المواد المستخدمة في الحديقة مواد طبيعية مصرية فالجرانيت المستخدم بها من الغردقة وسيناء وأسوان تم الاستعانة به في رصف الأرضيات وإقامة بعض النافورات بالإضافة إلي استخدام أحجار الدلميت المصرية التي تتحمل المياه والضغط لذا تم استخدامها في إقامة شلالات الحديقة فضلا عن طلاء مساكن الحي.