أشارت الأحداث الأخيرة إلي ضرورة رصد ميزانية ضخمة لا تقل عن30 مليون دولار علي الأقل لكي تتجاوز السياحة المصرية الأزمات التي شهدتها مصر خلال الشهور الثلاثة الماضية,والاضطرابات الأخيرة تستدعي وضع خطة لمواجهة هذه التداعيات التي تواجه السياحة في الخارج وتصحيح الصورة الذهنية للعالم بأن مال حدث كان نموذجا للديموقراطية ,وأكد عدد من خبراء السياحة العربية علي ضرورة الاهتمام خلال الفترة المقبلة والتركيز علي جذب السياحة العربية إلي مصر كخطوة ضرورية تمهيدا لتعافي السياحة المصرية شيئا فشيئا.
وصناعة السياحة بصفة عامة تعد مجالا للعمالة الكثيفة وتحقق الاستقرار الاقتصادي في الدول ومن بينها مصر التي أصبحت صناعة السياحة تمثل أحد أعمدة الاقتصاد القومي لمساهمتها بـ11.3% في الدخل القومي كما تسهم بـ12.6% في إجمالي القوي العاملة في مصر إلي جانب 21.8% من حصيلة النقد الأجنبي,فضلا عن أن كل المؤشرات تؤكد أن العشر سنوات القادمة تشهد مصر طفرة تنموية مضطردة في السياحة,في ظل أن نسبة 80% من الحركة السياحية الكلية إلي مصر تعتمد علي العلاقة مع منظمي الرحلات العالميين وأنه من المنتظر أن يصل عدد السائحين في عام2020 إلي 25 مليون سائح .
أكدت منظمة السياحة العالمية خلال عرضها لتقرير الحركة السياحية العالمية خلال عام 2010 أن مصر من أكثر الدول المرشحة لاستضافة سائحين نتيجة لنجاحها في زيادة السائحين الوافدين إليها بعد حملاتها التسويقية والترويجية الجديدة في الأسواق العالمية,والذي قابلها تطوير المطارات وانضمام شركة مصر للطيران إلي تحالف STAR الدولي,علاوة علي أن مصر لديها أفضل الفنادق المطلة علي الشواطيء في البحر الأحمر والبحر المتوسط والتي ارتفع وتضاعف فيها حجم الطاقة الفندقية المصرية إلي 220 ألف غرفة عاملة و212 ألف غرفة تحت الإنشاء وفقا للتعاقدات الفعلية وأن الزيادة السنوية للطاقة الفندقية المصرية تصل لنحو 15 ألف غرفة سنويا
مليار جنيه حجم خسائر القطاع السياحي؟
قال وسيم محيي الدين رئيس غرفة المنشآت الفندقية إن القطاع السياحي تأثر بالأحداث الأخيرة مقدرا حجم الخسائر بما يزيد علي 7 مليار جنيه منذ بدء الأحداث وحتي الآن وأوضح أن خلو الفنادق من النزلاء أمر طبيعي نظرا لعدم وجود أي أفواج أو رحلات سياحية وقيام الكثير من شركات الطيران بإلغاء رحلاتها لمصر وتوجيهها إلي دول أخري.
وأضاف أن غرفة المنشآت الفندقية عقدت عدة اجتماعات للخروج من الأزمة ولكن الآن أصبح الأمر معلقا, خاصة بعد أصبح منصب وزير السياحة خاليا.
وقال محيي الدينلا نعرف الآن مع من نتفاوض ونتحدث عن مشكلات القطاع وما لحق به وكيفية الخروج من الأزمة.
أكد محيي الدين أنه شديد التفاؤل بعودة السياحة المصرية أقوي مما كانت عليه في السابق خاصة وأن الأوضاع الأمنية الآن أخذت طريقها في العودة مرة أخري بجانب قوة السياحة المصرية في التصدي لمختلف الأزمات, متوقعا أن يزيد إقبال السائحين الأجانب علي القدوم لمصر وزيارة ميدان التحرير الذي شهد ثورة 25 يناير التي غيرت مستقبل مصر.
للخروج من الأزمة الحالية قال محيي الدين:لابد من التركيز علي السياحة العربية خاصة أنهم كشعوب عربية أكثر قربا وتعاونا مع الشعب المصري,بالإضافة إلي أن هناك الكثيرين متشوقون لزيارة مصر ورؤيتها بعد التغييرات الجذرية التي شهدتها البلاد,ولابد من القيام بحملات دعائية موجهة للسياح العرب مع اتباع مبدأ تخفيض وتوحيد الأسعار لهم ليكون دافعا قويا لتشجيعهم علي القدوم لمصر,بجانب زيادة عدد القوافل العربية التي توجه لغالبية العالم العربي والتي هي حاليا في حالة توقف.