من واقع الاهتمام بكتاب الطفل، و الايمان بأن كتاب الطفل هو من أهم وسائل بناء المجتمع المتحضر، نشأت جائزة سوزان مبارك لأدب الطفل سنة 1988 ، بالتعاون بين المجلس المصرى لكتب الأطفال التابع لجمعية الرعاية المتكاملة ، والهيئة المصرية العامة للكتاب ، وذلك بهدف الارتقاء بكتاب الطفل من حيث الشكل والمضمون، وتشجيع الاعمال الجادة الموجهة للطفل ،والوصول بكتاب الطفل المصرى إلى المستوى العالمى ، بهدف أكتشاف وتجميع الموهوبين من الكتاب والرسامين الشبان وممن لا تقل أعمارهم عن 18 عام فى مجال الكتابة للطفل و رسوم كتب الأطفال ، حيث تقوم الهيئة العامة للكتاب بطبع الأعمال الفائزة وتوزيعها وتسويقها لحساب الهيئة .
والسؤال الذى يطرح نفسه الان : هو ما هو مصير تلك الجائزة بعد ثورة 25 يناير التى اطاحت بنظام الحكم السابق ، هل سيتم تغيير اسمها ؟ ام سيتم الغاؤها ؟ وهل هناك بدائل اخرى واستحداث جائزة جديدة ؟
انعاش سوق نشر كتب الاطفال
وعن هذه الجائزة صرح مصدر مسئول بالمجلس المصرى لكتب الأطفال التابع لجمعية الرعاية المتكاملة رفض ذكر اسمه ، ان جائزة سوزان مبارك لادب الطفل سيتم الغاءها هذا العام ، ولم يتخذ قرار بشأنها حتى الان ، سواء من حيث استمرارها مع تغيير اسمها ، او استحداث جائزة جديدة ، خاصة ان هذه الجائزة كان لها اثر كبير فى انعاش سوق نشر كتب الاطفال ، كما انها منحت خلال اكثر من عشر سنوات الى العديد من الرسامين والادباء والشعراء الذين يوجهون ابداعتهم فى مجال كتب الاطفال ، ومن هؤلاء المرحوم الفنان عدلى رزق الله ، الشاعر عبد التواب يوسف ، الاديب يعقوب الشارونى ، دكتور عفاف طبالة ، عبد العال حسن ، والدكتورة فاطمة المعدول وغيرهم .
الممول الحقيقى للجائزة
اضافت الكاتبة الصحفة نادية كيلانى قائلة ان الجوائز بشكل عام لها مردود ايجابى على الكتاب والمبدعين فى جميع المجالات ، اما جائزة سوزان مبارك لادب الطفل فلها قيمة مادية لا يستطيع احد ان يغفلها ، ولكن ليست لها المصداقية المرجوة لانها ضمن نظام حكم فاسد سقطت شرعيته ، ولهذا من الطبيعى بعد احداث ثورة 25 يناير العظيمة التى اطاحت برجال الحكم السابق ، ان يتم ايقاف تلك الجائزة ، لحين معرفة الممول الحقيقى لها ، او الجهة المسئولة عن منحها ، وبهذا يتم اصدارها باسم هذه الجهة ، مشيرة الى ان الاطفال الذين حرموا هذا العام من الجائزة هم على علم ويقين بانها توقفت بسبب الثورة ، وان اى عملية اصلاح يسبقها هدم ثم بناء .
روح الطفولة والخيال الخصب
ويوافقها الراى الشاعر الكبير احمد زرزور الذى يرى ان جائزة سوزان مبارك لادب الطفل كان يغلب عليها طابع المجاملات ، وهذا افقدها مصداقيتها ، واصاب كتاب ادب الاطفال بالاحباط ، خاصة وان هناك بعض الفائزين الذين تكرر فوزهم اكثر من عام بهذه الجائزة ، وكأن مصر عقمت عن انجاب كتاب للاطفال ، مطالبا بالغاء هذه الجائزة وقيام المجلس الاعلى للثقافة باعتباره اهم واكبر قطاع فى وزارة الثقافة باستحداث مسابقة فى فن ادب الطفل مثل المسابقات التى تتم كل عامين فى فن الرواية وفن الشعر فى الوطن العربى ، على ان تكون هذه الجوائز تكون لها قيمة مادية جيدة تشجع الكتاب على الابداع بصورة قوية ، هذا الى جانب استحداث جوائز اخرى لادب الطفل من مؤسسات الدولة مثل المركز القومى للطفل ، الهيئة العامة لقصور الثقافة ، اتحاد الكتاب ، وهذا بهدف ضمان نزاهة ومصداقية تلك الجوائز .
وعن ادب الطفل يقول الشاعر الكبير احمد زرزور انه ادب نوعى يتم تقسيمه الى مراحل عمرية ، وتختلف افكار وطريقة كتابة كل مرحلة عن اخرى حتى تتناسب مع الادراك العقلى للطفل ، ويجب على كاتب الاطفال ان يكون موهوب بصفة عامة فى الكتابة ، ولدية ثقافة موسوعية حتى لا يقدم للطفل معلومات مغلوطة ، تشوه من حصيلته المعرفية ، كما يجب ان يكون لديه خيال خصب يتناسب مع خيال الاطفال ، بالاضافة الى ان يحتفظ بداخله دائما بروح الطفولة حتى تخرج افكارة وكلماته بصورة تتناسب مع براءة الاطفال .
جوائز ذهبية وفضية
والجدير بالذكر ان جائزة سوزان مبارك لادب الطفل تنقسم الى مجالين هما كتب الواقع و كتب الخيال حيث يتم اختيار افضل كاتب ورسام وناشر فى كلا من المجالين ليفوز كل منهم بالجائزة الذهبية وتقدر بمبلغ ثلاثون الف جنيه ، وتليها الجائزة الفضية وتقدر بمبلغ عشرون الف جنيه ، اما الحاصلين على المركز الثالث فتمنح لهم شهادات تقدير
ويحق للجنة التحكيم اختيار احدى الشخصيات من ذوى التاريخ الحافل بالعطاء ، والتى أثرت مجال أدب الطفل لتكريمه عن مجمل أعماله ورحلة عطائه ، حيث يتم منحه جائزة مالية قدرها مائة الف جنيه.
المغزى الأخلاقى و الوطنى
تقوم لجنة من الخبراء المتخصصين والمهتمين بأدب الطفل بمصر بتقييم الاعمال المقدمة من خلال عدة معايير منها ارتباط عنوان العمل بالموضوع، ملاءمة العمل للمرحلة السنية الموجه لها الكتاب من حيث الموضوع واللغة والاسلوب ، الاشارة إلى أية مراجع استخدمت أو أية فقرات ترجمت من مصادر أجنبية ، أن يكون العمل الابداعى ذا مغزى أخلاقى أو وطنى ، أسلوب معالجة الموضوع ومدى ملاءمته لاحتياجات العصر ، دقة وسلامة المعلومات المقدمة بما يؤكد إلمام الكاتب بالمادة التى يكتب فيها ،وخاصة فى الاحداث التاريخية والموضوعات الدينية والحقائق العلمية .
اما معايير تقييم الرسم فتشمل رسم الغلاف ومدى تعبيره عن عنوان الكتاب والمضمون ، مدى ارتباط الرسم بالموضوع والنص، استخدام الألوان بأسلوب مشوق يجذب الطفل ، جمال الرسم كعمل فني ، مدى نجاح الفنان في تبسيط الحقائق العلمية من خلال الرسم ، التعبير الصادق عن الشخصيات والمواقف
اما جائزة سوزان مبارك لأدب ورسوم الأطفال للهواة فتهدف الى اكتشاف وتشجيع الكتاب والرسامين الموهبين ،حيث يتم اختيار أفضل المتنافسين فى الكتابة وكذلك فى الرسم ،ليتم تقديرهم ماديا ومعنويا ،وتقديم العون المطلوب ليتمكنوا من الاحتراف والانطلاق بموهبتهم إلى افاق رحبة.
==
س.س
6 يونيه 2011