في عددين متتاليين من افتتاحيةوطنيتعرض رئيس التحرير لما يجري من أعمال تطوير محطة سيدي جابر بالإسكندرية تحت عنوانإخراج محطة سيدي جابر من الخدمةوماذا يحيق بمحطة سيدي جابر وتناولها من زاويتين الأولي بعين الصحفي الذي التقط ملاحظاته علي ما يجري وتأثيره علي سلامة الركاب والمسافرين أثناء التنفيذ كقضية رأي عام تهم شريحة كبيرة من المسافرين والمترددين علي المحطة,والثانية كمهندس معماري خبير تولدت لديه توجسات خشية أن يفقد المبني التاريخي طابعه الهندسي والمعماري,فجاءت تساؤلاته عن التعديلات في أرصفة الوصول والسفر ثم مدها بعد النطاق المعروف للمحطة,كما أن طول الرصيف لا يمتد لتغطية كل عربات القطار,ونوه عن توقف النفق المستخدم في العبور حيث يتم العبور من خلال نقطة معينة تعرض الركاب للخطر,وتساءل لماذا لم يتم إنشاء كوبري معدني مؤقت بدلا من النفق؟أو لماذا لم يتم إيقاف تشغيل المحطة لحين الانتهاء من الأعمال والاكتفاء بالمحطة الرئيسيةمحطة مصر بالإسكندرية؟أما تساؤلاته من الزاوية الثانية عن مدي الحفاظ علي الطابع الهندسي والمعماري للمحطة ذات القيمة التاريخية وعن كيفية حساب المكاسب والخسائر إزاء احترام معايير التنمية المعمارية وعدم إهدار الثروة المعمارية وكيف تعامل المهندسون القائمون علي المشروع مع واقع المبني الأصلي للمحطة ومصير مبني المحطة الأصلي وكيف يتم دمجه مع المشروع الجديد؟
وطنيذهبت إلي موقع الأعمال والتقت بالمسئولين والقائمين علي المشروع…إلتقينا بالمهندس يحيي محمد عبد العظيم رئيس الإدارة المركزية بسكك حديد غرب الدلتا الذي قال:
خططت وزارة النقل لتطوير جميع المحطات في عواصم المحافظات بحيث تكون وحدات إنتاجية اقتصادية تدر عائدا لهيئة السكك الحديدية,ومحطة سيدي جابر في هذا الموقع الاستراتيجي الذي تشغله كان هناك تفكير لتحويلها لمشروع يدر عائدا اقتصاديا… المبني القديم سيظل كما هو وسيتم تجديده للمحافظة علي نفس الطابع وسيتم بناء دورين فوق الجزء الخاص بشريط السكة الحديد يشتملان علي أنشطة تجارية وكافتريات وخدمات مع عمل جراج لانتظار السيارات في المنطقة المجاورة للمحطة. المشروع بدأ تنفيذه أول يناير2009 وينتهي بنهاية يونية 2010 بتكلفة 70مليون جنيه.
وعن مشكلة طول الرصيف الذي لا يمتد إلي جميع عربات القطارات,قال:بعد الانتهاء من وضع الأساسات والقواعد الخرسانية والإنشاءات سيتم إعادة الشئ إلي أصله وخلال شهرين كل العربات ستغطي الرصيف بل إن الرصيف سيزيد,فحاليا عربة القطار الأخيرة معارضة لتبليط المزلقان الحالي!!.
وعن توقف النفق قال:هذا الوضع كان لابد منه لتسهيل الأعمال الجارية ووضع الشدات المعدنية لأنها موجودة علي الرصيف وتعوق حركة الجمهور,وسيتم فتح النفق ما بين رصيف 4ورصيف1الذي يصل إلي الشارع وميدان المحطة مباشرة بعد تجهيز النفق خلال شهر(!!).
وعن تعرض الركاب للخطر أثناء عبورهم من نقطة معينة علي شريط السكة الحديد في الاتجاهين قال:هذا معمول حسابه فالقطار يهدئ سرعته لتصل إلي8كيلو مترات في الساعة,وقائد القطار يصطحب معداوية(!!) وهناك ضوابط وإجراءات تتخذها الهيئة للمحافظة علي أرواح وسلامة المواطنين أثناء عبورهم من رصيف 4 إلي خارج المحطة,فسرعة القطار 8كيلو في الساعة تسمح للسائق بالتوقف عند عبور أي مواطن للمزلقان والمعداوية يعمل كنترول علي السائق,أما فكرة إنشاء كوبري معدني فغير مجدية لأنه من غير المعقول أن نعمل كوبري علوي ثم نزيله(!!) هذه أموال مهدرة بينما هناك نفق سوف يخدم ما بين الأرصفة سيتم افتتاحه بعد ترميمه(!!) كما أن الكوبري العلوي فكرة غير مجدية والمواطنون لا يستخدمونه ويعبرون من شريط السكة الحديد(!!) وعن لماذا لم نغلق محطة سيدي جابر والاكتفاء بمحطة مصر حتي الانتهاء من الأعمال الجارية قال:سيدي جابر هي المحطة الرئيسية بالإسكندرية و90% من الركاب يستخدمونها كما أن هذا صعب وأيضا ليس هناك تعارض بين أعمال الإنشاءات الجارية واستخدام المحطة في نقل الركاب(!!).وعن التناسق بين المبني القديم والجديد قال:سيكون هناك تناسق معماري وحضاري يربط بين القديم والجديد بحيث يحتفظ مبني المحطة الأصلي بطابعه ولا يحدث في هيئته تغيير وسيتم الحفاظ علي شكل المحطة ووضعها التاريخي والمعماري,كما أن هناك تكليفا من السيد وزير النقل بأن تتولي كلية الهندسة الإشراف علي هذه الأعمال,ومجموعة المهندسين الذين قاموا بتصميم الأعمال الجديدة حرصوا علي أن يتلاءم التصميم مع المحطة الحالية وهو مشروع عملاق حضاري علي غرار محطات السكك الحديد بالعواصم العالمية.
*التقينا بالمهندس سامي شهاب نائب مدير فرع الإسكندرية بشركة المقاولون العرب القائمة علي تنفيذ المشروع والذي قال:المبني الرئيسي للمحطة سيحتفظ بطابعه من الخارج وستجري له أعمال صيانة داخلية وتجديدات فتطوير المحطة كان لابد منه لمواكبة التقدم الحضاري في الوقت الذي نحافظ علي التراث المعماري للمبني لابد من مواكبته ومراعاة الزيادة السكانية وتزايد المستخدمين لمحطة سيدي جابر فلابد من عمل توسعة وزيادة الخدمات. لقد تم تغطيةالمحطة بالكامل وبناء دورين يشتملان علي كافتريات ومطاعم واستراحات وسلالم ومشايات كهربائية والمبني به تكييف مركزي كما تم إضافة جراج من 4طوابق يسع 600 سيارة ضمن خطة تطوير المنطقة أمام المحطة.