افتتح د.زاهي حوس أمين عام المجلس الأعلي للآثارومحافظ الإسكندرية اللواءعادل لبيب مشروع تطوير منطقة عمود السواري الأثرية بتكلفة 15مليون جنيه. وأوضح د.حواس أن مشروع الترميم اشتمل علي ترميم العمود وقاعدته والمكتبة الملحقة به ومنطقة قدس الأقداس وتمثال أبو الهول الموجود أمام العمود,كما تم تطوير المنطقة ككل لتسهيل الزيارة فتم إعداد مسار للزيارة وتطوير مبني الكافيتريا والمنطقة المحيطة بها.
كما وضع حجر أساس متحف الموازييك الذي سيتم بناؤه أمام باب شرق وسيعرض هذا المتحف 25لوحة من الموازييك ترجع للعصر البطلمي واليوناني والروماني بالإضافة إلي معبد الرأس السوداء التي تم نقلها إلي المنطقة.
وتفقد د.حواس ومحافظ الإسكندرية الأعمال الجارية في متحف المجوهرات الملكية بالإسكندرية تمهيدا لافتتاحة قريبا بعد الانتهاء من مشروع التطوير والترميم الذي يتضمن أحدث نظم العرض المتحفي في العالم لعرض قطع المجوهرات الخاصة بأسرة محمد علي.
ومن جانبه أضاف الدكتور خالد غريب المدرس بقسم الآثار المصرية بكلية الآثار جامعة القاهرة أن عمود السواري يعد من أشهر المعالم الأثرية في الإسكندرية حيث أقيم فوق تل باب سدرة بين منطقة مدافن المسلمين الحالية والمعروفة باسم مدافن العمود وبين هضبة كوم الشقافة الأثرية. ويصل طوله إلي حوالي 27مترا ومصنوع من حجر الجرانيت الأحمر,وأقيم تخليدا للإمبراطور دقلديانوس في القرن الثالث الميلادي. وهو آخر الآثار الباقية من معبد السيرابيوم الذي أقامه بوستوموس,كما يعتبر أعلي نصب تذكاري في العالم ويعود للعصر الروماني.
وأشار دكتور خالد غريب إلي أن تسمية العمود باسم عمود السواري تعود إلي العصر العربي حيث يعتقد أنها جاءت نتيجة ارتفاع هذا العمود الشاهق بين 400عمود آخر وهو ما يشبه صواري السفن ولذلك أطلق عليه العرب عمود الصواري والتي حرفت فيما بعد إلي السواري. كما عرف عمود السواري خطأ منذ الحروب الصليبية باسم عمود بومبي ويرجع هذا الخطأ إلي أن الأوربيين ظنوا أن رأس القائد الروماني بومبي -الذي هرب إلي مصر فرارا من يوليوس قيصر وقتله المصريون- قد وضعت فوق تاج العمود.
وأوضح دكتور خالد غريب أن جسم العمود عبارة عن قطعة واحدة قطرها عند القاعدة 2.7مترا, وعند التاج 2.3مترا. ويبلغ الارتفاع الكلي للعمود بما فيه القاعدة حوالي 26.9مترا. وفي الجانب الغربي من العمود قاعدتان يمكن الوصول إليهما بسلم تحت الأرض كما يوجد تمثالان متشابهان لأبي الهول مصنوعان من الجرانيت الوردي يرجع تاريخهما إلي عصر بطليموس السادس علي أحدهما نقش للملك حور محب من الأسرة الثامنة عشر.