تتواصل الأحداث بين الماضي والحاضر, الأمن والاستقرار الظاهري والفوضي والفتنة الحالية وتتعدد الأسئلة لكنها تدور حول محور واحد هل خسرنا الثورة خسرناها بسبب البلطجة, والفتنة الطائفية, واختفاء الشرطة, وكأن تلك الأحداث دمي تحركها أيد خفية كما تشاء, حتي ندرك أننا خسرنا اعتصامات استمرت أياما وليال طويلة, وشهداء سفكت دماؤهم علي أرض مصر, ونظام سقط بأكمله, وتحقيقات مع كل يد ملوثة دون انحياز لأي شخصية ودون تفرقة عنصرية, وربما تلك الأحداث المريبة شيء متوقع حدوثه, كما يقال دائما أي ثورة لها إيجابيات وسلبيات, ورغم جميع الأحداث يتظاهر الآلاف من كل جمعة في نهاية الأسبوع في ميدان التحرير حتي يقوموا بتوجيه الثورة للمسار الصحيح مطالبين بالحفاظ علي الثورة ورفعها فوق مستوي السلبيات, يجتمعون يدا واحدة دون فرق بين تيار وآخر, وهكذا ينفون أي خلاف طائفي مرددين الكل سواسية أمام العدل والحرية, ومن مطالبهم المحاكمة السريعة لرموز الفساد من النظام السابق… وحول تقييم مكاسب وخسائر الثورة, وما جري وما يجري عقب قيام الثورة, تعددت الآراء ووجهات النظر:
فيري محمد مصطفي – ليسانس حقوق لم نخسر الثورة وتلك الأحداث مدبرة وناتجة عن سوء فهم ووعي ثقافي, كما أنها اتجاهات فردية بعيدة عن أهداف الثورة وصالح الوطن, ومن الضروري أن نترابط ونتكاتف حتي نصبح يدا واحدة ونعبر بثورتنا للأمان.
وقال بولا حسني بكالوريوس تجارة هناك الكثيرون لا بدركو ثقافة الثورة ومميزاته,ونساق البعض مؤخرا وراء تيارات عالية الصوت لذلك اختفي المسار الصحيح للثورة وهو العدل والحرية والمساواة للجميع وأري أن تلك الأحداث لم تدبرها أي جهة بل المدبر الوحيد لها هو الجهل وقلة ثقافة بعض قطاعات الشعب المصري, ويجب علينا أن ننظر للوطن قبل فوات الأوان بنشر الثقافة والتعليم حتي ندرك ماذا نفعل ومتي نقول نعم ومتي نقول لا, ونمحي الجهل بجميع أنواعه وقتها سيعي العقل المصري معني المساواة وعدم التمييز بين طائفة وطائفة أخري.
وقال أحمد حلمي – ليسانس حقوق الثورة ناجحة 100% وتلك الأحداث مجرد وسيلة ضغط من النظام السابق حتي ندرك أننا خسرنا الثورة, ولكننا مع بداية الثورة كنا نتوقع حدوث تلك الأحداث من انفلات أمني, وانهيار اقتصادي, وفتنة طائفية, ولكن لن تصاب مصر بأي مكروه فهي بلد الأمان كما ذكر في الكتب السماوية, وحتي نحمي الثورة يجب علي المسئولين وضع دستور وإجراء الانتخابات, وتغليب مصلحة مصر العليا علي أي أهواء أو ميول شخصية.
وقال كيرلس عهدي – ليسانس حقوق يجب أن نعرف أن للثورة إيجابيات كثيرة ومن أهمها القضاء علي الفساد, التحقيق مع كبار المسئولين الفاسدين دون استثناء, والثورة كسرت قيود الصمت وتسعي للتغيير الشامل, وبكل أسف تغير مسار الثورة سريعا بعد بروز التيارات الدينية المتطرفة, ومحاولاتها القفز علي مكاسب الثورة, وعدم وجود جهاز أمني قوي يثق به الشعب وهذا أدي للفوضي, وظهور المطالب الفئوية التي تعطل العمل, وبالتأكيد فالنظام السابق له يد فما يحدث, لأنه حتي الآن له أتباع وأنصار ومن الضروري منع المظاهرات الفئوية حتي لا تتأثر عجلة الإنتاج, والشفافية في التعامل مع وسائل الإعلام المختلفة, وإنشاء جهات رقابية للإشراف علي بعض المرافق الاقتصادية بالدولة, ويجب وضع دستور جديد يتفاعل مع المجتمع المصري الجديد.
وأشار كيرلس سامي – كلية علوم أن الثورة بدايتها كانت ثورة سلمية ليست لها أغراض فردية, وكانت أغراضها كلها في مصلحة الوطن أولا, ولكن بعد فترة تسللت جماعات مشبوهة قامت بتخريب الوطن وحرق منشآته, وكثير من السلوكيات الوخيمة كالفتنة والنهب واعتصامات كثيرة, ويجب علينا في هذه الفترة نشر الوعي الوطني بكل وسائله.
شارك معنا في الحوار دكتور عبدالرؤوف الضبع – أستاذ علم الاجتماع قائلا: إن تلك الأحداث طبيعية تصاحب أي ثورة, فالثورة معناها هدم نظام قديم وبناء نظام جديد, فهذه الأمور متوقعة لمدة محدودة وعلينا أن نحترس من الإثارة الإعلامية, ويجب علي الإعلام ألا يقوم بالإثارة ويسعي لتأكيد المساواة ومعني المساواة أنا مصري فقط, ويجب أن يدعم الإعلام هذه الثقافة بيننا, وبكل تأكيد تلك الأحداث من فعل النظام السابق, وهو الآن يلعب بعقل المواطنين, وعلينا نحن المصريين تقبل الآخر وأن نقف يد واحدة أمام تلك العقبات, وإذا عرف المواطن المصري أنه له حقوق وعليه واجبات ستصبح مصر في تقدم.
وأشار نبيل زكي – المتحدث الرسمي باسم حزب التجمع إلي أن الثورة في حاجة إلي عملية إنقاذ تتطلب ما يلي, تطبيق القانون بحيث يكون موضع احترام الجميع دون استثناء, وإعادة بناء المنظومة الأمنية علي أسس جديدة وإصدار القوانين التي وعد بها المجلس العسكري بالحكم بأقصي العقوبة لجرائم البلطجة وكل من يخلق الفتنة بين الشعب, وعدم التمييز بين مواطن وآخر علي أساس الدين أو المواطنة أو الجنس, وأن تكون الانتخابات علي أساس القائمة النسبية المفتوحة حتي تسود المساواة بين جميع طوائف الشعب, ولا بأس بالتظاهرات في التحرير كل جمعة بشرط واحد أن تكون من أجل قضية كبري, ويجب أن جتمع صفوف الأحزاب السياسية والحركات السياسية والأحزاب الجديدة, بحيث نتكلم جميعا بصوت واحد علي أساس برنامج مشترك لمصر حتي يرجع الأمان والاستقرار للوطن.