في رابطة غريبة كشفت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية أن هناك علاقة بين تراجع معدلات الزواج وزيادة عدد الأفراد الذين يعيشون بمفردهم في بريطانيا من ناحية وبين تلوث البيئة وارتفاع معدلات التلوث من ناحية أخري, حيث إن الأفراد الذين يعيشون بمفردهم أكثر المستهلكين للطاقة والأدوات المنزلية وأكثر المنتجين للنفايات والغازات الضارة بالبيئة, وتحذر الصحيفة من أن أساليب حياتهم المنفردة باتت تخلق قنبلة موقوتة.
ففي دراسة أعدها باحثون من جامعة كامبردج تقول الإحصائيات إن الفرد الذي يعيش بمفرده في بريطانيا يستهلك منتجات وسلعا منزلية بزيادة قدرها 38%, ويستخدم مواد تغليف قدرها 45%, كما يزيد استهلاكه من الغاز الطبيعي بنسبة 60%, ويتم احتساب النسبة بالمقارنة بمتوسط استهلاك الشخص الذي يعيش في أسرة مكونة من أربعة أفراد.
وبينما ينتج الشخص الذي يعيش بمفرده نحو 1600 كيلو جرام نفايات سنويا, فإن ما ينتجه الشخص في الأسرة المكونة من أربعة أفراد لا يزيد علي 1000 كيلو جرام كمتوسط.
من ناحية أخري تشير الأرقام إلي أن نسبة الأسر المكونة من فرد واحد تزايدت خلال العقود الثلاثة الماضية من 17% عام 1975, إلي 30% عام 2005, ويتوقع الخبراء أن ترتفع النسبة لتصل بعد عشرين عاما. إلي أكثر من 45% وهو ما ينطبق علي العديد من الدول خاصة بعد ارتفاع سن الزواج.
لإيجاد حلول لهذه المشكلة قال روبرت سكان خبير شئون البيئة: إن الحل لا يكمن في إقناع هؤلاء بالزواج وتكوين أسرة, فهذا يحتاج إلي تغيير ثقافي واجتماعي يتطلب وقتا طويلا. وهناك حلول قصيرة الأمد وفعالة بيئيا يمكن اللجوء إليها مثل الترويج إلي السكن الجماعي في تجمعات مصممة جيدا تراجع اعتبارات البيئة والحفاظ علي الصحة العامة. ويمكن تشجيعهم علي ذلك من خلال المزايا والإعفاءات المتعلقة بالإيجارات والضرائب.
أما ويليامز جو الأستاذ بجامعة كامبردج فيؤكد أنه يمكن إقناعهم بمزايا السكن الجماعي, إذا تم تصميمه بشكل يضمن الخصوصية وخاصة غرف النوم والحمامات, علي أن يكون استخدام المطبخ والأجهزة المنزلية بصورة تعاونية علي نحو يوفر نسبة كبيرة من الطاقة ويقلل النفايات المنتجة.