قام مسلمو قرية النواهض التابعة لمركز أبو تشت بمحافظة قنا بالاعتداء علي أقباط القرية عشية عيد الأضحي المبارك بسبب ما تردد عن وجود علاقة بين شاب مسيحي وفتاة مسلمة- لم تثبت صحتها- وأسفر الهجوم عن حرق أكثر من 15منزلا ونهب بعض الممتلكات والماشية, وقامت قوات الأمن بالتدخل وفرض حظر التجوال داخل القرية, والقبض علي مجموعة من مثيري الشغب وتباشر النيابة التحقيق في الوقت الذي تجري فيه مساعي للصلح بين الجانبين.
سرت الشائعة يوم الأحد الماضي حين ردد بعض أهالي القرية أن الفتاة والشاب تربطهما علاقة غير شرعية, وأنهما يتجهان إلي مدافن القرية من أجل ذلك, فذهب عمدة القرية- ذو صلة قرابة بالفتاة- وقام باحتجاز الشاب والفتاة داخل دوار العمودية, وتم إبلاغ الأمن الذي قام بالتحفظ علي الفتاة والشاب بمقر أمن الدولة.
مر اليوم بهدوء وجاء يوم الاثنين حيث بدأ الاستعداد للاحتفال بليلة العيد وأيقن الجميع بمرور الأزمة, لكن مساء الاثنين جاءت الأنباء بوجود تجمعات من المسلمين في القرية والأوضاع تنذر بخطر, وقبل تحرك قوات الأمن التي تم إبلاغها علي الفور حدث هجوم علي منازل الأقباط باستخدام زجاجات البنزين وأسطوانات الغاز ولأن منازل الريف يغطيها البوص والعشب اليابس تزايدت الحرائق وأسفرت عن حرق 15 منزلا للأقباط.
وصلت قوات الأمن إلي القرية ومعها سيارات الإطفاء التي قامت بإخماد الحرائق, وقامت قوات الأمن بالقبض علي شخصين يحملان أسلحة آلية, وتم فرض حظر التجوال داخل القرية وتباشر النيابة التحقيق مع مثيري الشغب.
تساءل الأنبا كيرلس -أسقف نجع حمادي- عن موقف عمدة القرية- عبد المنعم طنطاوي -الذي ساهم في تحريك هذه الاعتداءات رغم أنه رجل أمن, وأضاف أن ما حدث غير مبرر لأنه لا توجد أية علاقة بين الشاب والفتاة, واستنكر عقاب جميع أقباط القرية دون ذنب لاسيما أن المنطقة تمر باحتقان منذ أحداث فرشوط وأحداث نجع حمادي الأمر الذي يدعو إلي سرعة المطالبة بتطبيق عقوبات رادعة لكل من يحاول إثارة الفتنة أو الاعتداء علي الآخر.
قال شهود العيان إنه لم تحدث أية إصابات بشرية وإن الخسائر جميعها تركزت في الممتلكات وأشاروا إلي أن قوات الأمن ألقت القبض علي مجموعة من المعتدين وتم تحويلهم للنيابة, كما تم احتجاز الشاب المسيحي داخل مقر أمن الدولة لاحتواء الأوضاع.