تتجه الأنظار إلي الولايات المتحدة بعد غد الثلاثاء للتعرف علي الرئيس الجديد للولايات المتحدة خلفا للرئيس الحالي جورج بوش,وهناك اهتمام خاص بالمرشحين لمنصب نائب الرئيس لظروف مختلفة,أهمها أن جون ماكين المرشح الجمهوري يعاني من بعض الأمراض وكبير السن,وفي حالة وصوله للرئاسة وحدوث مكروه له ستحل محله نائبته سارة بيلين,ونفس الأمر لمرشح الحزب الديموقراطي باراك أوباما,حيث أنه تعرض لمحاولتي اغتيال,وهناك مخاوف من تعرضه لمكروه بسبب بشرته السمراء,وبالتالي سيحل جو بادين محله,ومن ثم أصبح منصب نائب الرئيس له أهمية كبيرة لا تقل عن أهمية منصب الرئيس.
يضطلع نائب الرئيس الأمريكي -الذي يحل في المرتبة الأولي بعد الرئيس- بدور أساسي في المؤسسات الأمريكية حتي وإن لم يكن يتولي رسميا أي دور تنفيذي,ويتولي نائب الرئيس منصب رئيس مجلس الشيوخ الأمريكي إلا أن دوره إجرائي إذ يفترض ألا يتدخل في مناقشات المجلس. وفي حال تساوي الأصوات في مجلس الشيوخ, يمكن لنائب الرئيس المشاركة لتفادي عرقلة عملية التصويت.
ولا يقتصر دور نائب الرئيس علي هذه المهمة الفخرية,فقد تولي آل جور نائب الرئيس السابق بيل كلينتون الإشراف علي برامج مهمة في مجال تكنولوجيا معلوماتية وبيئية جديدة, في حين كان لنائب الرئيس ديك تشيني سلطات أكبر من السلطات التي منحت لأي من أسلافه,كما تنص المادة الثانية في الدستور علي أنه ##في حال إقالة أو وفاة أو استقالة الرئيس أو عدم قدرته علي تولي مهامه والقيام بواجباته, يعهد بهذه المهام إلي نائبه##,في عام 1967, جاء في التعديل الـ25 للدستور أنه ##في حال إقالة أو وفاة أو استقالة الرئيس يصبح نائبه رئيسا##.
نظرا لإمكانية توليه منصب رئاسة البلاد, ينبغي أن تتوافر في نائب الرئيس الأمريكي نفس المواصفات المطلوبة في الرئيس, أي أن يكون مواطنا أمريكيا مولودا في الولايات المتحدة وألا يقل عمره عن 35 سنة وأن يكون أقام في أمريكا 14 سنة علي الأقل,كما يجيز التعديل الـ25 للدستور لنائب الرئيس أن يحل مؤقتا مكان الرئيس في حال حصول عقبات مؤقتة.
يتم انتخاب نائب الرئيس والرئيس في الوقت نفسه, إلا أن نائب الرئيس لا ينتخب دائما, فإذا أصبح نائب الرئيس رئيسا, يتوجب عليه أن يعين شخصا في هذا المنصب بموافقة مجلس الشيوخ,ويعد منصب نائب الرئيس في أغلب الأحيان ممرا إلي الرئاسة حيث تمكن 14 نائب رئيس من الوصول لسدة الرئاسة بينهم تسعة بعد استقالة الرئيس أو وفاته.
* جو بايدن:
جو بايدن من مواليد 20 نوفمبر 1942 سيناتور أمريكي عن الحزب الديموقراطي, ويرأس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي,اختاره مرشح الحزب الديموقراطي لانتخابات الرئاسة باراك أوباما ليكون نائبا للرئيس في حال انتخابه رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية.
ويعتبر من الليبراليين المعتدلين بشكل عام في توجهاته السياسية,أما عن آرائه بالقضايا المطروحة فهو فيما يتعلق بالطاقة يعارض التنقيب عن النفط في محميات ألاسكا مفضلا البحث عن مصادر طاقة جديدة,ويؤيد منح تأشيرات للعمال الزائرين, ولكنه يدعم فكرة السور علي الحدود مع المكسيك,وكان من بين من صوتوا لصالح غزو أفغانستان عام 2001 والعراق عام 2003,ومن دعاة تقسيم العراق إلي ثلاث فيدراليات (كردية وسنية وشيعية),وفيما يتعلق بملف دارفور فهو يؤيد فكرة إرسال قوات أمريكية إلي السودان,أما بخصوص القضية الفلسطينية فهو معروف بتأييده الشديد لإسرائيل, كما أنه من أنصار حل الدولتين,ويؤيد الخيار الدبلوماسي في الأزمة الايرانية,مع استخدام أسلوب العقوبات.
سطر بايدن خلال حياته المهنية في مجلس الشيوخ سجلا ليبراليا في معظمه, وبالرغم من أنه محبوب من قبل الجمهوريين وتعاون مع أعضاء الحزبين في مجلس الشيوخ إلا أنه كان يدعم حزبه في المقام الأول,فقد صوت علي سبيل المثال, كما تقول جريدة الواشنطن بوست,إلي جانب الديموقراطيين في الكونجرس الحالي, 96.6% من إجمالي مشاركته في التصويت داخل المجلس,وكتب مايكل جوردون في جريدة النيويورك تايمز أن بايدن ##يعتبر علي نطاق واسع, أمميا متحررا غير متزمت التفكير, وقد أكد علي الحاجة إلي الدبلوماسية, ولكنه كان مستعدا أحيانا لمساندتها بالتهديد باستخدام القوة.##
ركز بايدن في سنواته الأولي في مجلس الشيوخ علي القضايا المحلية, لا سيما الحريات الشخصية, وفرض تطبيق القانون, والحقوق المدنية,وقد أصبح عضوا في اللجنة القضائية التابعة لمجلس الشيوخ في عام 1975, وكان رئيسها من عام 1987 إلي عام .1995 وأهم إنجازات بايدن التشريعية خلال هذه الفترة, كان قانون مكافحة العنف ضد النساء 1994, الذي صاغه بنفسه ومثل نقطة تحول اجتماعي, وقد وفر هذا القانون مليارات الدولارات من الخزينة الفدرالية لمكافحة الجرائم التي تقع بسبب اختلاف الجنسين (جرائم ضد النساء عادة),ولكن بايدن كان يخرج أحيانا عن الرأي الليبرالي التقليدي, فعلي سبيل المثال كان مؤيدا قويا لقوانين أكثر صرامة بالنسبة للعقوبات المتعلقة بقضايا المخدرات, كما عارض نقل التلاميذ في حافلات إلي مدارس خارج أحيائهم بهدف تحقيق الدمج العنصري في المدارس رغم أنه أكد في نفس الوقت التزامه بالحقوق المدنية.
حقق بايدن مكانة مرموقة في مجلس الشيوخ في مجال الشؤون الخارجية,فقد ظل منذ العام 1975 عضوا في لجنة العلاقات الخارجية ذات النفوذ التابعة لمجلس الشيوخ, وشغل منصب رئيسها من العام 2001 وحتي العام 2003, ومن العام 2007 حتي الآن,وتم تعيين أوباما في هذه اللجنة بعد أن تم انتخابه لعضوية مجلس الشيوخ في العام 2004, وتعرف علي بايدن جيدا أثناء عملهما معا فيها,ويرأس أوباما حاليا لجنة أوربا الفرعية التي كان بايدن يرأسها سابقا,ولكن أوباما وبايدن اختلفا حول قضية أساسية من قضايا السياسة الخارجية, حيث قام بايدن خلال فترة وجوده في لجنة العلاقات الخارجية التابعة لمجلس الشيوخ برحلات كثيرة إلي الخارج وله علاقات تصل إلي حد استخدام الأسماء دون أي ألقاب, ليس فقط مع العديد من القادة الأجانب, وإنما أيضا مع نائبيهم وكبار مساعديهم ,إضافة إلي قادة المعارضة,وعالج قضايا مهمة مثل الحد من التسلح, وانتشار الأسلحة النووية, وتوسيع الناتو, وتنافس القوي العظمي, والعلاقات الأمريكية مع العالم الثالث,كما كان مؤيدا قويا لمبادرة مكافحة الإيدز العالمية, ومن أوائل المؤيدين للجهود الدولية للسيطرة علي انبعاثات غاز الكربون وظاهرة الاحتباس الحراري,ووضع بايدن أول تشريع مقترح للسيطرة علي المناخ قبل عقدين, كما ساند عموما معاهدات التجارة الحرةواهتم كثيرا بالقارة السمراء,وكان من أوائل منتقدي نظام التمييز العنصري في جنوب إفريقيا. وأيد اتخاذ إجراءات أقوي لوقف إراقة الدماء في دارفور.
تقدم للترشيح في الانتخابات التمهيدية للحزب للرئاسة مرتين, الأولي في العام 1988 والثانية في الانتخابات الجارية,ولكنه انسحب من السباق بعد اجتماع الحزب الديموقراطي الانتخابي في ولاية أيوا,وسوف يكون بايدن في حال انتخابه,أول نائب كاثوليكي لرئيس الولايات المتحدة وأول نائب للرئيس من ولاية ديلاوير.
* سارة بيلين :
تشغل سارة بيلين ـ من مواليد 11 فبراير 1964ـ منصب حاكم ولاية ألاسكا,وستصبح أول امرأة تنتخب نائبا للرئيس إذا فازت,وانتخبت بيلين حاكمة لولاية ألاسكا في العام 2006 لتصبح أول امرأة تقود ألاسكا من منصب حاكم الولاية.
دفعت خبرة بيلين التنفيذية مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة جون ماكين إلي اختيارها لخوض المعركة الرئاسية إلي جانبه كنائبة للرئيس, إضافة إلي خبرة تشريعية,فقد خدمت بيلين فترتين كعضو في مجلس مدينة واسيلا المحلي ,كما خدمت لفترتين رئيسة للبلدية وترشحت بيلين لانتخابات حاكم الولاية في خريف عام 2006 بعد فوزها في انتخابات الحزب الجمهوري التمهيدية ضد شاغل المنصب الحاكم فرانك موركويسكي,وهزمت حاكما سابقا خدم في منصبه فترتين, في الانتخابات العامة التي خاضتها علي أساس برنامج إصلاحي.
سجلت بيلين خلال حياتها السياسية سجلا أغلبه محافظ, لا سيما في ما يتعلق بالقضايا الاجتماعية. وهي عضو منذ وقت طويل في الجمعية الوطنية لحمل السلاح (NRA), وهي مجموعة ضاغطة تؤيد حقوق مالكي الأسلحة,وهي تعارض الإجهاض وتنتمي إلي منظمة نسائية ضد الإجهاض تدعي Feminists Lifefor ,كما أنها تعارض زواج المثليين,وتحظي بشعبية لدي سكان ولاية ألاسكا, وكانت تحرز دوما تقييما جيدا لسياساتها وكيفية تأديتها لوظيفتها حتي بين سكان مناطق الولاية الحدودية المتسمين بالخشونة والقسوة.
جاء في نبذة عن حياتها نشرتها مجلة ألاسكا أنها ##سياسية مجتهدة, ومؤيدة لرجال الأعمال في القطاع الخاص, وقد جعلها مظهرها الودود مقبولة في نظر الرجل الخشن صاحب الشاحنة الخفيفة المألوف في ولاية ألاسكا.
وصفها ماكين لدي إعلانه عن اختيار بيلين نائبة للرئيس بأنها مستقلة مثله إلي حد كبير, مدت يدها إلي الديموقراطيين في مجلس الولاية التشريعي وعملت معهم لإنجاز الأمور,وأشاد ماكين بها كامرأة تتصف ##بحنو كبير## وتحارب ##ضد الفساد## وقد وصفت بيلين نفسها ##كأم هوكي## (أي تأخذ أولادها لممارسة لعبة الهوكي الشعبية في ألاسكا) هدفها ##تحدي الوضع الراهن, وخدمة الصالح العام.## وأشادت في الملاحظات التي أدلت بها, بمواقف ماكين تجاه إيران والعراق والأزمة الأخيرة في جورجيا.
ونقل ديفيد بيتس الصحفي البارز في الولايات المتحدة عن الصحفيين الأمريكيين أنهم اعتبروا اختيار ماكين امرأة لتكون مرشحة الحزب الجمهوري لمنصب نائب الرئيس محاولة للتقرب من مؤيدي هيلاري كلينتون الساخطين والذين أصيبوا بخيبة أمل لعدم وجود اسم كلينتون علي البطاقة الديموقراطية نائبة للمرشح للرئاسة أوباما,وأشارت بيلين بشكل محدد إلي حملة كلينتون الفاشلة, قائلة إنه بالتصويت لماكين- بيلين, ##فإنه يمكننا أن نحطم ذلك السقف الزجاجي## الذي أحدثت كلينتون شقوقا فيه,ويشير ##السقف الزجاجي## إلي عائق غير مرئي يمنع النساء والأقليات من الارتقاء إلي مناصب قيادية,وكانت هيلاري كلينتون تأمل أن تخترق السقف الزجاجي بالفوز بأهم منافسة, المنافسة المؤدية إلي رئاسة الولايات المتحدة.
كما نقل عن مساعد ماكين أن بيلين ستجعل الجمهوريين أكثر قدرة علي التنافس في الولايات الغربية الجبلية,كما قالوا إن صغر سن بيلين نسبيا, وهي تبلغ من العمر 44 عاما, أصغر بثلاث سنوات من أوباما, أمرا مهما بالنسبة لماكين الذي قدمها للشعب الأمريكي .
هاني دانيال
بسبب سن ماكين وأصول أوباما:
أهمية خاصة لمنصب نائب الرئيس
تتجه الأنظار إلي الولايات المتحدة بعد غد الثلاثاء للتعرف علي الرئيس الجديد للولايات المتحدة خلفا للرئيس الحالي جورج بوش,وهناك اهتمام خاص بالمرشحين لمنصب نائب الرئيس لظروف مختلفة,أهمها أن جون ماكين المرشح الجمهوري يعاني من بعض الأمراض وكبير السن,وفي حالة وصوله للرئاسة وحدوث مكروه له ستحل محله نائبته سارة بيلين,ونفس الأمر لمرشح الحزب الديموقراطي باراك أوباما,حيث أنه تعرض لمحاولتي اغتيال,وهناك مخاوف من تعرضه لمكروه بسبب بشرته السمراء,وبالتالي سيحل جو بادين محله,ومن ثم أصبح منصب نائب الرئيس له أهمية كبيرة لا تقل عن أهمية منصب الرئيس.
يضطلع نائب الرئيس الأمريكي -الذي يحل في المرتبة الأولي بعد الرئيس- بدور أساسي في المؤسسات الأمريكية حتي وإن لم يكن يتولي رسميا أي دور تنفيذي,ويتولي نائب الرئيس منصب رئيس مجلس الشيوخ الأمريكي إلا أن دوره إجرائي إذ يفترض ألا يتدخل في مناقشات المجلس. وفي حال تساوي الأصوات في مجلس الشيوخ, يمكن لنائب الرئيس المشاركة لتفادي عرقلة عملية التصويت.
ولا يقتصر دور نائب الرئيس علي هذه المهمة الفخرية,فقد تولي آل جور نائب الرئيس السابق بيل كلينتون الإشراف علي برامج مهمة في مجال تكنولوجيا معلوماتية وبيئية جديدة, في حين كان لنائب الرئيس ديك تشيني سلطات أكبر من السلطات التي منحت لأي من أسلافه,كما تنص المادة الثانية في الدستور علي أنه ##في حال إقالة أو وفاة أو استقالة الرئيس أو عدم قدرته علي تولي مهامه والقيام بواجباته, يعهد بهذه المهام إلي نائبه##,في عام 1967, جاء في التعديل الـ25 للدستور أنه ##في حال إقالة أو وفاة أو استقالة الرئيس يصبح نائبه رئيسا##.
نظرا لإمكانية توليه منصب رئاسة البلاد, ينبغي أن تتوافر في نائب الرئيس الأمريكي نفس المواصفات المطلوبة في الرئيس, أي أن يكون مواطنا أمريكيا مولودا في الولايات المتحدة وألا يقل عمره عن 35 سنة وأن يكون أقام في أمريكا 14 سنة علي الأقل,كما يجيز التعديل الـ25 للدستور لنائب الرئيس أن يحل مؤقتا مكان الرئيس في حال حصول عقبات مؤقتة.
يتم انتخاب نائب الرئيس والرئيس في الوقت نفسه, إلا أن نائب الرئيس لا ينتخب دائما, فإذا أصبح نائب الرئيس رئيسا, يتوجب عليه أن يعين شخصا في هذا المنصب بموافقة مجلس الشيوخ,ويعد منصب نائب الرئيس في أغلب الأحيان ممرا إلي الرئاسة حيث تمكن 14 نائب رئيس من الوصول لسدة الرئاسة بينهم تسعة بعد استقالة الرئيس أو وفاته.
* جو بايدن:
جو بايدن من مواليد 20 نوفمبر 1942 سيناتور أمريكي عن الحزب الديموقراطي, ويرأس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي,اختاره مرشح الحزب الديموقراطي لانتخابات الرئاسة باراك أوباما ليكون نائبا للرئيس في حال انتخابه رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية.
ويعتبر من الليبراليين المعتدلين بشكل عام في توجهاته السياسية,أما عن آرائه بالقضايا المطروحة فهو فيما يتعلق بالطاقة يعارض التنقيب عن النفط في محميات ألاسكا مفضلا البحث عن مصادر طاقة جديدة,ويؤيد منح تأشيرات للعمال الزائرين, ولكنه يدعم فكرة السور علي الحدود مع المكسيك,وكان من بين من صوتوا لصالح غزو أفغانستان عام 2001 والعراق عام 2003,ومن دعاة تقسيم العراق إلي ثلاث فيدراليات (كردية وسنية وشيعية),وفيما يتعلق بملف دارفور فهو يؤيد فكرة إرسال قوات أمريكية إلي السودان,أما بخصوص القضية الفلسطينية فهو معروف بتأييده الشديد لإسرائيل, كما أنه من أنصار حل الدولتين,ويؤيد الخيار الدبلوماسي في الأزمة الايرانية,مع استخدام أسلوب العقوبات.
سطر بايدن خلال حياته المهنية في مجلس الشيوخ سجلا ليبراليا في معظمه, وبالرغم من أنه محبوب من قبل الجمهوريين وتعاون مع أعضاء الحزبين في مجلس الشيوخ إلا أنه كان يدعم حزبه في المقام الأول,فقد صوت علي سبيل المثال, كما تقول جريدة الواشنطن بوست,إلي جانب الديموقراطيين في الكونجرس الحالي, 96.6% من إجمالي مشاركته في التصويت داخل المجلس,وكتب مايكل جوردون في جريدة النيويورك تايمز أن بايدن ##يعتبر علي نطاق واسع, أمميا متحررا غير متزمت التفكير, وقد أكد علي الحاجة إلي الدبلوماسية, ولكنه كان مستعدا أحيانا لمساندتها بالتهديد باستخدام القوة.##
ركز بايدن في سنواته الأولي في مجلس الشيوخ علي القضايا المحلية, لا سيما الحريات الشخصية, وفرض تطبيق القانون, والحقوق المدنية,وقد أصبح عضوا في اللجنة القضائية التابعة لمجلس الشيوخ في عام 1975, وكان رئيسها من عام 1987 إلي عام .1995 وأهم إنجازات بايدن التشريعية خلال هذه الفترة, كان قانون مكافحة العنف ضد النساء 1994, الذي صاغه بنفسه ومثل نقطة تحول اجتماعي, وقد وفر هذا القانون مليارات الدولارات من الخزينة الفدرالية لمكافحة الجرائم التي تقع بسبب اختلاف الجنسين (جرائم ضد النساء عادة),ولكن بايدن كان يخرج أحيانا عن الرأي الليبرالي التقليدي, فعلي سبيل المثال كان مؤيدا قويا لقوانين أكثر صرامة بالنسبة للعقوبات المتعلقة بقضايا المخدرات, كما عارض نقل التلاميذ في حافلات إلي مدارس خارج أحيائهم بهدف تحقيق الدمج العنصري في المدارس رغم أنه أكد في نفس الوقت التزامه بالحقوق المدنية.
حقق بايدن مكانة مرموقة في مجلس الشيوخ في مجال الشؤون الخارجية,فقد ظل منذ العام 1975 عضوا في لجنة العلاقات الخارجية ذات النفوذ التابعة لمجلس الشيوخ, وشغل منصب رئيسها من العام 2001 وحتي العام 2003, ومن العام 2007 حتي الآن,وتم تعيين أوباما في هذه اللجنة بعد أن تم انتخابه لعضوية مجلس الشيوخ في العام 2004, وتعرف علي بايدن جيدا أثناء عملهما معا فيها,ويرأس أوباما حاليا لجنة أوربا الفرعية التي كان بايدن يرأسها سابقا,ولكن أوباما وبايدن اختلفا حول قضية أساسية من قضايا السياسة الخارجية, حيث قام بايدن خلال فترة وجوده في لجنة العلاقات الخارجية التابعة لمجلس الشيوخ برحلات كثيرة إلي الخارج وله علاقات تصل إلي حد استخدام الأسماء دون أي ألقاب, ليس فقط مع العديد من القادة الأجانب, وإنما أيضا مع نائبيهم وكبار مساعديهم ,إضافة إلي قادة المعارضة,وعالج قضايا مهمة مثل الحد من التسلح, وانتشار الأسلحة النووية, وتوسيع الناتو, وتنافس القوي العظمي, والعلاقات الأمريكية مع العالم الثالث,كما كان مؤيدا قويا لمبادرة مكافحة الإيدز العالمية, ومن أوائل المؤيدين للجهود الدولية للسيطرة علي انبعاثات غاز الكربون وظاهرة الاحتباس الحراري,ووضع بايدن أول تشريع مقترح للسيطرة علي المناخ قبل عقدين, كما ساند عموما معاهدات التجارة الحرةواهتم كثيرا بالقارة السمراء,وكان من أوائل منتقدي نظام التمييز العنصري في جنوب إفريقيا. وأيد اتخاذ إجراءات أقوي لوقف إراقة الدماء في دارفور.
تقدم للترشيح في الانتخابات التمهيدية للحزب للرئاسة مرتين, الأولي في العام 1988 والثانية في الانتخابات الجارية,ولكنه انسحب من السباق بعد اجتماع الحزب الديموقراطي الانتخابي في ولاية أيوا,وسوف يكون بايدن في حال انتخابه,أول نائب كاثوليكي لرئيس الولايات المتحدة وأول نائب للرئيس من ولاية ديلاوير.
* سارة بيلين :
تشغل سارة بيلين ـ من مواليد 11 فبراير 1964ـ منصب حاكم ولاية ألاسكا,وستصبح أول امرأة تنتخب نائبا للرئيس إذا فازت,وانتخبت بيلين حاكمة لولاية ألاسكا في العام 2006 لتصبح أول امرأة تقود ألاسكا من منصب حاكم الولاية.
دفعت خبرة بيلين التنفيذية مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة جون ماكين إلي اختيارها لخوض المعركة الرئاسية إلي جانبه كنائبة للرئيس, إضافة إلي خبرة تشريعية,فقد خدمت بيلين فترتين كعضو في مجلس مدينة واسيلا المحلي ,كما خدمت لفترتين رئيسة للبلدية وترشحت بيلين لانتخابات حاكم الولاية في خريف عام 2006 بعد فوزها في انتخابات الحزب الجمهوري التمهيدية ضد شاغل المنصب الحاكم فرانك موركويسكي,وهزمت حاكما سابقا خدم في منصبه فترتين, في الانتخابات العامة التي خاضتها علي أساس برنامج إصلاحي.
سجلت بيلين خلال حياتها السياسية سجلا أغلبه محافظ, لا سيما في ما يتعلق بالقضايا الاجتماعية. وهي عضو منذ وقت طويل في الجمعية الوطنية لحمل السلاح (NRA), وهي مجموعة ضاغطة تؤيد حقوق مالكي الأسلحة,وهي تعارض الإجهاض وتنتمي إلي منظمة نسائية ضد الإجهاض تدعي Feminists Lifefor ,كما أنها تعارض زواج المثليين,وتحظي بشعبية لدي سكان ولاية ألاسكا, وكانت تحرز دوما تقييما جيدا لسياساتها وكيفية تأديتها لوظيفتها حتي بين سكان مناطق الولاية الحدودية المتسمين بالخشونة والقسوة.
جاء في نبذة عن حياتها نشرتها مجلة ألاسكا أنها ##سياسية مجتهدة, ومؤيدة لرجال الأعمال في القطاع الخاص, وقد جعلها مظهرها الودود مقبولة في نظر الرجل الخشن صاحب الشاحنة الخفيفة المألوف في ولاية ألاسكا.
وصفها ماكين لدي إعلانه عن اختيار بيلين نائبة للرئيس بأنها مستقلة مثله إلي حد كبير, مدت يدها إلي الديموقراطيين في مجلس الولاية التشريعي وعملت معهم لإنجاز الأمور,وأشاد ماكين بها كامرأة تتصف ##بحنو كبير## وتحارب ##ضد الفساد## وقد وصفت بيلين نفسها ##كأم هوكي## (أي تأخذ أولادها لممارسة لعبة الهوكي الشعبية في ألاسكا) هدفها ##تحدي الوضع الراهن, وخدمة الصالح العام.## وأشادت في الملاحظات التي أدلت بها, بمواقف ماكين تجاه إيران والعراق والأزمة الأخيرة في جورجيا.
ونقل ديفيد بيتس الصحفي البارز في الولايات المتحدة عن الصحفيين الأمريكيين أنهم اعتبروا اختيار ماكين امرأة لتكون مرشحة الحزب الجمهوري لمنصب نائب الرئيس محاولة للتقرب من مؤيدي هيلاري كلينتون الساخطين والذين أصيبوا بخيبة أمل لعدم وجود اسم كلينتون علي البطاقة الديموقراطية نائبة للمرشح للرئاسة أوباما,وأشارت بيلين بشكل محدد إلي حملة كلينتون الفاشلة, قائلة إنه بالتصويت لماكين- بيلين, ##فإنه يمكننا أن نحطم ذلك السقف الزجاجي## الذي أحدثت كلينتون شقوقا فيه,ويشير ##السقف الزجاجي## إلي عائق غير مرئي يمنع النساء والأقليات من الارتقاء إلي مناصب قيادية,وكانت هيلاري كلينتون تأمل أن تخترق السقف الزجاجي بالفوز بأهم منافسة, المنافسة المؤدية إلي رئاسة الولايات المتحدة.
كما نقل عن مساعد ماكين أن بيلين ستجعل الجمهوريين أكثر قدرة علي التنافس في الولايات الغربية الجبلية,كما قالوا إن صغر سن بيلين نسبيا, وهي تبلغ من العمر 44 عاما, أصغر بثلاث سنوات من أوباما, أمرا مهما بالنسبة لماكين الذي قدمها للشعب الأمريكي .