زمن انقبلت فيه الموازين
هناك ظلم يقع علي بعض من المواطنين المصريين وهم لا يحملون السيف أو الكراهية بل يعرفون المحبة إلا أنهم يتعرضون للغدر والخيانة من قتل جماعي بالكشح أسفر عن عشرين قتيلا. وسبعة قتلي في عيد الميلاد الماضي في نجع حمادي وقتلين في العمرانية مؤخرا هؤلاء الشهداء الذين مازالت دماؤهم تصرخ لرب السماء لم يعتدوا علي أحد. إنما كانوا يصلون في كل صلاة لله من أجل سلامة رئيس الدولة والجنود والوزراء, ومن أجل نيل مصر ليباركه الله, ومن أجل الزروع والعشب ونباتات الحقل في كل قداس يصلي فيه بتلك الكنائس المحظور إقامتها بخط هيمايوني متخلف عفا عليه الزمن فهل هذه رحمة أن تظلم الكنيسة عندما يحتج أبناؤها علي التعسف والغلو في المعاملة غير الإنسانية , والمطالبة لحقوقهم في العبادة وحرية العقيدة أية رحمة في ذلك ورأس الكنيسة قداسة البابا الأنبا شنودة الثالث مقولته الشهيرةإن مصر وطن يعيش فينا وليس وطن نعيش فيه.
دكتور الفريد عزيز
حدائق القبة
————-
المواطنة والتغيير الفكري
قبل مجيء الحملة الفرنسية إلي مصر عاشت مصر ظلام العصور الوسطي حيث كان التعليم قاصدا علي الكتاتيب وبلا تطوير ولا تغيير وبدأ تاريخنا الحديث بدخول الحملة الفرنسية علي مصر والتي كانت بها شخصيات أثرت في تاريخنا مثل شامبليون الذي فك رموز حجر رشيد وكليبر القائد الثاني للحملة الذي سعي لإقامة مصانع وأحدث تقدما اقتصاديا في مصر.
ثم جاء محمد علي بعد الفرنسيين ليجد الوضع مهيأ لإحداث تغيير كلي واهتم بالتعليم الداخلي وبإرسال البعثات العلمية إلي فرنسا التي رحبت بتعليم أبنائنا بالرغم من أن محمد علي لم يكن مصريا وحينما أتي أحدث التغيير الفكري والاقتصادي ومن أجل تغيير مفيد وهادف يجب الاهتمام أولا بالتعليم والثقافة الاجتماعية وتدعيم قيم المواطنة دون النظر إلي الدين أو اللون أو الواسطة وهذا هو حال الدول الراقية.
المحامي كمال وهيب
كوم أمبو – أسوان
———–
إجراءات أمنية
أكتب رسالتي هذه وقلبي يقطر دما علي إثر الحادث الإرهابي الأليم الذي وقع بكنيسة القديسين بالإسكندرية الذي راح ضحيته بعض من أبناء مصر, ولا أقول المسيحيين بل المصريين, وأصيب عدد ليس بالقليل, وهم يصلون إلي الله في ليلة يحتفل بها العالم بأثره ألا وهي رأس السنة وبداية العام الجديد. وببداية كلامي أؤكد عما يفيض بنفسي وبنفوس الكثيرين أننا متأكدين من صدق مشاعر ومحبة إخواننا المسلمين لنا كما نحبهم نحن, وأن مرتكب هذه الجريمة البشعة ليس له دين وبعيد كل البعد عن الإسلام.
كما نشكر مشاعر رئيس الجمهورية رب العائلة عما لمسناه من البيان الذي ألقاه سيادته عقب الحادث, والذي يتضح من خلاله مدي تأثره الشديد وحبه لجميع أبناء مصر, وندعو الله أن يعينه علي مهامه, وأن يعبر بنا وبمصرإلي برالأمان كما عهدنا في قدرته كربان للسفينة. ولكن قد يكون لي بعض المطالب البسيطة التي أرجو أن تصل للمسئولين حتي يتم تفعيلها سواء من كنائسنا أو من قبل الدولة وأجهزتها الأمنية وهي أن تكثف الدولة الحراسة المدربة التي تستطيع التعامل مع الحدث وليس الحراسة الشكلية علي الكنائس وعدم التراخي, كذلك تركيب كاميرات مراقبة علي مداخل الكنائس وعند بداية ونهاية الشوارع الموصلة إليها ليراقب من خلال غرفة مراقبة يعمل عليها أفراد الشرطة المدربين.
كذلك أن تقوم الدولة في حالة حدوث غبن واعتداء علينا وعلي مقدساتنا بقصد تفتيش تلاحم أبناء الشعب الواحد مسلمين ومسيحيين بأخذ قرارات تعويضية وهي منح أسرة كل شهيد أو مصاب استثناء لقبول أحد أبنائه أو أقاربه بكليات الشرطة أو بالسلك النيابي والقضائي أو الدراسة بالمنح الخارجية المجانية. كذلك مضاعفة مبالغ التعويضات الممنوحة لأسر المتوفين أو المصابين بما يتناسب مع قيمة الإنسان وجلل الحدث. والأهم هو القصاص العادل الحازم والسريع من مرتكبي ومدبري مثل هذه العمليات الإرهابية التي تهز مصر وأمنها.
مهندس معماري غبريال جودة
أمين عام جمعية الشباب المسيحية بالمنيا
————–
مواقف تستحق التقدير
كثرت جرائم الاعتداء علي المسيحيين أثناء تأدية صلواتهم بالكنائس, لكن هناك بعض الأمور التي يجب أن نقف عندها للتأمل والدراسة والفهم, وهي الالتحام الكبير الذي ظهر بين قوي الشعب مسلميه ومسيحييه التي يجب أن توضع في الاعتبار, ومن بين ما أثار انتباهي وحاز علي إعجاب الكثيرين من أبناء الوطن المخلصين تصريحات لشيخ الأزهر أحمد الطيب في برنامج العاشرة مساء لمني الشاذلي إذا قال أنا لا أوافق علي بناء المساجد أمام الكنائس إذ يعد هذا من قبيل الأذي والمضايقة للأخوة المسيحيين وهذا مرفوض تماما, وأما تصريح مفتي الديار المصرية إذ قال بأحد البرامج التليفزيونية إنه يجب أن يكون هناك مشروعات مشتركة حميمة بين المسلمين والمسيحيين. وأيضا بأن يكون هناك علاقات طيبة ودودة بينهم, ويجب إن يصادق الشاب المسلم أخيه الشاب المسيحي والفتاة المسلمة أختها الفتاة المسيحية مع عدم مصادقة الشاب المسلم لفتاة مسيحية ولا شاب مسيحي لفتاة مسلمة حتي لا يكون هناك مشاكل تجر المجتمع المصري لما لا يحمد عقباه, وأنا أقول يجب أن توضع هذه الآراء والمقترحات بعين الاعتبار وحفظ الله مصر من كل مكروه.
نبيل كامل معوض
مدير عام سابق بالتربية والتعليم
—————-
لماذا لا يتم محاسبة الجناة في الحوادث الطائفية؟
أقباط مصر الذين استشهدوا في الإسكندرية وفي العمرانية بالجيزة وفي نجع حمادي وفي الكشح واحد والكشح اثنين وفي القوصية وفي العياط في معظم محافظات مصر وحتي اليوم يا فخامة الرئيس لم يعاقب شخص واحد فهل يرضيك هذا؟ أنت رئيس كل المصريين فلماذا يجار علي الأقباط؟ قانون بناء دور العبادة الموحد تستطيع أن تصدره في أيام.. لقد قال الشيخ الإمام محمد عبده أحد أهم أحكامه حين قال: علمت أن ليس في الإسلام سلطة دينية سوي سلطة الموعظة الحسنة, والدعوة إلي الخير والتنفير من الشر, فلماذا يا فخامة الرئيس المدرسون يدعون إلي الفرقة والتطرف في المدارس؟ ولماذا يا سيادة الرئيس تسمح للائمة الذين يهيجون البسطاء في خطاباهم الديني, ليست هذه مصر التي نعرفها التي كانت مملوءة حبا وحنانا وعطفا وفرحا يجمع الجميع.
فخامة الرئيس: الشعب يشعر برخاوة الحكومة لكل الفئات مسيحيين ومسلمين في الوقت الذي نحتاج فيه لقرارات كلها حسم وشجاعة, ويجب أن يعاقب الجناة بالسرعة المطلوبة حتي يكون الحكم رادعا للإرهاب. فخامة الرئيس مصر كلها تحبك وتفخر بحكمتك وتريدك أنت وأن تلملم جراحها وأن تحول الكراهية إلي حب, والشر إلي خير, فنحن يا فخامة الرئيس تعبنا من كل هذه المذابح والمجازر التي تحدث في كل بر مصر وأعتقد أن العودة إلي أصول الدولة المدنية وزراعة الحب في قلب البشر هو الحل الذي سيعيد مصر إلي ما كانت عليه من ازدهار وسعادة وبهجة لكل المواطنين.
د. مدحت فريد
استشاري أسنان
————-
دم الشهداء.. صارخ للتغيير
لبشاعة منظر الدماء المهرقة المغطية للأرض والأشلاء المتناثرة لأجساد الشهداء المسيحيين بمذبحة تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية المسفرة عن أكثر من عشرين شهيدا وإصابات عديدة وخطيرة أثارت حزنا وغضب شعبي عارم بالمصريين الشرفاء المقدرين الوضع لخطورة المذبحة, وبشاعتها وتأثيرها علي الكيان المصري كله بمستوياته وإن كان للأقباط رد فعل عنيف بتعبيرهم بالمظاهرات والهتافات فهو أمر طبيعي ولا لوم عليهم فهم أهل وذوو الشهداء وأصحاب المصبية والكارثة صناعة الشيطان المتحالف مع أتباعه فأعادت المذبحة للأقباط للماضي البعيد المسجل بصفحات التاريخ القبطي, ووثقته أعمدة الجرانيت الملطخة بدماء الشهداء بمسرح مذابح الاضطهاد بعصر الرومان بالإسكندرية قبل قبولهم الإيمان فإننا نعود لذلك العصر بسبب رحايا الاحتقانات الطائفية السائدة بالمجتمع, ولم تجد حلا منذ منتصف القرن الماضي وحتي يومنا, ومنها أحداث الزاوية الحمراء والكشح 1, 2 وأبوقرقاص وسمالوط وبمها بالعياط وخطف البنات ومذبحة نجع حمادي عام 2010 بعد الاحتفال بقداس ليلة عيد الميلاد المجيد التي طالتهم أياد محسوبة مصرية برصاص الغدر كهدية للعيد أسفر عنها 6 شهداء والمؤسف مازال الحكم النهائي الرادع للجناة في المجهول, ولم يبحث عن المحرض الفعلي وصمم براكين كثيرة بعدها وأصعبها مظاهرات المسلمين ضد البابا والكنيسة لإرغامهم بتسليم كاميليا ووفاء مدعين بالافتراء أنهم أسلموا, ووصل مطاف الاحتقان لذروته وخيب الآمال وزادت الجراح بأحداث العمرانية بالجيزة لتعامل الأمن بعنف ضد الأقباط المتظاهرين لحفاظهم علي مبني كنيستهم واكتمالهما وقد أساء عدم تقدير الأمن لاحتواء الحدث بمهنية فن التعامل مع ذلك والقبض علي عدد كبير من الأقباط وحبسهم لشعورهم وجاءت الانتخابات لتعطي مساحة بأن هناك فرقا وتمييزا وذلك للغياب القبطي من الأعضاء المرشحين وإن كان هناك معينون فهم خارج مدينة الأقباط الفعليين, ومرت الأيام ولم تجف الدموع وتلتئم الجراح ولكن كان الأمل والرجاء كبيرا مع بداية عام 2011 للتغيير إلا أن الأيادي المختلفة الآثمة الغادرة الشيطانية أسرعت مع الدقائق الأولي ببداية العام والاحتفال بليلة رأس السنة بمذبحة كنيسة القديسين بالإسكندرية ليسجلها التاريخ بكل العالم وليس أنها الفريدة من نوعها إنما لغرابتها علي مجتمعنا ولقدرة أجهزتنا الأمنية والمخابرات الفائقة بالعالم فهذا يضع تساؤلات من الناس من أين وكيف ومتي بدأ تسلل الإرهاب بالدخول؟ وما خطورته الآن بعد المذبحة؟ وأخشي التهاون والتراخي! ومع هذا إذا أرادت الدولة التماسك والقوة للتغلب علي الإرهاب بكل صوره فلابد من فك شفرات وطلاسم الاحتقان الطائفي وهذا لا يأتي إلا بسد الأبواب والثغرات بالداخل المؤدية للفرز والتمييز بين شعبي مصر وذلك بالتغيير الجذري الفاعل لكل الأشياء التي وصلتنا لهذا الوضع ويتم من خلال تغيير حقيقي بالقوانين والمواد الحاسة بتفاسيرها المغلوطة بالتفرقة كالمادة الثانية بالدستور وسن قانون دور العبادة الموحد والأحوال الشخصية وتعديل المناهج التعليمية بمراحلها المختلفة وأهمية دور الإعلام بأنواعه في نشر المحبة والتسامح بمختلف برامجه ومواده العلمية والدينية, وتكون المواطنة هي كلنا مصريون شركاء بقوة واحدة في المناصب والأجهزة الحساسة لإحداث التوازن مما يغلق علي الأعداء والإرهاب كل ثغرة.
رفعت يونان عزيز
قوصنا – سمالوط – المنيا