حين كنا أطفالا, حملتنا أمهاتنا في احتفال سعيد وذهبن بنا إلي الكنيسة لنعتمد, وبالفعل طلب الأب الكاهن من كل أم أن تحمل طفلها علي ذراعها الأيسر وتتجه نحو الغرب, رمز ظلمة الشيطان, وتردد وراءه هذه الكلمات ## أجحدك أيها الشيطان, وكل أعمالك النجسة, وكل جنودك الشريرة, وكل شياطينك الرديئة, وكل قوتك, وكل عبادتك المرذولة, وكل حيلك الرديئة والمضلة, وكل بقية نفاقك, أجحدك, أجحدك, أجحدك.
وكان هذا إعلانا من أمهاتنا, نيابة عنا. أننا نرفض الشيطان وطريقه وأسلوبه.
ثم يطلب الكاهن من كل أم أن تنقل طفلها إلي ذراعها الأيمن, وتتجه نحو الشرق, رمز شمس البر وتردد وراءه ##أعترف بك أيها المسيح إلهي وكل نواميسك المخلصة, وكل خدمتك المحيية, وكل أعمالك المعطية الحياة, أؤمن بإله واحد, الله الآب ضابط الكل وابنه يسوع المسيح ربنا, والروح القدس المحيي وقيامة الجسد والكنيسة الواحدة الوحيدة المقدسة الجامعة الرسولية## آمنت.. آمنت .. آمنت##
وكان هذا إعلانا بقبول المسيح فاديا ومخلصا! تم هذا ونحن أطفال, وحددت الكنيسة لكل منا ##أشبينا## أي مربيا إيمانيا, يعلمنا منذ الطفولة أساسيات الإيمان المسيحي والحياة الكنسية المقدسة.
أما الآن …
وبعد أن كبرنا ونضجنا, فالمطلوب منا أن نعيد -بوعي كامل وإيمان صادق- نفس تلك الكلمات مرة ومرات , (أرجو أن تعود ببصرك إليها الآن لتحس بالمعاني التي تتضمنها) ثم تسأل نفسك:
أنا أرفض الشيطان..
فهل هذا هو موقفي حقا؟ هل هناك خطية رابضة في أعماق قلبي؟
هل أسلك بفكر الشيطان في المواقف المختلفة؟
ما هي اتجاهاتي في الحياة ؟ هل نرضي الله؟ وهل تبنيني؟
ماذا عن علاقاتي بالآخرين؟
هل هي المحبة فعلا؟
هل أقدم صورة حلوة لأبناء المسيح؟ أم أنني أعثر أحدا؟
أنا أؤمن بالمسيح …
فهل بدأ المسيح يمتلك حياتي؟
هل صار المسيح شاغلا فكري وقلبي؟
هل دخلت في عشرة حقيقية معه, ليل نهار؟ هل أصلي بانتظام؟
وأقرأ رسالته الشخصية لي في الإنجيل باستمرار؟
وأتناول جسده ودمه الأقدسين لأتحد به وأثبت فيه؟
القارئ الحبيب …
إن المعمودية عطية مجانية, فيها نموت مع المسيح لنقوم معه في حياة جديدة , وهي صبغة مقدسة تجعلنا ##لونا## جديدا من البشر , بروح الله الساكن فينا.
فنحن ندخل إلي جرن المعمودية أبناء لآدم ونخرج منه -بتجديد الروح القدس- أبناء للمسيح. ## دفنا معه بالمعمودية (لاحظ هنا ضرورة التغطيس) الموت حتي كما أقيم المسيح من الأموات بمجد الآب هكذا نسلك نحن أيضا في جدة الحياة## رو4:6
المعمودية ميلاد جديد, يتجدد كل يوم بدموع التوبة!
ليتك تجلس في هدوء مع الرب, وتغسل خطاياك بدموعك, وتدخل في عهد الحب الخالد, وفي جنب المسيح المطعون لأجلك ## فماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله, وخسر نفسه## لو25:9
هل تبدأ .. الرب معك.
ربي يسوع …
من أعماق قلبي أشكرك ..
لأنه لولا صليبك .. لما كانت معموديتي!
ولولا قيامتك .. لما كان تجديدي!
لكني أعترف الآن يارب ..
أن حياتي ليست كما يجب..
ليست كما يليق بأبناء الحياة الجديدة!
أفكاري … تصوراتي …
انفعالاتي … تصرفاتي …
عشرتي معك … حبي لك …
ليس كما يجب …
لذلك … سامح ضعفي …
وجدد حياتي …
وها أنذا أجدد عهد معموديتي معك!