حلمت حلما عجيبا, لم أحلم بمثله من قبل, فقد رأيت في الحلم, تنينا خارجا من البحر, وكان منظره مخيفا, فتخرج من جميع أجزاء جسمه نتوءات وزوائد, وعندما خرج من البحر وإذ بي أري جماهير من البشر تجري من أمامه, في ذعر شديد تبغي الهروب منه, لكنه طال الكثيرين منهم, وأصبهم بجراح, ومنهم من مات تحت وطأة الإصابة.
وكنت في الحلم أركض ـ مع الجماهير ـ بسرعة فائقة, وقد إمتلكتني قوة شديدة في الجري, أمدتني بها غريزة حب البقاء.
ولاحظت ـ عن بعد ـ مغارة, فأسرعت إليها لأختبئ داخلها من التنين, وعندما دخلتها وجدتها خظيرة للحيوانات, وفي وسط الحظيرة رأيت رضيعا مقمطا مضجعا في مزود, وكان أبرع جمالا من كل أطفال البشر, يشع وجهه بالطهر والقداسة, وتشعان عينيه بحب فائق, وإلي جواره تجلس أمه, وكانت صغيرة السن, وعلي وجهها إشراقة النعمة الإلهية.
وفي الناحية الأخري يقف شيخ وقور تبدو عليه علامات التقوي والورع. فأدركت علي الفور أني أمام الطفل يسوع, فسجدت أمامه, والدموع تفيض من عيني, وجسد يتصبب بالعرق, وصرخت قائلا اللهم إرحمني أنا الخاطئ.
وقالت لي القديسة مريم العذراء, بصوت حنون, يفوق حنان كل الأمهات:
لماذا أنت مضطرب؟ خائف ومرتعد؟ ألا تري ابني يسوع طفلا وديعا وكأنه يقول لك عليك بالألفة, عليك بالدالة, لا تخف… إقترب مني فأنا أحبك. فقلت لها: (أنا هارب من وجه التنين, الذي زصاب الكثير, ومات منهم من مات..), فأجابت قائلة: (لاتخف فإنك في حضرة ابني يسوع… وحينما تكون في ستره, وفي ظله, فإنه ينجيك من الوباء الخطر).
فسجدت أمام الرب يسوع, وقلت له: (ربي يسوع.. أنت ملجأي) فأجابني بحنو بالغ: (لذلك لا يلاقيك شر, ولأنك تعلقت بي, أنجيك, أرفعك لأنك عرفت اسمي), فبكيت قاذلا: 0لكني لا استحق بسبب خطاياي التي أعترف بها, وبنعمتك أتركها), فأجابني: (أنا أعفو فأنجي), فإمتلأ قلبي بفرح لا يوصف, وسلام يفوق كل عقل.. واستقيظت من نومي, والدموع تملأ عيني ـ لكنها دموع الفرح ـ بعد أن حظيت بهذه الرؤيا المباركة.
سجدت علي الأرض بجوار السرير, وصليت قائلا: (أشكرك باإلهي ـ وأنا غير المستحق ـ أريتني ذاتك, ووعدتني بالعفو والنجاة, لكن هناك عشرات الملايين من خلائقك يصابون بالكورونا, وإنتقل رقم الوفيات بالوباء من خانة الألوف إلي خانة الملايين), وأخذت أبكي بمرارة, طالبا الرحمة.. فمنهم من مات بغير رجاء لأنه لم يحظي بخلاصي الفادي. وإذ بي أسمع صوتا قويا يقول: إقرأ سفر الأيام الثاني, الأصحاح السابع, الاية 13, 14) ـ فأحضرت الكتاب المقدس وقرأت: (وإن أرسلت وباء علي شعبي, فإذا تواضع شعبي الذين دعي اسمي عليهم, وصلوا, وطلبوا وجهي, ورجعوا من طرقهم الردية إنني أسمع من السما, وأغفر خطيتهم, وأبرئ أرضهم)