مزيكا وغنا من هنا وهناك,هنغني للشارع المصري, همومه ومشاغله, هنغني للسلام, للحب, للوردة, للوصايا العشر, هنسبي القلوب ونقرب الأديان لبعض… كل هذه الأحلام المختلفة للغناء,تمثل أهم أفكار الفرق الغنائية المستقلة التي اختلفت في المواهب والهوايات,ولكنها تجمعنا علي أهداف مشتركة, اتفقت أعضاء هذه الفرق علي أن يضيفوا للأغنية المصرية شيئا جديدا ولو بفكرة بسيطة بعيدا عن الابتذال في الكلمات والعري في الصورة,وبعيدا عن الصورة المتعارف عليها لتشويه الحب من هجر وتأنيب الحبيب واختزال صورة الحب في رجل وامرأة.
من هذه الفرق فريق سيجا وأعضاؤه من الطلبة الهواة للموسيقي والفن وهم محمود شوقي, عمرو علاء, إبراهيم رياض, محمد جمال… لديهم أفكار جديدة في الغناء من نقض اجتماعي لكافة الأوضاع الخاطئة,فيغنوا للشارع وللمواطن البسيط,ومن هنا جاءت التسمية,فالسيجا هي لعبة فلكلورية من قلب الشارع,ويركز هذا الفريق إبداعهم من خلال الكلمة دون مصاحبة موسيقي الآلات ما عدا موسيقي الإيقاع فقط, فالهدف عندهم هو الكلمة وتوصيلها للجمهور.
قرروا أن يتجهوا إلي الإبداع في الكلمة,وعلي الرغم من تقارب الفكرة لفرقة وسط البلد إلا أن سيجا مختلفة من حيث الأفكار والمحتوي فهم يعتمدون في كلماتهم علي الإسقاط وعدم الاعتماد علي مهاجمة أشخاص بعينهم,بقدر ما يكون الاعتماد علي شرح الصورة الواقعية للأمور بطريقة ساخرة وغير معقدة.
ومن البساطة في الكلمة وتناولها,جاء فريق (بساطة) المكون من: إيهاب عبد الواحد, ماريز, إيهاب سمير وكانت البداية من خلال نبيل لحود مطرب وعازف العود -وابنته ماريز- دارسة بالمعهد العالي للموسيقي العربية قسم عود -اللذان تعرفا علي الشاعر إسلام حامد ثم تعاونوا مع مجموعة من الشعراء المتميزين, مثل سامي الرفاعي, سالم الشهباني, محمد سرحان, كمال كامل, محمد سرحان.
ويرجع السبب لتسمية الفريق بهذا الاسم لعدة أشياء,منها شكل الآلات الخشبية من عود وجيتار وتشيللو وكانون,ولأن الأغاني علي الرغم من أنها تحمل أهدافا راقية إلا أن طريقة تقديمها بسيطة,ولأن البساطة هي الجمال,فنجد أن أول من سمع عن الفريق وشجعهم هم رواد قرية بساطة في نوييع.
ويؤكد نبيل لحود أن الفريق اختار شعارين هما قيمة الانتماء للتأكيد عليها,وقيمة الاختلاف,وأهم ما يميز الفريق أنه عبارة عن توليفة موسيقية مبتكرة تمزج الآلات الشرقية العود والكانون بالآلات الغربية الجيتار بالموسيقي الكلاسيكية التشيللو مدعمة بكلمات مختلفة لشعراء شباب,فكتبوا عن حب الوطن, ذكريات المدرسة, الطفولة, الرغبة في كسر القيود, الحرية وآفاقها, والغناء عن رموز مصر.
من ضمن الفرق التي تبنت موضوعا أكثر غرابة هي فرقة المصنع حيث بدأت ورشة عمل للفريق في أبريل 2008 وجمعت شباب من مختلف الجنسيات والأديان,والتفوا حول فكرة خروج الموسيقي من أشياء بالشارع,عن براميل, جراكن, صفايح زجاج, جذوع شجر, وما يصدر من هذه الخامات من نغمات مختلفة ويصاحبها غناء هادف عن الكثير من القيم المرتبطة بالسلام والوصايا العشر وتبني قضايا متعددة مثل قضية أطفال الشوارع وغيرها بالإضافة أن الفريق يدخل في موسيقاه نوعا من الإيقاع يشبه رقصة الكلاكيت ولكن بشكل مختلف من خلال اللعب بالعصي علي البراميل وصاحب الفكرة هو جورج وهيب وهو الذي يقوم بتدريب الفريق ويرجع سبب التسمية لأن المصنع مهمته إنتاج منتجات مفيدة وهكذا مصنع الفريق يخلق أفكار جديدة,كما أن صوت ماكينات المصنع مميز وهكذا صوت آلات الفريق يشبه كثيرا تلك الماكينات,ويغني المصنع باللغة العربية واللغة الإنجليزية.
أما فريق أنا مصري فيمثل تجربة رائدة وناجحة لنشر الفخر بالهوية المصرية وتتعانق من خلاله الترانيم المصرية المسيحية مع المديح الصوفي الإسلامي في أنشودة غنائية رائعة,وهذه التجربة هي الأولي من نوعها التي يمتزج فيها الغناء التراثي للسيرة الهلالية بالغناء المعاصر من كلمات إيهاب عبده مع الترانيم المسيحية والغناء الصوفي والغناء النوبي ويشارك بالغناء محمد إسماعيل ورفاقه,وجانيت زكي وماريان إسكندر وماريز أنسي… كل هؤلاء تعاونوا مع العازفين محمد علي وبلال الشيخ وهاني بدير ومحمد مجدي وكريم صلاح وعبد الرحمن وكريم يسري وباسم مفيد وناصيف خزام,ويتم عرض مجموعة من الصور المصرية أثناء حفلاتهم,وذلك برؤية الفنانة مروة سعودي.
كما يصاحب الغناء كورال الأطفال من مؤسسة الأفكار بالقاهرة وللفريق العديد من الحفلات الناجحة بساقية الصاوي,وإحياء الليالي الرمضانية بالمجلس البريطاني وغيرها من الأماكن.
ولأن الجمهور الأساسي هم المصريون وأغاني الفريق من التراث المصري لهذا جاءت التسمية (أنا مصري).
ومن الفرق الغنائية المستقلة المتميزة أيضا فريق إسكندريلا يضم الفريق العديد من الهواة والمحترفين والدارسين بمعهد الموسيقي العربية وليس للفريق خط معين يحب أن يضع نفسه داخله أو يصنف علي أساسه ومع ذلك نجد أن أهم ما يميز الفريق هو العودة للطرب الأصيل من خلال إحياء أغاني سيد درويش والشيخ إمام عيسي وتتم طريقة العرض بصورة جديدة وملائمة للعصر الحالي.