بعد أيام تبدأ الانتخابات البرلمانية الفارقة في تاريخ مصر إلا أن كل شئ فيها جاء في اللحظة الأخيرة بمعني أن كل القرارات جاءت قبل بدء الانتخابات بأيام مما جعلنا نمر بحالة شديدة من الفوضي والتشويش والهرولة فقد تم أخذ قرارات وأحكام كان لابد أن يتم اتخاذها منذ بداية الثورة حيث يوجد الآن حكمان باستبعاد فلول الحزب الوطني من الانتخابات وبإقرار ترشحهم, وأيضا تصويت المصريين في الخارج الذي جاء متأخرا جدا واستياء الأحزاب الصغيرة لعدم قدرتها علي عرض برامجها لضيق الوقت لينتهي كل ذلك ويصب أمام الناخب المصري في الداخل والخارج وهو الضحية وعليه أن يقوم بالإدلاء بصوته وهو لا يعلم لمن يصوت.. حول انتخابات اللحظة الأخيرة وتخبط القرارات والأحكام فتحت وطني هذا التحقيق:
إللي نعرفه أحسن من…
قال سعيد عبدالحافظ رئيس ملتقي الحوار للتنمية وحقوق الإنسان: ما يحدث الآن من تخبط قرارات وأحكام أمر طبيعي واستمرار لحالة الارتباك التي تعيشها الحياة السياسية في مصر منذ ثورة يناير فمرحلة التحول الديموقراطي بدأت مرتبكة ومستمرة وما يدل علي ذلك صدور حكم من محكمة المنصورة بمنع ترشيح فلول الحزب الوطني في الانتخابات وحكم آخر صدر من محكمة الإسكندرية بإقرار ترشيحهم.
أيضا الغموض والارتباك الذي نعيشه بلا شك أنعكس علي الناخب المصري الذي أصبح هو ضحية اللحظة الأخيرة في الانتخابات والتي ستدفع بالناخب ليدلي بصوته لمن لا يعرفه عن قرب في دائرته الانتخابية وهذا يعني إما أن يكون مرشحه من جماعة الإخوان المسلمين أو من فلول الحزب الوطني عملا بمبدأ ##إللي نعرفه أحسن من إللي ما نعرفوش## ومعني ذلك أن البرلمان القادم سيكون خالا من جيل الثورة والقيادات والأحزاب الجديدة.
رؤية غير واضحة
اختلف د. علي ليلة أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة عين شمس في الرأي السابق قال: نحن بالفعل متأخرين في إنضاج المرحلة السابقة والتي أعقبت الثورة في كل شئ وعلي رأسها الانتخابات ورغم الرؤية غير واضحة أمام الناخب ولا يدري لمن يصوت إلا أنني أثق في الناخب المصري الذي قام بثورة يناير دون سابق تنوير فعلي مر التاريخ الشعب المصري لم يسبق له أنه اختار خطأ إطلاقا رغم أنه شعب غير ناضج فكريا وثقافيا وبه نسبة عالية من الأمية والفقر إلا أنه يدعم اللحظة الأخيرة بالنجاح والقرارات الحاسمة. لذلك أراهن علي اختيار الناخب المصري للبرلمان القادم وأعتقد أن 60% في البرلمان ستكون للكتلة الحديثة الشبابية والعلمانية رغم ضيق الوقت أمام الأحزاب الجديدة لعرض برامجها إلا أنها قادرة علي السرعة والدفع والإعلان عن نفسها بسرعة.
الوقت غير عادل
قالت أمينة النقاش نائبة رئيس حزب التجمع:
جاءت الانتخابات بعد وقت قصير من الثورة لكل الأحزاب القديمة والجديدة التي نشأت بعد الثورة وهي لا تجد الوقت الكافي لعرض برامجها وأفكارها والوقت غير كاف حتي يدرك الناخب لمن يعطي صوته في ظل نظامين فردي وقوائم ولكل حالة برنامج مختلف.
مد وقت الانتخابات
قال زياد العليمي عضو مؤسس بالحزب المصري الديموقراطي الاجتماعي: الوقت لم يعطنا حق التمتع بعرض برامجنا والتعريف أكثر بأنفسنا, مع أن الثورة قامت حتي يجلس علي مقاعد البرلمان ممثلون شرفاء وهذا يتطلب الفرز لجميع المرشحين في حالة الفردي والقوائم, لذا كان من الضروري أن يتسع الوقت حتي يستطيع كل حزب أن يخوض غمار الانتخابات. كما أن الناخب البسيط يحتاج لوقت كاف حتي يدرك الشخصيات المتواجدة علي الساحة السياسية وحتي لا يتمكن أصحاب الأموال من استدراج تلك الفئة البسيطة بالمال ولذلك كان يجب مد وقت الانتخابات لضمان نزاهتها وحيادها.
مشاكل عديدة!
قال السفير محمد منسي المشرف العام بالخارجية علي الهيئة العامة لرعاية المصريين في الخارج: السبب الرئيسي لتأخير المشاركة في الانتخابات حتي الآن أنه كان لابد من حسم تصويت انتخابات المصريين في الخارج منذ اندلاع الثورة حتي تكون هناك المدة الكافية لترتيب كل شئ يخص الانتخابات وبخاصة أن النظام السابق كان المعارض لتصويت المصريين في الخارج. وهذه المشاركة ليست بالآلية والقدرة التي نتمناها لكنها خطوة إيجابية علي الطريق الصحيح وتجربة للانتخابات.
وأشار منسي: من الأسباب الرئيسية في هذا التأخير عدم وجود الحلول للمشاكل ومنها الانتخاب بالرقم القومي أو بجواز السفر, لكن للأسف تعقدت المشكلة في القرار الصادر عن اللجنة العليا للانتخابات باستخدام الرقم القومي فقط وهذا يمنع 80% من المصريين من التصويت.
ولابد أن تحل المشكلة الأهم وهي الإشراف علي صناديق الانتخابات حيث إن نادي القضاة يرفض إشراف السلك الدبلوماسي علي الانتخابات رغم أن الدول التي تشارك في الانتخابات يتم بها الإشراف عن طريق السلك الدبلوماسي, والمشكلة الأهم للمصريين في الخارج هي تحديد القوائم ومن سيختار, وحلت وزارة الخارجية بعضا من هذه المشاكل, حيث إن المغترب لا يعرف المرشحين ولذلك سيختار علي آخر عنوان له في مصر من بين المرشحين بدائرته الانتخابية ولابد أن تفصل المحكمة الإدارية العليا في الانتهاء من الإعداد للكشوف من فردي وقوائم حتي تحل هذه المشكلة.