انقسم المصريون حول قرارات الرئيس محمد مرسي الأخيرة بين مؤيد ومعارض, والتي انتهت بأنه جمع في يده صلاحيات لم تكن متوفرة ولكن رغم انقسام المصريين حول هذه القرارات إلا أن هناك أسئلة طرحت في الشارع
انقسم المصريون حول قرارات الرئيس محمد مرسي الأخيرة بين مؤيد ومعارض, والتي انتهت بأنه جمع في يده صلاحيات لم تكن متوفرة ولكن رغم انقسام المصريين حول هذه القرارات إلا أن هناك أسئلة طرحت في الشارع وتحتاج إلي إجابات واضحة, ومن أبرز هذه الأسئلة: هل علمت الولايات المتحدة بهذه القرارات قبل صدورها؟, وهل تم التنسيق مع أمريكا بشأنها؟,والسؤال الثالث والأهم هل تم التشاور مع المجلس الأعلي للقوات المسلحة وقيادات الجيش قبل هذه القرارات؟.
أهمية هذه الأسئلة أنها تلقي الضوء علي توصيف ما حدث من ناحية, وتوضح من هم الشركاء الحقيقيون للنظام الجديد من ناحية أخري.
المتحدث باسم رئاسة الجمهورية نفي تماما ما تردد عن التنسيق مع الخارجية الأمريكية فيما يخص القرارات.
أما القيادي الإخواني حسن البرنس فقد نفي علم الولايات المتحدة تماما بهذه القرارات وأنها عرفتها من الجرائد ووسائل الإعلام, ومن ثم ووفقا لتصريحات الإخوان فإنه لم يكن هناك تنسيق مع الولايات المتحدة ولم يتم إبلاغها بأي شئ قبل حدوثه.
وفيما يتعلق بالسؤال الثالث, صرح اللواء محمد العصار مساعد وزير الدفاع الجديد لوكالة لرويترز بأن التغييرات تمت بالتشاور مع طنطاوي وعنان والمجلس الأعلي للقوات المسلحة, في حين أن محمد جادالله المستشارالقانوني للرئيس مرسي أكد طبقا لما أعلنته قناة ##cbc## الفضائية أن المشير محمد حسين طنطاوي فوجيء بالقرارات الاخيرة للرئيس ولم يكن علي علم بها.
هذه هي الرواية المصرية تأكيد رسمي حول عدم علم أمريكا, وتضارب رسمي حول المشاورات بشأنها مع المجلس العسكري.
فماذا عن الجانب الأمريكي؟.
فيكتوريا نولاند الناطقة باسم وزيرة الخارجية الأمريكية, قالت للصحفيين في واشنطن: نحن بوضوح كنا نعرف بوجود مشاورات مستمرة بشأن فريق دفاعي جديد, لكن معلوماتنا كانت أقل بشأن التوقيت الدقيق, ومع هذا فعندما كانت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في مصر, عرفنا أنه سيكون هناك تغيير في التوقيت المناسب, وأن ذلك سيتم بحثه بين القيادة المدنية والجيش.
هذا معناه أنه تم الكلام عن تغييرات في المناصب العليا بالجيش المصري ولكن فقط في العموميات وليس في التفاصيل والأسماء.
ووفقا لتصريحات نولاند, كما جاء في الوكالة الفرنسية رفضت تسمية ما جري في القاهرة انقلابا وقالت وزيرة خارجيتنا كانت في مصر, ومن بعدها وزير الدفاع, وفهمنا أن تغييرا سيحدث, وأنه سيجري بالتشاور, لذا من هذا التصور, تأتي حقيقة أن التغييرات لم تكن مفاجئة لنا, ولا نستخدم كلمة انقلاب لوصف ما جري.
إذن التغييرات لم تكن مفاجئة لأمريكا وهي تعتبرها تغييرات طبيعية وعادية ولا تشكل إنقلابا, والسؤال هل عرفت أمريكا بالتفاصيل؟.
ترقية العصار من طرف الرئيس مرسي معناه استمرار التعاون والتنسيق والتشاور مع الولايات المتحدة, فهو يعتبر أحد حلقات الوصل مع البنتاجون. ولهذا فمن الطبيعي أن تنفي أمريكا صفة الإنقلاب عما حدث, بينما تناولته الصحافة الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية في إطار الاطاحة, والإزاحة, وإستبعاد الجيش ولم تقل هذه الصحف أنه تغيير ودي بالتشاور مع القيادات المستبعدة.
وهنا يقفز سؤال, الم يكن حلم المصريين علي مدي عقود إنهاء حكم العسكر والدولة العسكرية والتخلص من هذه الحقبة؟. نعم هذا صحيح تماما ولكن تكملة الحلم هو إنهاء الدولة العسكرية لصالح الدولة المدنية الديموقراطية الحديثة وليس لصالح الدولة الدينية.مخاوف المصريين من أن تكون هذه الخطوة بداية تدشين عصر الفاشية الدينية.
وكما كتب المفكر الاستراتيجي البارز هنري كيسنجر في مقال له مؤخرا ##في الأغلب الأعم, كان يتم الاحتفال بإنجازات ##الربيع العربي## من خلال سرد أسماء الزعماء الأوتوقراطيين الذين أطيح بهم. بيد أن الحكم علي الثورات سيتم, في نهاية المطاف, بناء علي ما نجحت في بنائه, وليس علي ما قامت بتقويضه##.
ونحن سنحكم علي مرسي بما سيتم بناؤه وليس بما سيتم هدمه.