نشعر بحرارة الصيف هذه الأيام فقد بدأ هذا العام باكرا ولم ينتظر انتهاء الدراسة, وفي الصيف تزيد أوقات الفراغ والاهتمامات التي ينشدها الشباب لشغل تلك الساعات وتتنوع هذه الاهتمامات ما بين الرياضي والثقافي والفني أو حتي المهني فكثير من الشباب الجاد يحاول شغل وقت فراغه في الصيف بالعمل.
سألنا كريم عبد الهادي طالب جامعي فقال:اهتم كثيرا بالموسيقي بأنواعها المختلفة وأعمل علي حقل هذه الموهبة طوال فترة الصيف لذلك ألجأ إلي دار الأوبرا التي تقدم مختلف الألوان والاهتمامات الموسيقية بدءا من الموسيقي العالمية مثل زوربا أو الفرق الموسيقية المحلية مثل فرقة كنوزوفرقة عبده داغروفرقة أحمد ربيع وحتي الحفلات الدينية مثل الإسراء والمعراج وغيرها كما تهتم الأوبرا بالموسيقي العربية والحفلات المسرحية وتعمل علي التبادل الثقافي والفني بين مصر وبعض البلدان منها العراق والصين وهو ما يفيدني في معرفة ألوان موسيقية غير محلية فالصيف يتيح لكل شاب الاهتمام بجوانب متعددة باتت مهملة في حياته بسبب العمل والحياة الصاخبة .
تنمية المهارات
قالت مريم طه طالبة جامعية في الصيف أعمل علي تقوية مهارتي للغات والحاسب الآلي أنا وزميلاتي ولهذا فأنا أقضي طوال الصيف كل عام في إحدي المراكز الثقافية الأجنبية فمثلا أتقنت اللغة الروسية العام الماضي بعد انضمامي للمركز الثقافي الروسي والذي ينظم دورات للغة والكمبيوتر والرقص والباليه والموسيقي والإذاعة والتصوير الفوتوغرافي وحتي السينما والترجمة أما هذا العام فقد توجهت للمركز الثقافي الفرنسي من أجل برنامج منظم أعددته لنفسي وفي العام القادم سأتوجه للمركز الثقافي الإسباني ,ويختلف معهما جوزيف فايز ليسانس حقوق قائلا:كنت طالبا مميزا في كل شيء بداية من الاهتمام بالرياضة والذهاب إلي الأندية المختلفة لجلب الميداليات والكئوس لمدرستي ثم للجامعة وكذلك الاهتمام بالموسيقي خاصة العزف علي العود أما الآن مع الصراع علي لقمة العيش وانشغعالي بتكوين مستقبل محترم وبيت سعيد يعرف الأمان لايوجد وقت لممارسة هذه الهوايات وابتسم بحسرة فقط كلما تذكرت تلك الأيام التي تغيرت في ظل معاناة الحياة.
مكتبة مبارك
تحدثنا مع إكرام يونس رئيسة الخدمات الخارجية والتسويق بمكتبة مبارك العامة فقالت:تمارس المكتبة بفروعها المختلفة نشاطاتها منذ ما يقرب من15 عاما خاصة في الصيف لجذب الشباب وشغل أوقات فراغهم في المفيد والجديد تنظيم المكتبة ورشة عمل مختلفة ثقافية وموسيقية ودورات للتنمية البشرية لحث الشباب علي الثقة بالنفس والإقدام علي فرص عمل مناسبة وهناك كذلك دورات لتعليم اللغة الإنجليزية بالتعاون مع الجامعة الأمريكية وكذلك دورات لتعليم مهارات الحاسب الآلي والإنترنت وهناك دورات لتنمية اللغة العربية وتحسين الخط العربي كما أن المكتبة تقوم بتشجيع المواهب الشابة من خلال ندوات الكتاب الأوللمؤلفه والتي يناقش فيها الشاب كتابة بين نقاد ومحاضرين لزيادة الثقة في تجربته الأولي .
وعن مدي إقبال الشباب علي تلك الأنشطة أضافت أن المكتبة تستقبل جميع المراحل العمرية تقريبا ولكن فئة الشباب أكثر إقبالا علي المكتبة في الصيف وذلك لأننا ندعم الشباب ثقافيا من خلال بروتوكولات متعددة مع جهات كثيرة كقصور الثقافة والمركز الثقافي السويسري وغيرها وكذلك سياسيا من خلال ورش عمل تتحدث عن الأزمات السياسية الراهنة وترشيد استهلاك المياه وغيرها من الموضوعات التي تعرض نفسها علي الساحة كما أننا نستعين في الندوات بساسة بارزين من أجل مصداقية وفعالية أكثر لدي الشباب وكذلك نقدم الأفلام الوثائقية وطرق العرض الحديثة داخل الندوة نفسها لكسر الصورة التقليدية للندوة لدي الشباب
ساقية الصاوي
وتقول أ. هبة أحمد المسئولة الإعلامية بساقية الصاوي يوجد إقبال كبير علي أنشطة الساقية في الصيف خاصة الورش الفنية والكورال الذي يضم 20 شابا وفتاة يتلقون التدريب لفترة ثم يكلفون بتقديم حفلات فنية وموسيقية وهناك ورش عمل لتعليم التصوير الفوتوغرافي تشمل 10 محاضرات بعضها نظري لتعليم المشتركين خصائص الكاميرا وأنواعها وبعضها بواسطة تصوير أحد أحداث الساقية ثم العمل بعدها في الأماكن المفتوحة ولدينا الأنشطة الرياضية مثل اليوجا التي يشارك فيها 60 شابا وفتاة ويتم التدريب عليها بواسطة لفيف من المتخصصين, وتضيف سهير عبد السلام والمشرفة علي أسرة لمسة خير قائلة إن الجامعات تلعب دورا كبيرا في ربط الشباب بالمجتمع المحيط ولهذا أخذنا موافقة الجامعة وبمساعدة لجنة الخدمات المجتمعية وبحضور 40 طالبا وطالبة قمنا بزيارة دور الأيتام والمناطق العشوائية لتنمية طاقات الشباب خلال فترة الصيف بشكل صحي وسليم.وعلي الشباب الاستفادة من الصيف في الترويح عن أنفسهم بجانب تقديم الخدمات والأنشطة ونقل الخبرات ليتمكنوا من استغلال كل وقت الصيف دون الوقوع في مصيدة إهدار الوقت أو أصدقاء السوء وفي نفس الوقت يجب علي الجامعات والحكومة ورجال الأعمال جذب الشباب في كل القطاعات وليس في الصيف .