إن الجهات الحكومية أخطأت في التعامل مع أزمة حوادث القروش بشرم الشيخ منذ بدايتها سواء بالتسرع بالإعلان عن القبض علي القروش المتسببة في الهجمات أو بفتح الشواطيء وتعريض حياة السياح للخطر وهو ما تداركناه بعد تكرار الحوادث, هكذا صرح اللواء عبد الفضيل شوشة محافظ جنوب سيناء في المؤتمر الصحفي العالمي الذي حضرته وسائل إعلام مصرية ودولية قائلا:حسبي الله ونعم الوكيل في الصحافة والإعلام.
بدأت وقائع المؤتمر الصحفي الخاص بإعلان نتائج التقرير النهائي للجنة الخبراء الأجانب في حوادث هجوم أسماك القرش علي السياح بشرم الشيخ والتي راح ضحيتها أربع إصابات بالغة لسياح روس ووفاة سائحة ألمانية بإعلان المحافظ خمسة أسباب رئيسية أولها الخراف النافقة التي ألقتها إحدي سفناللايف ستوكبمياه خليج العقبة قبل شهر ونصف والتي اعتبرها الخبراء الأمريكان السبب الرئيسي في تغير سلوكيات القروش كما كشف التقرير أن الممارسات الخاطئة للسياح ومنفذي رحلات الغوص الخاصة بإطعام الأسماك بصفة عامة والقروش بصفة خاصة جاءت كسبب ثان لحدوث الخلل فيما جاء الصيد الجائر ونفاد الغذاء الطبيعي للقروش من الأسماك كسبب ثالث كما بين التقرير أن الطبيعة الطبوغرافية لشواطئ شرم الشيخ تسمح من حيث العمق بتواجد أسماك القرش وبالتالي اقترابها من مناطق السباحة وأرجع التقرير الذي اشترك في إعداده أربعة من أشهر علماء القروش في العالم ونخبة من علماء البحار المصريين سبب تواجد القروش المحيطية في شواطيء شرم الشيخ حتي الآن إلي التغيرات المناخية العالمية وارتفاع درجة حرارة مياه خليج العقبة بمعدل أربع درجات مئوية.
أكد شوشة أن الخبراء وضعوا توصيات لتقليل الهجمات وليس المنع التام منها ماهو عاجل يتمثل في إقامة أبراج مراقبة علي الشواطيء مزودة بغواصين ومنقذين ومسعفين وتسيير دوريات لقوارب سريعة وتحديد المناطق المحظور فيها السباحة والسنوركلينج ووضع علامات بعدة لغات. كما أوصي التقرير بضرورة توعية السياح بالأضرار التي تحدث جراء إطعام الأسماك وكذلك تطبيق إجراءات عقابية صارمة علي المخالفين, سواء بدفع غرامات مالية فورية علي السياح المخالفين وقف ترخيص المركب المخالف لمدة 3 شهور وفي حالة العودة يتم الوقف 6 شهور ليكون السحب النهائي في حالة تكرارها للمرة الثالثة.وقال إن هناك مجموعة من التوصيات طويلة المدي منها تفعيل الاتفاقيات الدولية وإحكام السيطرة علي المراكب المارة بخليج العقبة وتدريب العاملين بشواطيء الفنادق علي طرق الإسعاف والرقابة.
أشار أن مشاكل القرش بدأت في شرم الشيخ بعد سقوط الطائرة الفرنسية عام2001 والتي شكلت أول تغير في طبيعة غذاء القروش وهو ما أدي إلي ظهور أول هجوم وقتها ثم تكرر الحادث في 2004 إثر إلقاء أحد المراكب لخراف نافقة وهو نفس السبب وراء حادث2008 والهجمات الأخيرة فضلا عن السباب التي أوردها التقرير وجميعها ساهمت في حدوث خلل في المنظومة البيئية للكائنات البحرية.
عدم السماح للسياح بالعوم
وردا علي سؤال حول موعد إعادة فتح الشواطيء أمام السباحة والغوص السطحي مرة أخري قال شوشة إن الأمر يعتمد علي سرعة توفير الفنادق لعناصر الأمان التي جاءت في توصيات تقرير الخبراء والتي تم إرسالها إلي جميع الفنادق خاصة في مناطق خليج نعمة وشرم المية والقري التي يتوفر فيها مسافة كافية للسباحة بعيدا عن مناطق الشعاب والأعماق الكبيرة أما الفنادق التي تقع شواطئها مباشرة علي الشعاب خاصة المنطقة المنحصرة ما بين شمال نعمة وحتي رأس نصراني فسيتم دراستها بتأني بمعرفة فرق من المتخصصين المصريين لتحديد أنسب الحلول لها بما لايتعارض مع الحفاظ علي البيئة وقال:لن أسمح بنزول السياح المياه إلا بعد التأكد من توافر الحد الأقصي من عوامل الأمان.
وحول مصير المركب التي تسببت في الكارثة البيئية والسياحية لشرم الشيخ قال شوشة إن أجهزة الدولة وقعت عليها غرامة قيمتها مليون و200 ألف جنيه وفيما يخص الآلية التي ستنتهجها المحافظة في أحكام الرقابة علي ممارسات السياح والمراكب في تغذية الأسماك ومبلغ الغرامات المقررة قال إن الرقابة علي ممارسات السياح بشواطيء الفنادق ستترك لإدارة الفنادق التي ستكون أول المتضررين في حال إهمال متابعة وتوعية السياح أما الرقابة في مواقع الغوص ستكون من سلطات جهات الرقابة التنفيذية.
ومن جانبه أكد الدكتور جورج بورجيس أن الحكومة المصرية تعاملت بكل جدية مع الأزمة فقد خاطبت غرفة الغوص ووزارة السياحة الخبراء في أمريكا وأستراليا منذ الحادث الأول وأمدتنا بكل المعلومات وفسر ماحدث من ارتباك في بداية الحوادث من قبل الرسميين لعدم تعرض مصر لمثل هذه الحوادث وبين أن القروش التي صدرة عنها الهجمات علي السياح تنتمي إلي فصائل تعيش في البحر الأحمر تتحرك من شماله إلي جنوبه خلال العام وقد حدث تغير في سلوكيات نتيجة الخراف التي أكلتها والتي مثلت غذاء جيدا جدا لها وهو ما دفعها إلي البحث عنها في أي مكان فأقتربت من الشواطيء العميقة خاصة مع نفاد غذائها من الأسماك هاجمت السياح السابحين علي سطح الماء غير أن ذلك لايحدث مع الغواصين.
وقال: البيئة البحرية مثل الغابات والبراري التمتع بها ينطوي علي عنصر مخاطرة وهو ما يدركه الجميع علي مستوي العالم وهو مايصعب معه إعطاء ضمانة بعدم تكرار الحوادث مع الأخذ بوسائل تأمين فعالة.
عن مدي إمكانية استخدام شباك لحماية السياح من القروش قال:هناك نوعان من الشباك المنتشرة حول العالم الأول اسمهماشوهو كثيرا ما يقتل القروش والسلاحف وعرائس البحر وهو غير مستحب خاصة في بيئة البحر الأحمر أما الثاني فيطلق عليه الشباك الفاصلة بين البشر والقروش وهي مكلفة للغاية وتحتاج لصيانة دورية ويجب دراستها أولا قبل تطبيقها في شرم الشيخ.
التأثير علي السياحة
الأزمة الحالية تسببت في وقف مؤقت لنشاط سياحي واحد فقط من إجمالي 10 أنشطة متاحة للسياح في شرم الشيخ وهو الأمر الذي قلل من آثار الأزمة إلي حد كبير حيث لم تسجل حتي الآن أي إلغاءات في الحجوزات للفنادق وهو يرجع إلي وعي السياح وإدراكهم لطبيعة المشكلة وعلمهم أن هناك دولا سياحية كبري يحدث بها 25 حادث هجوم لقروش مفترسة سنويا بعكس مصر التي لم تسجل سوي14 حادثا للقروش في20 عام وهو ما جعلهم مطمئنين إلي أن ما حدث هو خلل مؤقت وقد اطمأنت الشركات الكبري للإجراءات التي اتخذتها الحكومة المصرية لتأمين سلامة السياح وللجنة الخبراء التي تضم أشهر علماء العالم في هذا المجال.
إسرائيل إساءة فهم
ونفي شوشة أن يكون قد صرح للإعلام بأن إسرائيل وراء حوادث القروش وقال إننا ندرس في الأسباب العلمية والمخالفات البيئية التي تسببت في هذا الخلل وفي دراستنا لانستبعد أي عوامل وهو ما جعل الصحفي يسيء فهم ما أرمي إليه وحورته الصحيفة لعمل فرقعة وشوزائف.
وأشار إلي أن لجنة الخبراء تنقسم إلي ثلاثة فرق تعمل بشكل منفصل:الأول مصري يضم مجموعتين من8 أساتذة في علوم البحار ومتخصصين في البيئة البرية والبحرية والثاني يضم عالمين أمريكيين والثالث يعمل فيه العالم الأمريكي بورجيس وحده مع بعض مستشارين خبراء ومن المنتظر في مرحلة لاحقة وبعد خروج كل فريق بدراسته النهائية سوف تتم المناقشات المشتركة بحضور الجميع للخروج بروشتة واحدة لعلاج جميع أسباب وعناصر الخلل وحل المشكلة وبشكل نهائي.
وفي محاولة لايجاد حلول بدأت محافظة جنوب سيناء أولي خطواتها نحو إقامة حواجز حماية من الشباك الفولاذية في منطقة خليج نعمة لمنع تسلل القروش, سعة الشباك من المقرر أن تكون 15*15سم.كما تقوم حاليا لجنة فنية تابعة لهيئة قناة السويس بمسح قاع المنطقتين لتحديد أنسب المناطق لتركيب الشباك وهو ما ستتحمل تكلفته المحافظة مبدئيا لإنقاذ الموقف,ورغم ذلك فموضوع الشباك مازال مسار جدل بين العلماء الأمريكان والمصريين ووزارة البيئة خاصة في الفنادق التي تقع شواطئها علي الشعاب المرجانية.كذلك فالفنادق بدأت في إقامة أبراج مراقبة مزودة بنظارات مكبرة ومسعفين مدربين,علاوة علي تزويد السياح بالتعليمات الخاصة بمنع تغذية الأسماك وعدم تجاوز مسافات السباحة المحددة والانصياع الفوري لأي توجيهات من أطقم المراقبة والإنقاذ علي الشواطيء,وتلقينهم التعليمات الخاصة بالرايات البيضاء والحمراء والسوداء وتعيين مراقبين علي الشواطيء وبالأبراج مزودين بصفارات,وهي الشروط التي وضعتها المحافظة لإعادة فتح الشواطيء من جديد وسط ترقب من تأثير الإجراءات الجديدة علي ثقة السياح بالشواطيء مع عدم جزم الخبراء بأول مخاطر القروش.
القرش صيدلية متنقلة
رغم الذعر العالق بقلوب السائحين والمصريين من المقيمين والعاملين علي شاطيء البحر الأحمر إلا أنهم لايعلمون ما يحمله القرش من فوائد للإنسان فهو كائن لايمرض أبدا وهو ما تعجب له العلماء ولايصاب بأي التهابات بسبب الجروح الكثيرة التي يتعرض لها ويعتبر محصنا وذا مناعة تامة ضد الأورام السرطانية أكثرها إن لم يكن كلها,ويحتوي سمك القرش في جسمه علي مضاد حيوي فعال يوجد في كل خلية من خلايا الجسم واكتشف العلماء أن مضاد سمك القرش هذا لايمت بصلة إلي أي فئة من فئات المضادات الحيوية المعروفة ذلك ما أكده تقرير أكاديمية العلوم الوطنية في الولايات المتحدة واكتشف العلماء كذلك وهذا هو الأهم أن مضاد سمك القرش ذو فاعلية مذهلة تفوق كل ماهو معروف عن فاعليات المضادات الحيوية المعروفة فهو كفيل بالقضاء علي عدد كبير من الميكروبات والفطريات والبكتيريا والطفليات قضاء تاما,إضافة إلي غضاريفه والتي تصلح جلدا مؤقتا لضحايا الحروق العميقة ويستخدم زيت كبد الحوت في العقاقير الطبية وفي صناعة الصابون ومستحضرات التجميل وجلود الحوت تستعمل في صناعة بعض الأدوات والأسلحة كما يصنع من زعانفه أجود أنواع الفراء فهو بمثابة صيدلية متنقلة.
ومن الناحية البيئية فهو يقوم بخدمة البيئة من التلوث ويطلقون عليهصفائح قمامة متنقلة فهو يقوم بتنظيف البحار والمحيطات من جثث الكائنات البحرية.