بالإضافة إلي شهرتها بالشيكولاتة الفاخرة والجبن اللذيذ,تشتهر سويسرا أيضا بالسرية. فهي المكان الآمن للاحتفاظ بالأموال خاصة لأولئك الذين يمقتون الضرائب أو من لديهم كمية لا بأس بها من الأموال بطرق غير مشروعة ويريدون الإفلات بها من براثن المساءلة القانونية.
ويرجع التقليد السويسري بالاحتفاظ بأسرار عملائه في النواحي المالية إلي القرن السابع عشر. لذا بعد اندلاع الحرب العالمية الأولي وتعرض معظم العملات الأوربية لعدم الاستقرار,قرر الكثيرون من الأثرياء اللجوء إلي الفرانك السويسري لإدخار أموالهم خاصة وأن سويسرا من دول عدم الانحياز.
أما السبب الآخر الذي أعطي البنوك السويسرية شهرة عالية ومصداقية كبيرة لدي عملائها فهو إصدار سويسرا قانونا عام 1934 بتجريم الإفصاح عن عملائها من المودعين…وقد جاء هذا القانون عقب ما قامت به فرنسا حينما وجدت انخفاضا حادا في نسبة الأموال التي كان يتم ضخها في البنوك مما جعلها تشن الحرب علي مكتب البنك السويسري المتحد في باريس آنذاك وجري الكشف عن أسماء عملائه وأرصدتهم وهو الأمر الدي أثار غضب سويسرا.
وبعد تلك الحادثة بسنوات لجأ اليهود الألمان إلي البنوك السويسرية لحماية ودائعهم ومدخراتهم كما فتحت سويسرا أبوابها ومخازنها لذهب النازيين الذي نهبوه. بعدها خصصت هذه البنوك 1.25مليار دولار كتعويض لضحايا مذابح الهولوكوست.
هذا السجل التاريخي شجع الكثيرين من القادة باستخدام البنوك السويسرية لإخفاء ما نهبوه وأشهرهم الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس والنيجيري ساني الباشا.
ولكن بعد أن تعرضت سويسرا لكثير من الانتقادات من الحكومات الأجنبية اضطرت إلي تغيير بعض سياساتها,فأضافت بعض القوانين لمحاربة غسيل الأموال.
جدير بالذكر أن الولايات المتحدة تخسر سنويا ما يقرب من مائة مليار دولار من مجموع حصيلة ضرائبها بسبب أسهمها المتناثرة في الخارج,وقد طلبت من البنك السويسري المتحد الإفصاح عن 52ألف حساب إلا أن البنك رفض بحجة أن ذلك انتهاك للقانون السويسري.
عن مجلة تايم