ظاهرة العصر هي شبكة العنكبوت العالمية أو ما يعرف بالإنترنت التي حطمت كل الحواجز, ووصلت إلي كل مكان, بل وأوصلت كل شيء لكل الناس حتي غدا العالم قرية صغيرة ولايخلو الأمر من سلبيات هذه الشبكة وجاء علي السطح ما يسمي بالجريمة الإلكترونية التي نناقشها في هذا العدد.
وحديثنا هنا سيكون حول كيفية تعامل الشباب مع هذه الظاهرة – الثورة – التي جذبتنا إليها جذبا, فأنت إذا دخلت مقهي من مقاهي الإنترنت إلا ووجدته مملوءا عن آخره بالشباب الكل ينقر, الكل يكتب, الكل يسأل, الكل يبحث عن مبتغاه.
وعلي جانب آخر حذرت دراسة مصرية من ظهور لغة موازية يستخدمها الشباب المصري والعربي في محادثاتهم عبر الإنترنت, تهدد مصير اللغة العربية في الحياة اليومية لهؤلاء الشباب وتلقي بظلال سلبية علي ثقافة وسلوك الشباب العربي بشكل عام.
واعتبرت الدراسة التي أعدها المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بالقاهرة أن اختيار الشباب ثقافة ولغة خاصة بهم هو تمرد علي النظام الاجتماعي, لذلك ابتدعوا لونا جديدا من الثقافة لا يستطيع أحد فك رموزها غيرهم.
لكن خبراء تربوين قالوا إن استعمال الشباب لغة خاصة بهم ليس تمردا وإنما نوع من الهروب من المجتمع, وأن علي الكبار احترام لغتهم الجديدة وعدم الاستهزاء بها طالما أنها لا تتعارض مع الآداب العامة في المجتمع.
وأشارت الدراسة التي أعدت تحت عنوان ثقافة الشباب العربي, إلي أن ثقافة الفهلوة التي ظهرت بين الأوساط الشبابية في الثمانينيات عادت وبقوة في الآونة الأخيرة محمولة علي أكتاف مجموعة من المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية والإعلامية أيضا.
وركزت الدراسة علي شريحة عشوائية من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و35 عاما, ورصدت وجود تأثير للإنترنت علي مفردات اللغة المتداولة بين الشباب علي مواقع الإنترنت والمدونات وغرف المحادثات.
وأوضحت أن طبيعة الإنترنت باعتبارها وسيلة اتصال سريعة الإيقاع قد واكبتها محاولات لفرض عدد من المفردات السريعة والمختصرة للتعامل بين الشباب.
وأوضح الدكتور علي صلاح محمود الذي أعد الدراسة أن حروف اللغة العربية تحولت إلي رموز وأرقام وباتت الحاء 7 والهمزة 2 والعين 3 وكلمة حوار تكتب 7war وكلمة سعاد تكتب So3ad وكلمة you تكتب u… إلخ.
وقال إن واقع شبابنا اليوم وعزوفه عن المشاركة في قضايا المجتمع أصبح لا يبشر بخير علي الإطلاق خاصة في مجتمعنا العربي الذي يبتعد فيه شبابنا عن الأنشطة السياسية والاجتماعية نتيجة التأثر بالإعلام الخارجي.
وفسر الباحث لجوء الشباب إلي لغة حديث موازية بوجود شعور بالاغتراب لديهم يدفعهم للتمرد علي النظام الاجتماعي وتكوين عالمهم الخاص بعيدا عن قيود الآباء, وأضاف إنهم يؤلفون هذه اللغة كقناع في مواجهة الآخرين.