انتعشت بورصة الدروس الخصوصية,وزادت أسعار الحصص مع بداية العام الدراسي الجديد بسبب مخاوف أولياء الأمور مع إنفلونزا الخنازير لعب قلق الآباء الشديد علي أبنائهم دورا كبيرا في ارتفاع نسبة الغياب بالمدارس,واتجاه الطلاب إلي الاستعانة بالدروس الخصوصية,وهذا جعل المدرس الخصوصي المستفيد الأول من إنفلونزا الخنازير,والمثير للدهشة أن وزارة التربية والتعليم منذ بداية العام الدراسي أصدرت قرارات بإغلاق مراكز الدروس الخصوصية في عدة محافظات مثل السويس و6أكتوبر والجيزة,ولكنها لا تعطي اهتماما بمسألة الدروس الخصوصية التي تفشت بدلا من أن يقلصها تطبيق نظام التقييم الشامل.
تحدثنا إلي بعض أولياء الأمور لنتعرف علي مدي انتشار الدروس الخصوصية في العام الدراسي الجديد-مني عزمي-إحدي أولياء الأمور لطالب بالصف الثالث الابتدائي-قال إن بعض المعلمين يقولون للأطفال لا تأتوا إلي المدرسة واجلسوا في البيت بعد استلام الكتب,ويشجعوهم علي الدروس الخصوصية بدعوي أن عدد الأطفال بها أقل, وأن المكان سيكون جيد التهوية وتعرضهم للإصابة بالمرض قليلة.فالمعلمون استغلوا أزمة إنفلونزا الخنازير,لتحقيق مكاسب مادية علي حساب الطلاب المرغمين علي الأسعار المرتفعة بسبب تخوفهم من الإصابة بالمرض داخل المدارس.
وأضافت أن الأمر لا يتوقف عند حد الدروس الخصوصية فقط بل أيضا مجموعات التقوية داخل بعض المدارس يوجد ضغط علي الطلاب للاشتراك بهذه المجموعات,حتي أن ابنتها لا تزال في الصف الأول الابتدائي, ويتم إرغامها علي الاشتراك بمجموعات التقوية,والتي عادة ما تكون داخل الفصل ذاته, الدراسي وفي وجود جميع الطلاب ولمدة نصف ساعة يوميا.
ولا تقدم جديد للطلاب فقط هي ترغمهم علي دفع35 جنيها شهريا مقابل مجموعات التقوية, بالإضافة إلي أن مدرسة ابنتها قامت بإلغاء الفسحة المدرسية لإيجاد وقت لمجموعات التقوية دون النظر إلي أهمية الفسحة المدرسية لأطفال في مثل هذه المرحلة العمرية.
أما سناء مختار والدة طالب بالصف الأول الإعدادي-فقال إن ما يحدث الآن في الدروس الخصوصية ينطبق عليه المثل القائل:مصائب قوم عند قوم فوائد,حيث استغل بعض المعلمين تخوف أولياء الأمور علي أبنائهم من الإصابة بإنفلونزا الخنازير,وقاموا برفع أسعارهم لتصل إلي قيمة تقارب قيمتها ذاتها في أيام الامتحانات,بل طالب بعض المعلمين الطلاب الذين قاموا بحجز أماكنهم قبل بدء الدراسة بشهور بدفع فارق الزيادة في أسعار الدروس.
تحدثنا إلي بعض المعلمين وتساءلنا هل إنفلونزا الخنازير قامت بالترويج أكثر للدروس الخصوصية؟!
أكدت مريم كامل معلمة بمدرسة الشروق الابتدائية التجريبية بحلوان أنه بالفعل تزايد الإقبال علي الدروس الخصوصية, وأصبح كل طالب يريد أن يأخذ درسا خصوصيا مع مجموعة قليلة أو بمفرده إذا سمحت إمكانيات الأسرة, خاصة أن أسعار الدروس ارتفعت وهذا الأمر يقتصر علي الصفين الخامس والسادس في المدرسة بل يبدأ من الروضة وأولي ابتدائي!!ويزيد من حدة الأمر قلق أولياء الأمور الشديد علي أبنائهم من الإصابة بإنفلونزا الخنازير.
سميرة ناجي معلمة بمدرسة ابتدائية بالمطرية قالت إن الآباء والأمهات يفضلون بقاء أبنائهم بالمنزل وأخذ دروس خصوصية في معظم المواد الدراسية,حتي أن بعض الزملاء من المعلمين يقولون:كل سنة كنا نسعي للطلاب حتي يأخذون دروسا خصوصية السنة دي هم إللي بيجروا وراناأما بالنسبة لمجموعات التقوية بالمدارس فلقد بدأت منذ أيام بالمدارس لكل السنوات الدراسية في مدارسنا.
وأضاف أحمد عادل معلم بمدرسة المستقبل بحلوان أن مجموعات التقوية هي أيضا زادت أسعارها هذا العام, خاصة أن هناك تقييما شاملا للطلاب وهذا الأمر يجعل أولياء أمور الطلاب يقبلون علي مجموعات التقوية بالمدارس لضمان درجات تضاف لملف الإنجاز لكل طالب ضمن التقييم الشامل,وقد يلجأ الأهل أحيانا كثيرة إلي هذه المجموعات بالرغم من أن أبنائهم يأخذون دروسا خصوصية خارج المدرسة.
ما دور وزارة التربية والتعليم في هذا المجال؟هذا ما تحدث عنه سعيد عمارة مدير مديرية التربية والتعليم بحلوان وقال:هناك تعليمات مشددة منذ سنوات سابقة بمنع الدروس الخصوصية ومعاقبة المعلمين المخالفين لذلك,حيث إن الإدارات التعليمية في كل محافظة إذا تلقت بلاغا يتضمن وجود مدرسين بعينهم يقدمون الدروس الخصوصية للطلاب فأنها تتحري عن هؤلاء المعلمين,وإذا ثبت بالفعل أنهم يفعلون ذلك يتم تقديمهم للشئون القانونية.وأكد عمارة أنه بالرغم من أن ضبط المعلمين المخالفين لقرارات الوزارة بشأن الدروس الخصوصية هو دور الإدارات التعليمية, إلا أنها إذا اخفقت في دورها تبدأ مديرية التربية والتعليم في التدخل لضبط هذه المخالفات والتحقيق مع هؤلاء المعلمين المخالفين لتوقيع جزاءات عليهم.
وبالرغم من تأكيدات المسئولين علي تعقبهم للدروس الخصوصية إلا أننا حتي الآن لم نشاهد تغيير بذلك بل علي العكس إنفلونزا الخنازير هذا العام فتحت الباب علي مصراعيه لزيادة نسب الدروس الخصوصية لجميع المراحل التعليمية!!.