الإجازة جت بس ياخسارة المدة صغيرة قوي والواحد مش هيعرف يعمل فيها إيه ولا إيهدي عقبال ما اعمل حاجة من اللي نفسي فيها تكون الدراسة بدأت من تانييعني هي الإجازة متنفعش تكبر شوية عن كده علشان الواحد يستريح من ضغط المذاكرة والامتحانات؟!
هذا ما يحدث داخل معظم أسرنا المصرية مع بداية حلول إجازة نصف العام ولسان حال الأبناء يردد تلك الأقاويل معبرين عن استيائهم بضيق الوقت وما يصعب تحقيقه خلال هذه الفترة.فما رأي الخبراء في هذا الشأن ,وكيف يتم استثمار الوقت بشكل مفيد للقضاء علي المشكلة؟!
يقول دكتور كمال مغيث الخبير التربوي بمعهد الدراسات التربوية ها هي قد بدأت إجازة نصف العام ولكن التخطيط لها بدأ منذ أسابيع حتي أثناء الامتحانات فرغم انشغال الطلبة والطالبات بالمذاكرة إلا أن كثيررا منهم ظلوا يفكرون فيما سيقومون به خلال فترة الإجازة القصيرة ,ومن الطبيعي أ ن تتفاوت الآراء حول الإجازة فمنهم من ينتظرها بفارغ الصبرلكونها المتنفس الوحيد للاستراحة والاسترخاء في حين يفكر البعض الآخر في تنمية مهاراتهم وغيرهم من يسعون للبحث عن عمل لاستكمال دراستهم في الفصل الدراسي القادم في ظل ظروف الحياة القاسية بينما يعتبر أخرون أن فترة الإجازة لاتعد إجازة علي الإطلاق وإنما هي فرصة للدراسة والاستعداد للفصل الدراسي الثاني خاصة طلبة الكليات العملية.
وفي النهاية يظل السؤال كيف يقضي أبناؤنا إجازة نصف العام؟!
في الواقع علينا أن نتكيف مع الوضع القائم ,فإذا اعتبرنا أن الإجازة القصيرة الأسبوعية تقريبا كافية سنجد أن مشكلتنا هي عدم المقدرة علي تنظيم الوقت واستثماره بشكل جيد ومفيد لذا يجب علينا أن نحدد أولوياتنا التي نرغب في تحقيقها خلال هذه المدة وأن المعادلة حتي علي مستوي اليوم الواحد وهي الإنتاج ,والترفيه,والاسترخاء.لكن للأسف ما يحدث عكس ذلك تماما فنظام حياتنا الثقافي والتعليمي والاقتصادي أعاق تحقيق هذه المعادلة خاصة أن لدينا مشكلة نقص دور المدرسة ونقل مهمة التعليم إلي الأسرة ومن هنا تأتي مشكلة الاستذكار في الإجازة ضاربين بعرض الحائط قيمة الترويح عن النفس .
ويؤكد ما سبق الدكتور سمير عبد الفتاح -أستاذ علم النفس جامعة عين شمس قائلا وبالطبع الطالب الذي لم يستطع التعبير عن رغباته ومكنوناته يصبح عرضة للإصابة بالأحباط والقلق نتيجة رتم الحياة السريع وانشغال الأهل عنه مما يؤدي إلي عدم تلبية احتياجاته أيضا إذا لم يعبر الأبناء عن ذواتهم سيؤثر علي استيعابهم وتحصيلهم الدراسي,كما أنه في حالة المرحلة العمرية الصغيرةـالأطفالستزيد لديهم النزعة العدوانية لعدم أخذ القسط الكافي من الترفية تصبح من سماته الشخصية فيما بعد في مرحلة عمرية لاحقة.
ويشير دكتور عبد الفتاح إلي نقطة في غاية الأهمية بأنه من الممكن الاستفادة من فترة الإجازة في تعريف الأبناء بأشياء قد تساعد علي تحصيلهم الدراسي بشكل غير مباشر بدون الضغط عليهم في عملية الاستذكار في هذه المدة القصيرة كاصطحابهم ضمن رحلات إلي الأماكن الأثرية المختلفة خلال فترة الشتاء والتي من شأنها أن تساهم في بناء مساحة مشتركة بين الكبار مع الصغار وتكوين علاقات أسرية إنسانية حميمة.
ينصح الدكتور نصيف فهمي أستاذ الخدمة الاجتماعية بضرورة إشراك الأبناء في وضع برنامج الإجازة علي أن يكون شاملا بحيث ينمي الجانب الإيماني والأخلاقي والثقافي والبدني والاجتماعي بوسائل محببة وممتعة لديهم فالمتعة الحقيقية التي سيشعر بها الأبناء حينما ينتهون من الإجازة ويجدون أنفسهم قد اكتسبوا قيمة أو مهارة جديدة من أوقات فراغهم.لذا ينبغي علي الأبناء أن يجعلوا من الإجازة فترة تمهيد لحياتهم القادمة بدلا من أن يجعلوها مجرد مرح ولعب ونوم فهل ينجحون في ذلك؟!