شهدت الإسكندرية أياما عصيبة لم تشهدها من قبل بدأت من الساعات الأولي بعد ظهر يوم الجمعة 28 يناير حيث اشتد الصدام بين الآلاف من المتظاهرين خرجت بالمناطق الشعبية بمحرم بك والعطارين واللبان والقباري ومن البصل والورديان وبين قوات الأمن واحتشد الآلاف من المتظاهرين من بينهم حركة شباب 6أبريل وجماعة التغيير وأنصار خالد سعيد والإخوان المسلمين من أمام مسجد القائد إبراهيم بمحطة الرمل.
وقد عمت الفوضي معظم الشوارع الرئيسية بوسط المدينة وتم الاعتداء علي أقسام الشرطة الرئيسية في المحافظة ومنها قسم شرطة باب شرقي حيث يعد من أهم وأكبر مراكز الشرطة الموجودة بالإسكندرية وقسم شرطة المنتزه والعطارين ومبني مباحث أمن الدول بشارع الفراعنة وتم الاعتداء علي مباني الأحياء بالإسكندرية مثل حي المنتزه وتم احتراقه وتم الاعتداء علي إدارة المرور بالمحافظة وسرقة الدفاتر الخاصة بالمخالفات المرورية وأجهزة الكمبيوتر وسرقة جميع السيارات الميكروباص والسيارات الموجودة بحضانة السيارات التابعة لإدارة المرور.
ولم يسلم ديوان عام المحافظة من الاعتداءات وتم حرق المبني بالإضافة إلي الهجوم علي الاستراحة الخاصة بمحافظ الإسكندرية وتم سرقة المحتويات الموجودة بها.
كما تم الاعتداء علي مجمع خدمي وتجاري خاص وسرقة غالبية المحلات الموجودة به في ظل غياب أمني حيث انسحبت الشرطة من كافة المواقع الموجودة بالمحافظة بعد اشتباكها مع الخارجين علي القانون ومثيري الشغب وقدر حجم الخسائر لهذه المحلات 30مليون جنيه.
ولم تشهد المحافظة في اليوم الأول من التظاهرات سوي عشرات من سيارات الإسعاف التي سارعت بالإتجاه للمستشفي الجامعي وبعض المستشفيات الخاصة لنقل المصابين والحالات الحرجة من المتظاهرين ورجال الشرطة.
وقام عدد من المتظاهرين بإيقاف سيارات التاكسي إجباريا لنقل المصابين إلي الشوارع الجانبية وفرضت قوات الأمن طوقا أمنيا بالمناطق الرئيسية بمحرم بك خاصة شوارع بوالينو والإسكندراني وتوقفت حركة المرور من الترام والأتوبيسات ووسائل النقل الخاصة وقد رفعت المستشفيات حالة الطوارئ القصوي لاستقبال المصابين.
وعلي جانب آخر شهدت الشوارع حالة من الفوضي والإرتباك وسير السيارات عكس الاتجاه بالإضافة إلي آثار القنابل المسيلة للدموع التي أدت إلي انتشار سحابة غطت شوارع وسط المدينة ونتج عنها حدوث حالات اختناق وإغماء للمواطنين داخل الوحدات السكنية.
وأيضا تجمهر عدد من الشباب بمنطقة وسط المدينة واستقلوا سيارات ميكروباص وتوجهوا لمبني المجلس المحلي بمحطة مصر وقاموا بتكسير الأرصفة وقذف المبني المغلق وتحطيم نوافذة الزجاجية ثم انطلقوا بعدد كبير من الشباب إلي ميدان محطة مصر حيث توجد محطة القطار الرئيسية وقاموا بتجميع أنفسهم وهم يقولونسلمية سلمية في إشارة لرغبتهم في التظاهر بطريقة سلمية.
هذا وتصاعدت حدة الاحتجاجات بشارع شامبليون بمنطقة الأزاريطة حيث يوجد بعض المباني التابعة للأمن فقط تجمع مئات المواطنين محتجين بينما قام الأمن بإطلاق القنابل المسيلة للدموع وقنابل دخان للتفريق.
هذا وتتواجد القوات المسلحة في المناطق الرئيسية بشوارع الإسكندرية في حين قام الأهالي بمعظم الأحياء بتكوين لجان شعبية أمام منازلهم ممسكين بأدوات للدفاع عن منازلهم وأسرهم.
يذكر أن بعض الأهالي قاموا بإيقاف سيارة سوداء اللون بشارع بورسعيد كان بحوزة أصحابها متفجرات وقام الأهالي بتسليمهم للقوات المسلحة.