تولي الأستاذ نجيب مطر مسئولية مدير تحرير ##وطني## عام 1958…ثم مالبث بعد عدة سنوات أن تولي رئاسة التحرير…انفرد بعموده الأسبوعي ##بالمرصاد## الذي تناول فيه أهم القضايا المحلية والعالمية وتصدي لأخطر السلبيات.
تميز بالدقة والانضباط والصرامة…تضبط ساعتك علي حضوره يوميا من التاسعة صباحا حتي الثانية بعد الظهر,ثم يستأنف عمله من الخامسة إلي العاشرة مساء…ومع ذلك كان كنسيم الربيع تكاد لا تسمع له صوتا,لدرجة أنك لا تشعر بوجوده إلا عندما تطرق بابه وتدخل مكتبه لتجده كالناسك في صومعته.
كان يتسلم جميع المواد الصحفية بنفسه من المحررين,ليتولي مراجعتها بنفسه بالقلم الرصاص بهدوء وصبر يحسد عليهما….كان أحيانا يعيد كتابة بعض الموضوعات بنفسه…ثم يقوم بعد ذلك بتوزيع المواد علي أعضاء الديسك لمراجعتها بالصورة النهائية.
كان متحمسا جدا للأدباء الشبان وفتح صفحات ##وطني## للموهوبين الذين تألقوا بعد ذلك…تبني وشجع فكرة إقامة ندوة ##وطني## الأدبية في أواخر الستينيات,وكانت تعقد صباح الجمعة أسبوعيا بـ##وطني## وتستضيف أديبا لامعا,وشجع الفريق الذي تولي مسئوليتها وعلي رأسهم المستشار عادل زكي ود.عوض جاد الرب وستانلي هارون والإعلامي حمدي الكنيسي وفايز فرح,وكان يخصص لها مساحة كبيرة في صفحة الأدب…وارتبطت أسرة ##وطني## ببعض نجوم الأدب وعلي رأسهم يحيي حقي وإبراهيم المصري وحافظ محمود وصالح جودت ومحمد زكي عبد القادر ومحمود تيمور ود.طه حسين.
وتألقت علي صفحات ##وطني## أقلام في أواخر الخمسينيات منهم جمال الدين الرمادي ود.حسين نصار ود.محمد غلاب أستاذ الفلسفة بكلية أصول الدين,ومحمود كامل المحامي,ود.عبد الرحمن عثمان الأستاذ بكلية اللغة العربية ود.عبد اللطيف حمزة رئيس قسم الصحافة بكلية الآداب… ود.زكي نجيب محمود,د.حسين فوزي,د.عبد الخالق حسونة الأمين العام للجامعة العربية,د.فاروق خورشيد,عامر العقاد,د.أحمد عبد المنعم البهي,د.عثمان أمين,د.محمد مندور,علي شلسن,د.عبد الحميد يونس,لمعي المطيعي,د.مرسي سعيد الدين,عبد الحميد عفيفي,فؤاد دواره,العوضي الوكيل ومحمد الشرقاوي,ود.محمود الخضيري والأستاذ إبراهيم أبو الخشب الأستاذ بكلية الشريعة بالأزهر الشريف,ود.عثمان أمين أستاذ الفلسفة بجامعة القاهرة ومحمد الخضري عبد الحميد والأديب صبحي الجيار وغيرهم وغيرهم.
لم يكتف بنشر مشاكل وهموم ومتاعب القراء في بريد ##وطني## بل كلف الكاتب الصحفي الأستاذ محمد نصر بمتابعة ما ينشر في بريد ##وطني## مع الوزارات والمصالح الحكومية والشركات ولا يهدأ إلا بعد حسم المشاكل وحلها تماما…بل أحيانا كان يتصل تليفونيا بنفسه بكبار المسئولين لمتابعة مشكلة قارئ في قرية أو نجع أو مركز.
أحمد حياتي