يتمتع صعيد مصر بعدد كبير من مدن وقري ونجوع تحمل أسماء ينحني أمامها التاريخ احتراما وتقديرا لما تحتويه من معني وذكري وأصالة وتاريخ…فالتاريخ إن كان الزمان يوازيه فالمكان يحتويه ويظل مع الزمان يسرده ويحكيه للأجيال مؤكدا الأحداث بما عليه من آثار قديمة وكل ذرة من تراب الأرض تقول إنها شاهدة علي ما مر من أحداث ونستطيع أن نقول إنه لا يمكن أن يمحي تاريخ حتي ولو تتناساه العقول المتعصبة التي تريد أن تطمس الحقائق وتدمر الهوية المصرية.
أثارت عندي مشكلة دير أبو حنس وتغيير هويته واسمه في الأيام الماضية فزعا شديدا نحو مصر وأصالتها وتاريخها وسألت ما الذي يعود علي من يفكر في تغيير الأسماء القديمة إلي أسماء ليس لها معني أو تاريخ؟ فكانت الإجابة هي محو الهوية المصرية أو محاولة لطمس تاريخ المسيحية في البلاد وبعيدا عن التعصب أود أن أقول إن التاريخ سلسلة من ذهب حلقاتها متشابكة بنغم اسمه الحقبات الزمنية إذا سقطت إحداها ضاعت معها مصداقية التاريخ فمن يلهثون وراء تغيير أسماء البلاد أو الشوارع والميادين القديمة يجهلون التاريخ وهربت من عروقهم الدماء المصرية وسكنهم شيطان تدمير الهوية المصرية تحت شعارات مزيفة.
ملوي
أطلق الفراعنة علي ملوي اسم مرو الذي يعني مكان الأشياء وسميت بالقبطية ملوي كما أورد بعض المؤرخين لها أسماء مختلفة مثل أملينو قال منلوي أي موضع الأشياء وجاءت في قوانين ابن مماتي وفي تحفة الإرشاد ملوي وأطلق عليها العامة في تاج العروس ملوه واستقر اسمها ملوي منذ القرن الثامن عشر الميلادي تسهيلا علي النطق والكتابة ولم تفقد معناها أو اسمها القديم.
ملوي مركز كبير في الجنوب من محافظة المنيا بصعيد مصر يحده من الشمال مركز أبو قرقاص ومن الجنوب مركز دير مواس ويتمتع مركز ملوي بموقعه الفريد وأرضه التي تحوي بين أحضانها عددا كبيرا من الآثار الفرعونية واليونانية والرومانية ونستطيع إن مركز ملوي هو أغني المناطق الأثرية المسيحية بمصر فحباه الله بزيارة العائلة المقدسة عند قدومها إلي مصر كما كان يذخر بعدد كبير من الرهبان في القرون الأولي للمسيحية,ومن هنا عرف العالم ملوي الأصالة التي تحمل تاريخا لعدد كبير من الأديرة والكنائس والمزارات المسيحية أود في سطور بسيطة أن أسرد بعض وليس كل من الأسماء المسيحية المعروفة في إيبارشية ملوي لمناطق وأديرة وكنائس خوفا من أحباء تدمير التاريخ الذين يرتدون عباءة الإصلاح ويتنصلون من الهوية المصرية.
لا ينكر التاريخ ما تحملته إيبارشية ملوي من اضطهاد,أهم هذه العصور كان عصر صلاح الدين بن يوسف الأيوبي الذي هدم أسوارها ويقول المقريزي في تاريخه إن بابا من أبواب المدينة نقل إلي باب زويلة بالقاهرة وهكذا يرسم لنا التاريخ بريشته أحداثا مؤسفة عن عصور مظلمة تحتلها البلاد التابعة لإيبارشية ملوي الآن.
1- الشيخ عبادة: في اتجاه الروضة التابعة لمركز ملوي وفي شرق النيل تقع قرية الشيخ عبادة التي يوجد بها العديد من الآثار الفرعونية والمسيحية قال عنها فانسليب إن مسجد الشيخ عبادة كان موقعا لكنيسة القديس الأنبا أمونيوس العابد وحدث تحريف من عابد إلي عبادة ويؤكد أن جسد القديس موجود أسفل المسجد إلي الآن وهذا ما يؤكده أيضا علماء الحملة الفرنسية ويقول البعض إن الاسم عبادة يرجع إلي اسم واحد من الصحابة يدعي (عبادة بن صامت).
2- قرية دير أبو حنس: وهي خارج أسوار دير القديس يحنس المعروف من القرن الخامس الميلادي.
3- دير البرشا: من النواحي القديمة وكان يسمي أبرهت وتكلمنا عنه في مقالة خاصة سابقا بجريدة وطني.
4- دير الديك أو دير الوادي: كان عامرا في القرن السادس الميلادي ويقابله من الشرق نجع شيبة.
5- دير سنباط: يقع في الجنوب الشرقي من دير الديك.
6- دير النضارة مكانه غرب دير سنباط.
7- دير الهواء ومكانه قبلي دير النضارة.
8- دير البتول بالقرب من بئر السحابة ولكل منهما أهميته الدينية والسياحية ويليهما في الأهمية كوم ماريا بدير أبو حنس الذي لقب بهذا الاسم تذكارا لاستراحة العائلة المقدسة عنده,وتحتفل إيبارشية ملوي ثلاثة احتفالات سنوية في مزارات العائلة المقدسة في عيد دخول السيد المسيح أرض مصر وفي عيد استشهاد أطفال بيت لحم وفي عيد السيدة العذراء حالة الحديد.
9- دير القلنديمون ودير أبو فانا العامر الآن ودير القديس قلتة وديرب الخادم ودير أبو شنودة ودير متياس ودير يوساب ودير أنطونيوس ودير أبو تيسه.
إنه كما قلت البعض من الكثير داخل إيبارشية ملوي يحتاج لوقت وصفحات ولكن اسمح لي يا عزيزي الآن أن أكتفي بذكر ما سبق معلنا أنها أسماء تحمل تاريخا وأماكن فيها رصد التاريخ مواقف محسوبة علي مصر سواء كانت مسيحية أو غير ذلك فهي لا تحتمل التلاعب أو التغيير حقا إنها مسئولية وحملا ثقيلا علي القيادات الوطنية التي تحب مصر وتحترمها وتعتز بتاريخها وأيضا مسئولية الحفاظ علي تراث ملوي الأثري التي تقع علي عاتق نيافة الحبر الجليل الأنبا ديمتريوس رجل الصلاة وملاك الإيبارشية الذي بهدوء يعمل وفي هدوء يعمر…نتمني من الله أن يحفظ لنا مصر وتاريخها.
المصادر: سنكسار الكنيسة القبطية-كنائس ملوي الأثرية للأثري أشرف سيد محمد البخشونجي-القاموس الجغرافي لمحمد رمزي-بحث غير منشور للقس إرميا شوقي.
[email protected]