يتعرض أطفال الشوارع لكثير من أنواع الاستغلال كسرقة الأعضاء والإتجار بها, حول هذه الظاهرة التي برزت في الآونة الأخيرة داخل المجتمع المصري وأسبابها والسبيل للحد منها ومواجهتها. ودور المجتمع والحكومات في حماية هذه الفئة والتصدي للمافيا المستغلة لهم, توجهنا بالحديث إلي الدكتور صابر غنيم القائم بأعمال وكيل الوزارة للمؤسسات غير الحكومية والعلاجية الذي قال: إن ظاهرة سرقة الأعضاء تفشت في الآونة الأخيرة بشكل عام, وذلك نظرا لغياب القانون, حيث ينص القانون علي جواز النقل من مصري إلي مصري أو من الجنسية ذاتها, وذلك نتيجة لتوصيات وزير الصحة بألا تكون أجساد المصريين قطع غيار لغير المصريين والحد من ظاهرة تجارة الأعضاء.
وأضاف: يقوم سماسرة الأعضاء بالتوجه بأطفال الشوارع المصريين لمعامل مجهولة لعمل تحاليل توافق ثم يتم استئصال العضو المراد بيعه, كما أكد أن عدم وجود قانون نقل الأعضاء يضعف القدرة علي الحد من هذه الظاهرة, حيث يتم إنشاء سجل لزرع الأعضاء يتضمن اسم المستشفي والمتبرع والمتبرع إليه وأسماء الفريق الطبي الذي يقوم بعملية الزرع. إن العقوبات التي تطبق بالقرار الوزاري الآن انتظار لقانون نقل الأعضاء مثل الغرامات ووقف مزاولة المهنة وغلق المستشفي لمدة سنة وسحب ترخيص الفريق الطبي المخالف لمدة سنة وإذا تكررت المخالفة يسحب الترخيص والشطب نهائيا من قيد النقابة, أما قانون نقل الأعضاء سيطبق عقوبة السجن لمدة عشر سنوات وغرامة تصل إلي 500 ألف جنيه لمن يثبت عليه الإتجار في الأعضاء البشرية.
تقول الدكتورة عزة كريم أستاذة علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية إن أطفال الشوارع عرضة لكل أنواع الاستغلال, فمع تطور المجتمع وتغيير اهتماماته تطورت الأمور إلي الأسوأ, فقد أشارت الدراسات إلي استغلال هذه الفئة من العصابات في السرقة. التسول وتوزيع المخدرات واستغلال الفتيات في الدعارة بترويج من السماسرة وبيع الأطفال حديثي الولادة, ثم تطور الأمر إلي سرقة الأعضاء.
وتقول الدكتورة سوسن فايد أستاذة علم النفس بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية, إن هذه الفئة تعاني من إهمال ولامبالاة, ونظرا لضعف التعليم منهم يحتاجون إلي رعاية مع تأخر صدور قانون نقل الأعضاء بالتالي يأخذ الموضوع شكلا موضوعيا, خاصة وهذه الفئة تعاني من الفقر الشديد وبالتالي ليس لديها سوي أجسادها كمصدر للدخل, لذلك لابد أن يتكاتف المجتمع تجاه هذه القضية ويتبين لهذه الفئة والتفكير في إعدادها بشكل سليم لتفادي انحرافها والجرائم التي يمكن أن تسببها, مما يهدد أمن المجتمع وسلامه.
وتوصي د. سوسن فايد برعاية هؤلاء الأطفال وإعادة تأهيلهم ودمجهم في المجتمع مع تعليمهم حرفة حتي لا يكونوا عرضة للاستغلال الجسدي.
وتدعو الدكتورة نهي العبد المدرسة المساعدة بالأكاديمية الدولية للهندسة وعلوم الإعلام إلي تبني الإعلام لحملات مستمرة مع تنوع المضامين والمخاطبة بلغة سهلة وبسيطة لتوعية المجتمع بمخاطر القضية.